كتاب: الجامع لمعمر بن راشد

ملخص عن كتاب:  الجامع لمعمر بن راشد

هذا كتاب رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن المصنف؛ الذي يروي فيه عن مائة وأربعة شيوخ؛ أكثر من نصفهم من التابعين، وجلهم من الثقات، أو ممن يقاربهم، وروايته عن الضعفاء والمتروكين قليلة، وقد اشتمل الكتاب على المرفوعات والموقوفات والمقطوعات وقليل من الإسرائيليات، والكتاب مقسم على أبواب ترتيبها ليس بكامل الدقة، وقد تتكرر بعض التراجم، وربما جمع بين مسألتين في ترجمة واحدة، وتراجمه مختصرة، وفي الكتاب عناية بالشواهد والمتابعات وزيادات الرواة.

التصنيف الفرعي للكتاب: متون الحديث


المؤلفون : 
معمر بن راشد

معمر بن راشد بن أبى عمرو الازدي الحدانى بالولاء، أبو عروة: فقيه، حافظ للحديث، متقن، ثقة. من أهل البصرة. ولد سنة (95 هـ) واشتهر فيها. وسكن اليمن. وأراد العودة إلى بلده فكره أهل صنعاء أن يفارقهم، فقال لهم رجل: قيدوه. فزوجوه، فأقام. وهو عند مؤرخي رجال الحديث: أول من صنف باليمن. له (الجامع) المشهور في السنن، المنسوب إليه، وهو من الكتب القديمة في اليمن، أقدم من الموطأ. توفي سنة (153 هـ).


كتاب الجَامِعُ

لمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ الأزدي رواية عبد الرزاق الصنعاني

بسم الله الرحمن الرحيم

باب وُجُوبِ الاِسْتِئْذَانِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ‏:‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ ثَلاَثُ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٍ لاَ يُعْمَلُ بِهِنَّ الْيَوْمَ، تَرَكَهُنَّ النَّاسُ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ‏}‏، وَهَذِهِ الآيَةُ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ‏}‏ فَأَبَيْتُمْ إِلاَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ، وَفُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ الْمَمْلُوكُونَ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ يَسْتَأْذِنُونَ فِي هَذِهِ الثَّلاَثِ سَاعَاتٍ‏:‏ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَنِصْفِ النَّهَارِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ، ‏{‏وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏}‏‏.‏

– عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ، سُئِلَ‏:‏ أَيَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ عَلَى وَالِدَتِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ رَأَيْتَ مِنْهَا مَا تَكْرَهُ‏.‏

باب الاِسْتِئْذَانِ ثَلاَثًا

– عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانُوا يَقُولُونَ‏:‏ إِذَا سَلَّمْتَ ثَلاَثًا فَلَمْ تُجَبْ، فَانْصَرِفْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ‏:‏ لِمَ رَجَعْتَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُجَبْ فَلْيَرْجِعْ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا تَقُولُ بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَهُ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ، وَأَنَا فِي حِلْقَةٍ جَالِسٌ، فَقُلْنَا‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا خَبَرَهُ، فَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ كُلُّنَا قَدْ سَمِعَهُ، فَأَرْسَلُوا مَعَهُ رَجُلاً مِنْهُمْ، حَتَّى أَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ‏:‏ سَلَّمْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ثَلاَثًا، فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ، فَتَنَحَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الدَّارِ، فَإِذَا رَسُولٌ قَدْ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ ادْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ أَمَا إِنَّكَ لَوْ زِدْتَ لَمْ آذَنْ لَكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ فَقَالَ سَعْدٌ‏:‏ وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَلَمْ يَسْمَعِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى سَلَّمَ ثَلاَثًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ثَلاَثًا، وَلَمْ يَسْمَعْهُ، فَرَجَعَ، وَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، مَا سَلَّمْتَ تَسْلِيمَةً إِلاَّ وَهِيَ بِأُذُنِي، وَلَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْكَ، وَلَمْ أُسْمِعْكَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَكْثِرَ مِنْ سَلاَمِكَ، وَمِنَ الْبَرَكَةِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْبَيْتَ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِ زَبِيبًا، فَأَكَلَ مِنْهُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ‏:‏ أَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ‏:‏ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ثَلاَثًا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ، كَانَ عَلَى حَاجَةٍ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ سَعْدٌ سَرِيعًا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ تَبِعَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى حَاجَةٍ، فَقُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ‏.‏

الاِسْتِئْذَانُ بَعْدَ السَّلاَمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ اسْتَأْذَنَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ أَدْخُلُ‏؟‏ وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ أَهْلِ الْبَيْتِ‏:‏ مُرُوهُ فَلْيُسَلِّمْ، فَسَمِعَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَدْخُلُ‏؟‏ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لاَ، فَأَمَرَ بَعْضُهُمُ الرَّجُلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ قَوْمًا، جَلَسُوا إِلَى حُذَيْفَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ استأذَنَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ‏:‏ مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِدَارٍ، فَإِذَا عَلَى بَابِهَا امْرَأَةٌ، وَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الدَّارَ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ‏:‏ أَدْخُلُ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ ادْخُلْ بِسَلاَمٍ، فَمَضَى وَكَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ‏.‏

باب الرَّجُلِ يَطَّلِعُ فِي بَيْتِ الرَّجُلِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُتْرَةِ الْحُجْرَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِهِ، وَهَلْ جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ إِلاَّ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ، فَخَتَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ فَأَخْطَأَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَؤُوا عَيْنَهُ‏.‏

باب‏:‏ كَيْفَ السَّلاَمُ وَالرَّدُّ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ‏:‏ سَلَّمَ أَبُو جُرَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى، وَلَكِنْ قُلْ‏:‏ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ‏:‏ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ، وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ إِلَى مَا يُجِيبُونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ‏:‏ فَذَهَبَ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ‏:‏ وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ، قَالَ‏:‏ وَعَلَيْكُمْ‏.‏

وَذُكِرَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلاَمَ، فَقَالَ‏:‏ وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ‏:‏ وَعَلَيْكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏:‏ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا، وَأَنْعِمْ صَبَاحًا، فَلَمَّا كَانَ الإِسْلاَمُ نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَيُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ‏:‏ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا، وَلاَ بَأْسَ أَنْ يَقُولَ‏:‏ أَنْعَمَ اللَّهُ عَيْنَكَ‏.‏

باب إِفْشَاءِ السَّلاَمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ‏:‏ الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ وَهِيَ الْحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ‏:‏ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ‏:‏ الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالِمِ‏.‏

– عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا تَحَابُّونَ عَلَيْهِ، أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ، يَرْوِيهِ عَنْ بَعْضِهِمْ، قَالَ‏:‏ مَنْ سَلَّمَ عَلَى سَبْعَةٍ فَهُوَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدْبِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى السُّوقِ، فَمَا لَقِيَ صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَلَقَدْ مَرَّ بِعَبْدٍ أَعْمَى، فَجَعَلَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَالآخَرُ لاَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ إِنَّهُ أَعْمَى‏.‏

باب سَلاَمِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ، وَالصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَإِذَا مَرَّ الْقَوْمُ بِالْقَوْمِ فَسَلَّمَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ، وَإِذَا رَدَّ مِنَ الآخَرِينَ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ‏:‏ أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، فَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ‏.‏

ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ‏.‏

ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النِّسَاءُ، قَالُوا‏:‏ أَوَلَيْسَ بِأُمَّهَاتِنَا وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ‏.‏

ثُمَّ لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالأَقَلُّ عَلَى الأَكْثَرِ، مَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كَانَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلاَ شَيْءَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ الرَّجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجْتَمِعَيْنِ، فَتُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ، فَيُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ‏.‏

باب تَسْلِيمِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏}‏ قَالاَ‏:‏ بَيْتُكَ إِذَا دَخَلْتَهُ فَقُلْ‏:‏ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ‏.‏

باب التَّسْلِيمِ عَلَى النِّسَاءِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْرَهُ أَنْ يُسَلِّمَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ أَمَّا امْرَأَةٌ مِنَ الْقَوَاعِدِ، فَلاَ بَأْسَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا الشَّابَّةُ فَلاَ‏.‏

باب التَّسْلِيمِ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتٍ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهِ، وَإِذَا خَرَجْتُمْ فَأَوْدِعُوا أَهْلَهُ السَّلاَمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ قَتَادَةَ، قَالاَ‏:‏ إِذَا دَخَلْتَ بَيْتًا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَقُلِ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَرُدُّ عَلَيْكَ‏.‏

باب انْتِهَاءِ السَّلاَمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَشَرَةٌ، فَجَاءَ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَقَالَ‏:‏ عِشْرُونَ، فَجَاءَ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ‏:‏ ثَلاَثُونَ، يَقُولُ‏:‏ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً‏.‏

– قَالَ‏:‏ أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَلْقَى ابْنَ عُمَرَ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَمَغْفِرَتُهُ وَمُعَافَاتُهُ، قَالَ‏:‏ يُكْثِرُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ وَعَلَيْكَ مِئَةَ مَرَّةٍ، لَئِنْ عُدْتَ إِلَى هَذَا لأَسُوءَنَّكَ‏.‏

باب السَّلاَمِ عَلَى الأُمَرَاءِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَلَّمَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ، وَعِنْدَهُ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالُوا‏:‏ مَنْ هَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي قَصَّرَ فِي تَحِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ لِمُعَاوِيَةَ‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ عَابُوا عَلَيَّ شَيْئًا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، أَمَا إِنِّي قَدْ حَيَّيْتُ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ إِنِّي لاَ إِخَالُهُ إِلاَّ قَدْ كَانَ بَعْضُ مَا يَقُولُ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الشَّامِ حِينَ وَقَعَتِ الْفِتَنُ قَالُوا‏:‏ وَاللهِ لَيَعْرِفَنَّ دِينَنَا وَلاَ نَنْقُصُ تَحِيَّةَ خَلِيفَتِنَا، وإِنِّي لاَ إِخَالُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ تَقُولُونَ لِعَامِلِ الصَّدَقَةِ‏:‏ أَيُّهَا الأَمِيرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً، مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ، يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ بِالرُّصَافَةِ، فَقَالَ‏:‏ دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ فَهَلاَّ غَيْرَ ذَلِكَ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنَا أَمِيرُكُمْ، فَقَالَ سَعْدٌ‏:‏ نَعَمْ إِنْ كُنَّا أمَّرْنَاكَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ لاَ يَبْلُغُنِي أَنَّ أَحَدًا يَقُولُ‏:‏ إِنَّ سَعْدًا لَيْسَ مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ فَعَلْتُ بِهِ، وَفَعَلْتُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ‏:‏ لَعَمْرِي إِنَّ سَعْدًا لَفِي السِّطَةِ مِنْ قُرَيْشٍ، ثَابِتُ النَّسَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ، دَخَلَ عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِالإِمَارَةِ، قَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ‏.‏

باب السَّلاَمِ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَبْتَدِئُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلاَمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، سَلَّمَ عَلَى يَهُودِيٍّ لَمْ يَعْرِفْهُ، فَأُخْبِرَ، فَرَجَعَ فَقَالَ‏:‏ رُدَّ عَلَيَّ سَلاَمِي، فَقَالَ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ التَّسْلِيمُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا‏:‏ السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ‏:‏ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ مَهْلاً يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ، قَالَتْ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا‏؟‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَقَدْ قُلْتُ‏:‏ عَلَيْكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ إِذَا مَرَرْتَ بِمَجْلِسٍ فِيهِ مُسْلِمُونَ وَكُفَّارٌ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ حَلَبَ يَهُودِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْجَةً، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ، فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ حَتَّى صَارَ أَشَدَّ سَوَادًا مِنْ كَذَا وَكَذَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ غَيْرَ قَتَادَةَ يَذْكُرُ أَنَّهُ عَاشَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ يَشِبْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالْمُشْرِكِينَ، وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ‏.‏

باب رِسَالَةِ السَّلاَمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَوَجَدَهُ يَعْجِنُ، فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ الْخَادِمُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَرْسَلْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لِنَجْمَعَ عَلَيْهِ اثْنَتَيْنِ، أَنْ نُرْسِلَهُ وَلاَ نَكْفِيَهُ عَمَلَهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ‏:‏ عَلَيْكَ السَّلاَمُ، قَالَ‏:‏ مَتَى قَدِمْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُنْذُ ثَلاَثٍ، قَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تُؤَدِّهَا كَانَتْ أَمَانَةً عِنْدَكَ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَوْقَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِلْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ‏:‏ أَلاَ تَرَى إِلَى هَذَا الْعَبْدِ كَيْفَ صَعَدَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ دَعْهُ فَإِنْ يَكُنِ اللَّهُ يَكْرَهُهُ فَسَيُغَيِّرُهُ‏.‏

باب الْخَاتَمِ

– قَالَ أَخْبرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لاَ تَنْقُشُوا عَلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ خَاتَمَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ حِينَ اصْطَنَعَهُ لَيْلَةً، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِهِ حِينَ صَلَّى حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ الْعِشَاءَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ ثُمَّ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ وَضَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ لأَبِي خَاتَمٌ، وَكَانَ نَقْشُهُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَكَانَ لاَ يَلْبَسُهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، اصْطَنَعَ خَاتَمًا ثُمَّ وَضَعَهُ فَكَانَ لاَ يَلْبَسُهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّهُ أَخَرَجَ خَاتَمًا، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ بِهِ، فِيهِ تِمْثَالُ أَسَدٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ كُرْكِيُّ لَهُ رَأْسَانِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْجُعْفِيِّ، أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ إِمَّا شَجَرَةٌ، وَإِمَّا شَيْءٌ مِنْ ذُبَابَيْنِ‏.‏

– قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَرَأَيْتُ لِمَعْمَرٍ خَاتَمًا، وَكَانَ لاَ يَلْبَسُهُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَ دَعَا بِهِ لاَ يَدْرِي أَبُو بَكْرٍ مَا كَانَ نَقْشُهُ‏.‏

باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الْخَوَاتِيمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَأَى عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُلْقِيَهُ فَقَالَ زِيَادٌ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ إِنَّ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَنْتَنُ وَأَنْتَنُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي صَنَعْتُ خَاتَمًا، وَكُنْتُ أَلْبَسُهُ، قَالَ‏:‏ فَنَبَذَهُ وَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ‏.‏

– عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَضَرَبَ إِصْبَعَهُ حَتَّى رَمَى بِهِ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَرَأَى ابْنُ عُمَرَ عَلَى رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَهُ فَخَذَفَ بِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى نَقْشَ خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطًا مِثْلَ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ‏.‏

الْقَوْلُ إِذَا رَكِبْتَ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَكِبَ قَالَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مِنْ مَنِّكَ وَفَضْلِكَ عَلَيْنَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا‏}‏ الآيَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا‏}‏ الآيَةَ، حَتَّى ‏{‏لَمُنْقَلِبُونَ‏}‏ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا، وَكَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا‏:‏ مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، وَقَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا‏:‏ مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعَبْدُ، أَوْ قَالَ‏:‏ عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ، إِذَا قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ هُوَ‏.‏

باب رُكُوبِ الثَّلاَثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ رَدِفَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ تَغَنَّ فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ‏:‏ تَمَنَّ‏.‏

– عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَابَّةً، وَحَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ خَلْفَهُ‏.‏

باب التَّمَاثِيلِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ صُورَةُ تَمَاثِيلَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ فَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ، يَعْنِي الْكَعْبَةَ، لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ بِأَيْدِيهِمَا الأَزْلاَمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللهِ مَا اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ قَطُّ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، حِينَ قَدِمَ الشَّامَ صَنَعَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى طَعَامًا، فَقَالَ لِعُمَرَ‏:‏ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَجِيئَنِي فَتُكْرِمَنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، وَهُو رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ إِنَّا لاَ نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ مِنْ أَجْلِ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا يَعْنِي التَّمَاثِيلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏:‏ إِمَامٌ مُضِلٌّ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيُّ، أَوْ رَجُلٌ مُصَوِّرٌ، يُصَوِّرُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ، جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ، فَقَالَ‏:‏ ادْخُلْ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ، فِيهِ تَمَاثِيلُ فَاقْطَعُوا رُؤُوسَهَا، أَوِ اجْعَلُوهُ بِسَاطًا، أَوْ وَسَائِدَ فَأَوْطِئُوهُ، فَإِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ مَا عُفِّرَ فِي الأَرْضِ فَلاَ بَأْسَ بِهِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِ عِكْرِمَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْمُصَوِّرُونَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ‏:‏ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ كَارِهُونَ صُبَّ الآنُكُ فِي سِمَاخِهِ، وَمَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً، أَوْ قَالَ‏:‏ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ‏:‏ يَطْلُعُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ‏:‏ أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلاَثَةً‏:‏ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ، قَالَ‏:‏ فَيَأْخُذُهُمْ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَطْلُعُ عُنُقٌ آخَرُ، فَيَقُولُ‏:‏ أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ ثَلاَثَةً‏:‏ مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ، فَأَمَّا مَنْ كَذَّبَ اللَّهَ‏:‏ فَمَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَبْعَثُهُ، وَأَمَّا مَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ‏:‏ فَمَنْ دَعَا لَهُ وَلَدًا، وَأَمَّا مَنْ آذَى اللَّهَ‏:‏ فَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصُّوَرَ، فَيُقَالُ لَهُمْ‏:‏ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، فَيَلْتَقِطُهُمْ كَمَا يَلْتَقِطُ الطَّائِرُ الْحَبَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ يُكْرَهُ مِنَ التَّمَاثِيلِ مَا فِيهِ الرُّوحُ، فَأَمَّا الشَّجَرُ فَلاَ بَأْسَ بِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ عُثْمَانَ، رَأَى أُتْرُنْجَةً مِنْ جَصٍّ فِي الْمَسْجِدِ فَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّ رَجُلاً، مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ صَوَّرَ فِي الأَرْضِ عُصْفُورًا فَضَرَبَ يَدَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ صُفَّتِهِ تَمَاثِيلُ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا الْخَطَّابِ، مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هَذَا شَيْءٌ لَمْ آمُرْ بِهِ، وَلَمْ أَصْنَعْهُ، أَمَرَ بِهِ غَيْرِي، وَشُنِّعْتُ بِهِ‏.‏

باب‏:‏ كَمِ الشَّهْرُ‏؟‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْسَمَ أَلاَّ يَدْخُلَ عَلَى أَزْوَاجِهِ شَهْرًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً أَعُدُّهُنَّ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ‏:‏ بَدَأَ بِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَلاَّ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّكَ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ‏.‏

باب الطِّيَرَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّا لَوَاقِفُونَ مَعَ عُمَرَ عَلَى الْجَبَلِ بِعَرَفَةَ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ‏:‏ يَا خَلِيفَةُ، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ خَلْفِي مِنْ لِهْبٍ‏:‏ مَا لِهَذَا الصَّوْتِ‏؟‏ قَطَعَ اللَّهُ لَهْجَتَهُ، وَاللهِ لاَ يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَاهُنَا بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَشَتَمْتُهُ وَآذَيْتُهُ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ مَعَ عُمَرَ، أَقْبَلَتْ حَصَاةٌ فَأَصَابَتْ رَأْسَهُ، فَفَتَحَتْ عِرْقًا مِنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَشْعَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، لاَ وَاللهِ لاَ يَقِفُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ هَاهُنَا أَبَدًا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ ذَلِكَ اللِّهْبِيُّ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ مَا حَجَّ عُمَرُ بَعْدَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ‏:‏ ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلاَ يَصُدَّنَّكُمْ، قَالَ‏:‏ وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَأْتُوا كَاهِنًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ، قََالََ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ‏:‏ ذَاكَ شَيْءٌ تَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلاَ يَصُدَّنَّكُمْ، قَالَ‏:‏ قلت‏:‏ وَمِنَّا رِجَالٌ يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَأْتُوهُمْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ، قَالَ‏:‏ خَطَّ نَبِيُّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمَهُ عَلِمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَوْفٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ حَيَّانَ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْعِيَافَةُ، وَالطَّرْقُ، وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثَلاَثٌ لاَ يَعْجَزُهُنَّ ابْنُ آدَمَ‏:‏ الطِّيَرَةُ، وَسُوءُ الظَّنِّ، وَالْحَسَدُ، قَالَ‏:‏ فَيُنْجِيكَ مِنَ الطِّيَرَةِ أَلاَّ تَعْمَلَ بِهَا، ويُنْجِيكَ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ أَلاَّ تَتَكَلَّمَ بِهِ، ويُنْجِيكَ مِنَ الْحَسَدِ أَلاَّ تَبْغِي أَخَاكَ سُوءًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ إِنْ مَضَيْتَ فَمُتَوَكِّلٌ، وَإِنْ نَكَصْتَ فَمُتَطَيِّرٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، كَانَ غَازِيًا، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ، إِذْ أَقْبَلَ فِي وُجُوهِهِمْ ظِبَاءٌ يَسْعَيْنَ، فَلَمَّا اقْتَرَبْنَ مِنْهُمْ وَلَّيْنَ مُدْبِرَاتٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ‏:‏ انْزِلْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ‏:‏ مِمَّاذَا تَطَيَّرْتَ‏؟‏ أَمِنْ قُرُونِهَا حِينَ أَقْبَلَتْ‏؟‏ أَمْ مِنْ أَذْنَابِهَا حِينَ أَدْبَرَتْ‏؟‏ إِنَّ هَذِهِ الطِّيَرَةَ لَبَابٌ مِنَ الشِّرْكِ، قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَنْزِلْ سَعْدٌ، وَمَضَى‏.‏

باب الْمَجْذُومِ وَالْعَدْوَى

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ قال‏:‏ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ‏:‏ فَمَا بَالُ الإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ، كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ‏؟‏ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ قَالَ‏:‏ فَرَاجَعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ‏:‏ أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ لَمْ أُحَدِّثْكُمُوهُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ قَالَ لِي أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ بَلَى قَدْ حَدَّثَ بِهِ، وَمَا سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ نَسِيَ حَدِيثًا قَطُّ غَيْرَهُ‏.‏

باب الْمَجْذُومِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكُمْ مِنَ الأَسَدِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأَجْذَمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيِّ‏:‏ ادْنُ، فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا قَعَدَ مِنِّي إِلاَّ كَقَيْدِ رُمْحٍ، وَكَانَ أَجْذَمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً أَجْذَمَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ سَائِلٌ، فَلَمْ يُعْجِلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجَهَّزَهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ عَدْوَى‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَا أُعْطِيهِ، فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَنَاوِلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ‏.‏

باب الطِّيَرَةِ أَيْضًا

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ، وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَمَنْ رَأَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ، ثُمَّ يَمْضِي لِحَاجَتِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلاً، كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُوسٍ، فَسَمِعَ غُرَابًا نَعَبَ، فَقَالَ‏:‏ خَيْرٌ، فَقَالَ طَاوُوسٌ‏:‏ أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا، أَوْ شَرٍّ، لاَ تَصْحَبْنِي، أَوْ لاَ تَسِرْ مَعِي‏.‏

باب الْكَيِّ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ اكْتَوَى عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ اكْتَوَيْتَ يَا أَبَا نُجَيْدٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَلَنْ يُفْلِحْنَ وَلَنْ يُنْجِحْنَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرَهُ، يَقُولُ‏:‏ أُمْسِكَ عَنْ عِمْرَانَ التَّسْلِيمُ سَنَةً حِينَ اكْتَوَى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ وَبِهِ وَجَعٌ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ الشَّوْكَةُ، فَكَوَاهُ حُورَانُ عَلَى عُنُقِهِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بِئْسَ الْمَيِّتُ لِلْيَهُودِ، يَقُولُونَ‏:‏ قَدْ دَاوَاهُ صَاحِبُهُ، أَفَلاَ نَفَعَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ، وَكَوَى ابْنَهُ وَاقِدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى أَفَنَكْوِيهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ يَعْنِي بِالْحِجَارَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْكِمَادُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَيِّ، وَاللَّدُودُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ النَّفْخِ، وَالسَّعُوطُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْعَلَقِ، وَالْفَأْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطِّيَرَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا، فَقَالَ‏:‏ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ، وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، وَمَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَؤُلاَءِ‏؟‏ فَقِيلَ‏:‏ هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، وَمَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ أُمَّتِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَقِيلَ‏:‏ انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِي‏:‏ انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي‏:‏ أَرَضِيتَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ رَضِيتُ يَا رَبِّ رَضِيتُ يَا رَبِّ قَالَ‏:‏ فَقِيلَ لِي‏:‏ مَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ أَلْفًا فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفْقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ قَالَ‏:‏ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ فَقَالَ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، قال‏:‏ فَدَعَا لَهُ، قَالَ‏:‏ فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا‏:‏ مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلاَءِ السَّبْعِينَ الأَلْفِ، قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُشْرِكُوا باللهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏.‏

باب الْغَيْرَةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ غَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنَّا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَزَادَ قَتَادَةُ‏:‏ وَمِنْ غَيْرَتِهِ، حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْغَيْرَةَ مِنَ الإِيمَانِ، وَإِنَّ الْبَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ وَالْبَذَّاءُ‏:‏ الدَّيُّوثُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ غَيْرَتَانِ‏:‏ إِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ، وَالأُخْرَى يُبْغِضُهَا، وَمَخِيلَتَانِ‏:‏ إِحْدَاهُمَا يُحِبُّهَا اللَّهُ، وَالأُخْرَى يُبْغِضُهَا اللَّهُ، الْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ يُحِبُّهَا اللَّهُ، وَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرِّيبَةِ يُبْغِضُهَا اللَّهُ، وَالْمَخِيلَةُ إِذَا تَصَدَّقَ الرَّجُلُ يُحِبُّهَا اللَّهُ، وَالْمَخِيلَةُ فِي الْكِبْرِ يُبْغِضُهَا اللَّهُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُمْ‏:‏ الْوَالِدُ، وَالْمُسَافِرُ، وَالْمَظْلُومُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلاَثَةً‏:‏ صَانِعَهُ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ يُزَانِي أَمَتَهُ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ مَعَهُ نِسْوَةٌ قَدْ أَلْقَيْنَ لَهُ وِسَادَةً، فَهُنَّ يُحَدِّثْنَهُ وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ بِالْقَوْلِ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى شَجَّهُ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَّ عَلَيَّ هَذَا، وَأَنَا مَعَ نِسْوَةٍ لِي أُحدِّثُهُنَّ، فَضَرَبَنِي بِعَصًا حَتَّى شَجَّنِي، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لِمَ ضَرَبْتَهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَرْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مَعَ نِسْوَةٍ لا أعرفهن يُحَدِّثْنَهُ، وَهُوَ يَخْضَعُ لَهُنَّ، فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الضَّارِبُ فَيَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمَضْرُوبُ فَأَصَابَتْكَ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَمَا أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ‏.‏

باب الشُّؤْمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا سَكَنَّا دَارَنَا، وَنَحْنُ كَثِيرٌ فَهَلَكْنَا، وَحَسُنَ ذَاتُ بَيْنِنَا، فَسَاءَتْ أَخْلاَقُنَا، وَكَثِيرَةٌ أَمْوَالُنَا فَافْتَقَرْنَا، قَالَ‏:‏ أَفَلاَ تَنْتَقِلُونَ عَنْهَا ذَمِيمَةً‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِهَا يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَبِيعُونَهَا، أَوْ تَهَبُونَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَوْ كِلَيْهِمَا، شَكَّ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ‏:‏ فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، قَالَ‏:‏ وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ وَالسَّيْفِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ مَنْ يُفَسِّرُ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ‏:‏ شُؤْمُ الْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ غَيْرَ وَلُودٍ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ إِذَا لَمْ يُغْزَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَشُؤْمُ الدَّارِ جَارُ السُّوءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَهُوَ فِيمَا بَيْنَ اللِّحْيَيْنِ، يَعْنِي اللِّسَانَ، وَمَا شَيْءٌ أَحْوَجُ إِلَى سِجْنٍ طَوِيلٍ مِنَ اللِّسَانِ‏.‏

باب اللَّعْنِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ كَانُوا يَضْرِبُونَ رَقِيقَهُمْ، وَلاَ يَلْعَنُونَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُرْسِلُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَتَبِيتُ عِنْدَ نِسَائِهِ، وَيُسَائِلُهَا عَنِ الشَّيْءِ، قَالَ‏:‏ فَقَامَ لَيْلَةً فَدَعَا خَادِمَهُ فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهَا فَقَالَتْ‏:‏ لاَ تَلْعَنْ، فَإِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ اللَّعَّانِينَ لاَ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَلاَعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ، وَلاَ بِغَضَبِ اللهِ، وَلاَ بِجَهَنَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ‏:‏ لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا، قَالَ‏:‏ فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، نَاقَةٌ وَرْقَاءُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمَهُ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ الْعَ ‏!‏ فَلَمْ يُتِمَّهَا، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ‏:‏ مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا لَهُ قَطُّ إِلاَّ وَاحِدًا، فَأَعْتَقَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ مَا تَلاَعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ‏.‏

باب الْمَيْتَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ‏:‏ مَنِ اضْطُرَّ إِلَى الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ، حَتَّى يَمُوتَ دَخَلَ النَّارَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ يَأْكُلُ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يُبَلِّغُهُ، وَلاَ يَتَضَلَّعُ مِنْهَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ لَيْسَ فِي الْخَمْرِ رُخْصَةٌ‏.‏

أَكْلُ الشِّبَعِ فَوْقَ الشِّبَعِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَائِشَةَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ خَيْرًا رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ سُوءًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْخَرَقَ فِي مَعِيشَتِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لاِبْنِهِ‏:‏ يَا بُنَيَّ، لاَ تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبِذْهُ إِلَى الْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ، وَيَا بُنَيَّ لاَ تَكُونَنَّ أَعْجَزَ مِنْ هَذَا الدِّيكِ الَّذِي يُصَوِّتُ بِالأَسْحَارِ وَأَنْتَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، وَمَا هُوَ إِلاَّ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، غَيْرَ أَنْ جَزَى اللَّهُ نِسَاءً مِنَ الأَنْصَارِ خَيْرًا، كُنَّ رُبَّمَا أَهْدَيْنَ لَنَا الشَّيْءَ مِنَ اللَّبَنِ‏.‏

الأَكْلُ بِيَمِينِهِ، وَالأَكْلُ وشِمَالُهُ فِي الأَرْضِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ زَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْتَمِدَ الإِنْسَانُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى إِذَا كَانَ يَأْكُلُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ احْتَفَزَ، وَقَالَ‏:‏ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ‏.‏

باب الأَكْلِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ‏:‏ ادْنُ يَا بُنَيَّ، فَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَسَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا قُرِّبَ الثَّرِيدُ فَكُلُوا مِنْ نَوَاحِيهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْحَدِرُ مِنْ أَعْلاَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا سَقَطَ مِنْ أَحَدِكُمْ لُقْمَتُهُ، فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْ لِيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، وَلاَ يَتْرُكْهَا لِلشَّيْطَانِ‏.‏

باب الْكِبْرِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ اللهِ، فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ، وَقَدْ تَرَجَّلَ، وَلَبِسَ ثِيَابًا حِسَانًا، فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ حَتَّى أَبْكَاهُ، فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ‏:‏ لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، لِمَ ضَرَبْتَهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ رَأَيْتُهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَغِّرَهَا إِلَيْهِ‏.‏

الأَكْلُ مُتَّكِئًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الأَكْلِ مُتَّكِئًا، فَقَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ لاَ يَرَى بَأْسًا بِالأَكْلِ وَالرَّجُلُ مُتَّكِئٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكٌ لَمْ يَأْتِهِ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا، أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ‏:‏ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا، فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ مُتَّكِئًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكٌ لَمْ يَعْرِفْهُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا أَمْ نَبِيًّا مَلِكًا‏؟‏ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ‏:‏ بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ‏.‏

لَعْقُ الأَصَابِعِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمْسَحْ أَصَابِعَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ كَانَتِ الْبَرَكَةُ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لاَ يُغْلِقُ دُونَهُ الأَبْوَابَ، وَلاَ يَقُومُ دُونَهُ الْحَجَبَةُ، وَلاَ يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ، وَلاَ يُرَاحُ عَلَيْهِ بِهَا‏.‏

كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ، كَانَ يَجْلِسُ بِالأَرْضِ، وَيُوضَعُ طَعَامُهُ بِالأَرْضِ، وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيُرْدِفُ خَلْفَهُ، وَيَلْعَقُ وَاللهِ يَدَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ‏:‏ الإِبْهَامَ، وَاللَّتَيْنِ تَلِيَانِهَا، يَدْخُلُهُنَّ فِي فِيهِ، وَاحِدَةً وَاحِدَةً‏.‏

طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ‏.‏

باب‏:‏ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ‏.‏

باب اسْمِ اللهِ عَلَى الطَّعَامِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ يَلْقَى شَيْطَانَ الْكَافِرِ، فَيَرَى شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ شَاحِبًا، أَغْبَرَ مَهْزُولاً، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانُ الْكَافِرِ‏:‏ مَا لَكَ، وَيْحَكَ، قَدْ هَلَكْتَ، فَيَقُولُ شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ‏:‏ لاَ وَاللهِ مَا أَصِلُ مَعَهُ إِلَى شَيْءٍ، إِذَا طَعِمَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا شَرِبَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا نَامَ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ ذَكَرَ اسْمَ اللهِ، فَيَقُولُ الآخَرُ‏:‏ لَكِنِّي آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَأَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِ، وَأَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهَذَا شَاحٍبٌ، وَهَذَا مَهْزُولٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا جِئْتَ بَابَ حُجْرَتِكَ فَاذْكُرِ اللَّهَ، يَرْجِعْ قَرِينُكَ، وَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَاذْكُرِ اللَّهَ، يَخْرُجْ سَاكِنُهُ، وَإِذَا قُرِّبَ طَعَامُكَ فَاذْكُرِ اللَّهَ، لاَ يُشَارِكُوكُمْ فِي طَعَامِكُمْ، قَالَ‏:‏ وَحَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ وَإِذَا اضْطَجَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ لاَ يَنَامُوا عَلَى فُرُشِكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِذَا غَدَا الإِنْسَانُ تَبِعَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَسَلَّمَ، نَامَ بِالْبَابِ، فَإِذَا أُتِيَ بِطَعَامِهِ فَذَكَرَ اللَّهَ، قَالَ الشَّيْطَانُ‏:‏ لاَ مَقِيلَ وَلاَ عَشَاءَ، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ حِينَ يَدْخُلُ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عَلَى طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ‏:‏ مَقِيلٌ وغَدَاءٌ، وَكَذَلِكَ فِي الْعَشَاءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا إِذَا دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَنَا، لَمْ نَضَعْ أيْدِيَنَا حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ، قَالَ‏:‏ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ، فَكَفَّ يَدَهُ، فَكَفَفْنَا أيْدِيَنَا، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهَا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَأَجْلَسَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ جَارِيَةٌ فَوَقَعَتْ بِهَا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ طَعَامَ الْقَوْمِ إِذَا لَمْ يَذْكُرُوا عَلَيْهِ اسْمَ اللهِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا رَآنَا كَفَفْنَا أيْدِيَنَا جَاءَ بِهَذَا الرَّجُلِ وَهَذِهِ الْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ بِهِمَا طَعَامَنَا، وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ يَدَهُ لَمَعَ أَيْدِيهِمَا فِي يَدِي‏.‏

باب الْقَزَعِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى غُلاَمًا قَدْ حَلَقَ بَعْضَ رَأْسِهِ وَتَرَكَ بَعْضَهُ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ‏:‏ احْلِقُوا كُلَّهُ، أَوْ ذَرُوا كُلَّهُ‏.‏

أَكْلُ الْخَادِمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا أَتَى أَحَدَكُمُ الْخَادِمُ بِطَعَامِهِ، قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ، وَدُخَانَهُ وَمَؤُونَتَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ‏.‏

باب‏:‏ الرَّجُلُ يَقْرِنُ، أَوْ يَأْكُلُ وَهُوَ قَائِمٌ، أَوْ مَاشٍ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ نَهَى، يَعْنِي، رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلَتَيْنِ‏:‏ أَنْ يَقْرِنَ بَيْنَ ثَمْرَتَيْنِ، وَالأُخْرَى أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ قَائِمٌ‏.‏

قَالَ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَسَأَلْتُ مَعْمَرًا عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ وَهُوَ مَاشٍ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ كَانَ الْحَسَنُ يُرَخِّصُ فِيهِ لِلْمُسَافِرِ‏.‏

باب النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثُ نَفَخَاتٍ يُكْرَهْنَ‏:‏ نَفْخُهُ فِي الطَّعَامِ، وَنَفْخُهُ فِي الشَّرَابِ، وَنَفْخُهُ فِي السُّجُودِ‏.‏

باب الزَّيْتِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ائْتَدِمُوا بِالزَّيْتِ، وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ‏.‏

باب الْخَلِّ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَيْسَ بَيْتٌ مُفْقَرٌ مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ‏.‏

باب الثَّرِيدِ

– عَنْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبَانَ، قَالاَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُ عَائِشَةَ فِي النِّسَاءِ مَثَلُ الثَّرِيدِ وَاللَّحْمِ فِي الطَّعَامِ‏.‏

شُكْرُ الطَّعَامِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ كَالصَّائِمِ الصَّابِرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْحَمْدُ رَأْسُ الشُّكْرِ، مَا شَكَرَ اللَّهَ عَبْدٌ لاَ يَحْمَدُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا، إِلاَّ كَانَ حَمْدُهُ أَعْظَمَ مِنْهَا كَائِنَةً مَا كَانَتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَالْحَسَنِ، قَالاَ‏:‏ عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ذُرِّيَّتُهُ، فَرَأَى فَضْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَفَهَلاَّ سَوَّيْتَ بَيْنَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ شُكْرُ الطَّعَامِ أَنْ تُسَمِّيَ إِذَا أَكَلْتَ، وَتَحْمَدَ إِذَا فَرَغْتَ‏.‏

– عَن مَعْمَر، عَن الأَعمش، عَن إبراهيم التيمي قال‏:‏ كان سلمان إذا فرغ من الطعام، قال‏:‏ الحمد لله الذي كفانا المؤونة، وأوسع لنا الرزق‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ، وَلاَ مَكْفُورٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ إفْشَاؤُهَا‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَقَالَ الْحَسَنُ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ‏.‏

باب شُرْبِ الأَيْمَنِ فَالأَيْمَنِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا، فَحُلِبَتْ لَهُ دَاجِنٌ، فَشَابُوا لَبَنَهَا بِمَاءِ الدَّارِ، ثُمَّ نَاوَلُوهُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ، قَالَ‏:‏ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَكَ، وَخَشِيَ أَنْ يُعطِيَهُ الأَعْرَابِيَّ، فَأَبَى فَأَعْطَاهُ الأَعْرَابِيَّ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ‏.‏

باب‏:‏ أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحُلْوُ الْبَارِدُ‏.‏

باب النَّفَسِ فِي الإِنَاءِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَشْرَبُوا نَفَسًا وَاحِدًا، فَإِنَّهُ شَرَابُ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ فِي الشَّرَابِ ثَلاَثَ نَفَسَاتٍ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ أَيْضًا يَسْتَحِبُّ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ لَمْ يَرَ بَأْسًا بِالنَّفَسِ الْوَاحِدِ‏.‏

باب الشَّرَابِ قَائِمًا

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ لاَسْتَقَاءَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، قَالَ‏:‏ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الشُّرْبِ، قَائِمًا فَكَرِهَهُ، قُلْتُ‏:‏ فَالأَكْلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، كَانَا لاَ يَرَيَانِ بِالشُّرْبِ بَأْسًا وَهُمَا قَائِمَانِ‏.‏

باب ثُلْمَةِ الْقَدَحِ وعُرْوَتِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ، أَوْ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَرِهَ الشُّرْبَ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمُصَّ مَصًّا، وَلاَ يَعُبَّ عَبًّا، فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ يُكْرَهُ أَنْ يُشْرَبَ، مِنْ حَدْوِ عُرْوَةِ الْقَدَحِ، أَوْ مِنْ كَسْرِهِ‏.‏

الشُّرْبُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَدِيرٍ، فَقَالَ‏:‏ اشْرَبُوا وَلاَ تَكْرَعُوا، لِيَغْسِلْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ، ثُمَّ لِيَشْرَبْ، وَأَيُّ إِنَاءٍ أَنْقَى وأنْظَفُ مِنْ يَدَيْهِ إِذَا غَسَلَهَما‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سُئِلَ عَنِ الشُّرْبِ، مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ‏:‏ يُنْهَى عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ لِعِكْرِمَةَ‏:‏ فَمِنَ الرَّصَاصَةِ يُجْعَلُ فِي السِّقَاءِ، قَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا يُمَصُّ مِثْلَ الثَّدْيِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ، قَالَ هِشَامٌ‏:‏ فَإِنَّهُ يُنْتِنُهُ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، مَعْمَرٌ شَكَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ دَلْوٍ كَانَ فِي دَارِهِمْ‏.‏

الأَكْلُ رَاكِبًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَعَثَ أُمَرَاءَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ‏:‏ إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلاَنًا فَأَمَرْتُهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةَ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ‏:‏ إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلاَنًا فَأَطِيعُوهُ‏.‏ فَقَالُوا‏:‏ هَذَا رَجُلٌ لَهُ شَأْنٌ، فَرَكِبُوا إِلَيْهِ لِيَتَلَقَّوْهُ، فَلَقَوْهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ، رِجْلاَهُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ، وَأَجَازُوهُ فَلَقِيَهُمُ النَّاسُ فَقَالُوا‏:‏ أَيْنَ الأَمِيرُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ‏.‏ قَالُوا‏:‏ فَجَعَلُوا يَرْكُضُونَ فِي أَثَرِهِ، وأدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ، وَفِي يَدِهِ الأُخْرَى عِرْقٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ إِلَى عَظِيمٍ مِنْهُمْ، فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا غَفَلَ حُذَيْفَةُ أَلْقَاهُ، أَوْ أَعْطَاهُ خَادِمَهُ‏.‏

باب السِّوَاكِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُحْفِيَنِي قَالَ‏:‏ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَنَّ قَبْلَ الْوُضُوءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ فِي السِّوَاكِ‏:‏ مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَوَّكُ وَعِنْدَهُ رَجُلاَنِ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ كَبِّرْ، يَقُولُ‏:‏ أَعْطِهِ أَكْبَرَهُمَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لَوْلاَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِهِ لأَمَرَهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ‏.‏

الصَّحَابَةُ فِي السَّفَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَرِهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ، وَحْدَهُ، وَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ إِنْ مَاتَ مَنْ أَسْأَلُ عَنْهُ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ لاَ يُسَافِرَنَّ رَجُلٌ وَحْدَهُ، وَلاَ يَنَامَنَّ فِي بَيْتٍ وَحْدَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً فِي سَفَرٍ، فَقَالَ‏:‏ شَيْطَانٌ ثُمَّ رَأَى رَجُلَيْنِ، فَقَالَ‏:‏ شَيْطَانَانِ، ثُمَّ رَأَى ثَلاَثَةً، فَصَمَتَ، وَقَالَ‏:‏ سَفَرٌ‏.‏

باب قَتْلِ الْكِلاَبِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ بِالْمَدِينَةِ، فَأُخْبِرَ بِامْرَأَةٍ لَهَا كَلْبٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقُتِلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ انْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ انْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَذُكِرَ لاِبْنِ عُمَرَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ صَاحِبَ زَرْعٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ دَارًا فِيهَا كَلْبٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ هُبَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ جَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ يَعُودُونَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ ثَارَتْ فِي وُجُوهِهِمْ أَكْلُبٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‏:‏ مَا يُبْقِينَ هَؤُلاَءِ مِنْ عَمَلِ فُلاَنٍ، كُلُّ كَلْبٍ مِنْهَا يُنْقِصُ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ وَاجِمًا، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّا اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ الْيَوْمَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ وَعَدَنِي أَنْ يَأتِيَنِي، وَوَاللهِ مَا أَخْلَفَنِي، قَالَتْ‏:‏ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ لَهُمْ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ وَنَضَحَ مَكَانَهُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَأْتِيَنِي‏؟‏ فَقَالَ جِبْرِيلُ‏:‏ إِنَّ جِرْوَ كَلْبٍ كَانَ فِي الْبَيْتِ، وَإِنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ‏.‏

باب قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ، وَالأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يُسْقِطَانِ الْحَبَلَ، وَيَطْمِسَانِ الْبَصَرَ‏.‏

قَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ فَرَآنِي أَبُو لُبَابَةَ، أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لأَقْتُلَهَا فَنَهَانِي، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِهِنَّ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ قَدْ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَهُنَّ الْعَوَامِرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَ الْحَدِيثَ، أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَقَالَ‏:‏ مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةً، أَوْ مَخَافَةَ ثَائِرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ إِنَّ الْحَيَّاتِ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ فَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَلاَ تُلِثُّوا بِدَارٍ معُجِزَةٍ، وَأَصْلِحُوا مثَاوِيَكُمْ، وَأَخِيفُوا الْحَيَّاتِ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ اجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ أَنْصَافَ عَبْدَيْنِ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَالْمَثَاوِي الْبُيُوتُ، وَفَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ‏:‏ فَرِّقُوا الضِّيَاعَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْجَانِّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ لَدَغَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَبٌ، فَنَفَضَ يَدَهُ، وَقَالَ‏:‏ لَعَنَكِ اللَّهُ، إِنْ لاَ تُبَالِينَ نَبِيًّا، وَلاَ غَيْرَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا، وَمَنْ قَتَلَ عَقْرَبًا، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ كَافِرًا‏.‏

باب حُبِّ الْمَالِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ سَأَلَكُمْ باللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ إِلَى خَيْرٍ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ بِكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى يَرَى أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْوَحْيِ‏:‏ لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ، تَمَنَّى إِلَيْهِمَا وَادِيًا ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لاَ تَتَّخِذُوا الأَمْوَالَ بِمَكَّةَ، وَاتَّخِذُوهَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنَّ قَلْبَ الرَّجُلِ مَعَ مَالِهِ‏.‏

الْعِتْقُ أَفْضَلُ أَمْ صِلَةُ الرَّحِمِ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَعْتَقَتْ مَيْمُونَةُ أَمَةً لَهَا سَوْدَاءَ، فَذَكَرَتْهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ كُنْتِ أَعْطَيْتِهَا أُخْتَكِ الأَعَرَابِيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَتَرْعَى عَلَيْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ‏:‏ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، وَلَيْسَ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ كَذَا وَلاَ كَذَا، أَفَلِي أَجْرُ مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقَتِ عَلَيْهِمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ لَيْسَ الْوَصْلُ أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ، ذَلِكَ الْقَصَاصُ، وَلَكِنَّ الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ‏.‏

باب الدُّعَاءِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَكْثَرَ مَا تَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ وَعَدَ فَأَخْلَفَ، وَحَدَّثَ فَكَذَبَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنْ خَطِيئَتِي كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطِيئَتِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ يَغْلِبَنِي دَيْنٌ، أَوْ عَدُوٌّ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ، وَفَقْرٍ مُلِثٍّ، أَوْ مُرِثٍّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ، وَالْجُذَامِ، وَسَيِّئِ الأَسْقَامِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمَنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمَنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَمَنْ قَوْلٍ لاَ يُسْمَعُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ‏:‏ إِنَّهُ كَسْلاَنٌ، أَوْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ‏:‏ إِنَّكَ لَكَسْلاَنٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ فِي مَدِينَةِ رَسُولِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَلاَثٍ‏:‏ مِنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَمِنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمِنْ مَنْعٍ وَهَاتِ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ ثَلاَثٍ‏:‏ عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ‏.‏ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَقِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ عَدُوِّي، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَقُولُ أَحَدُكُمْ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا شَاءَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ فَلْيَبْدَأْ بِالْمِدْحَةِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَنْجَحَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ‏:‏ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ الْبَابِ، بَابِ الْمَلِكِ، يُوشِكْ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ، وَمَنْ يُكْثِرِ الدُّعَاءَ يُوشِكْ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ دَعْوَةٌ فِي السِّرِّ تَعْدِلُ سَبْعِينَ دَعْوَةً فِي الْعَلاَنِيَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ مَا أَكْثَرَ مَا تَقُولُ‏:‏ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا وَاهْدِ بِنَا، وَانْصُرْنَا وَانْصُرْ بِنَا، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَهُ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْرًا حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا خَيْرًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ دُعَاءُ الْمُؤْمِنِ عَلَى ثَلاَثٍ‏:‏ خَيْرٍ يُعَجَّلُ، أَوْ ذَنْبٍ يُغْفَرُ، أَوْ خَيْرٍ يُدَّخَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ دَعْوَتَهُ، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِثْلَهَا سُوءًا، أَوْ حَطَّ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِهَا، مَا لَمْ يَدَعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطْعِ رَحِمٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ يُحَفِّظُهُنَّ، ثُمَّ لاَ يُنَسِّيهُنَّ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسْلاَمَ مُنْتَهَى رِضَائِي‏.‏

باب مُنَادِي السَّحَرِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا أخْفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا، يَعْنِي السَّحَرَ، نَادَى مُنَادٍ‏:‏ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يُنَادِي‏:‏ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، حَتَّى الصُّبْحِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبَا أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ يَدْعُونِي‏؟‏ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي‏؟‏ فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي‏؟‏ فَأُعْطِيَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، فَيُنَادِي فَيَقُولُ‏:‏ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيَتُوبَ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، إِلَى الْفَجْرِ‏.‏

الْقَوْلُ إِذَا رَأَيْتَ الْمُبْتَلَى‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِذَا اسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ فَقَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ أَبَدًا، كَائِنًا مَا كَانَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ غَيْرَ أَيُّوبَ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ‏:‏ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ‏.‏

أَسْمَاءُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِئَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَزَادَ هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ‏:‏ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ‏.‏

أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي‏:‏ الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ‏:‏ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ‏:‏ وَمَا الْعَاقِبُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيُّ‏.‏

باب هَدِيَّةِ الْمُشْرِكِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ مُلاَعِبُ الأَسِنَّةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ، فَعَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ الإِسْلاَمَ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَإِنِّي لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ آخُذُ مِنْ رَجُلٍ، أَظُنُّهُ قَالَ‏:‏ مُشْرِكٍ زَبْدًا يَعْنِي رِفْدًا‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لِي فِي زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ‏.‏

باب الْوَلِيمَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَلِيمَةِ‏:‏ أَوَّلُ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ دُعِيَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ أَوَّلَ يَوْمٍ فَأَجَابَ، وَالْيَوْمَ الثَّانِي فَأَجَابَ، وَدُعِيَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَحَصَبَهُمْ بِالْبَطْحَاءِ، وَقَالَ‏:‏ اذْهَبُوا أَهْلَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَالأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى إِلَيْهِ الْغَنِيُّ وَيُتْرَكُ الْمِسْكِينُ، وَهِيَ حَقٌّ، مَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ عَصَى‏.‏ وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ‏:‏ وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ دُعِيَ يَوْمًا إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ‏:‏ أَمَّا أَنَا فَاعْفِنِي مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لاَ عَافِيَةَ لَكَ مِنْ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ‏:‏ دُعِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى طَعَامٍ، وَهُوَ يُعَالِجُ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ شَيْئًا، فَقَالَ لِلْقَوْمِ‏:‏ قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ، وَأَجِيبُوا أَخَاكُمْ، فَاقْرَؤُوا عَلَيْهِ السَّلاَمَ، وَأَخْبِرُوهُ أَنِّي مَشْغُولٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ تَزَوَّجَ أَبِي فَدَعَا النَّاسَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَدَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فِيمَنْ دَعَا، فَجَاءَ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ صَائِمٌ فَصَلَّى، يَقُولُ‏:‏ دَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ خَرَجَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا دَعَا أَحَدَكُمْ أَخُوهُ فَلْيُجِبْ، عُرْسًا كَانَ، أَوْ نَحْوَهُ‏.‏

باب الدُّبَّاءِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلاً خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَّبَ لَهُ ثَرِيدًا قَدْ صُبَّ عَلَيْهِ لَحْمٌ فِيهِ دُبَّاءٌ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ الدُّبَّاءَ فَيَأْكُلُهُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ، قَالَ ثَابِتٌ‏:‏ فَسَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ‏:‏ فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ بَعْدُ، أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءٌ إِلاَّ صُنِعَ‏.‏

باب الْهَدِيَّةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَوْ أُهْدِيَتْ لِي كُرَاعٌ لَقَبِلْتُهَا، وَلَوْ دُعِيتُ عَلَيْهَا لأَجَبْتُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ، قَالَ زَيْدٌ‏:‏ الظِّلْفُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ امْرَأَةً تَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ عَائِشَةَ، وَمَعَهَا شَيْءٌ تَحْمِلُهُ، فَقَالَ لَهَا‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَهْدَيْتُهُ لِعَائِشَةَ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا‏:‏ هَلاَّ قَبِلْتِيهِ مِنْهَا قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مُحْتَاجَةٌ، وَهِيَ كَانَتْ أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ‏:‏ فَهَلاَّ قَبِلْتِيهِ مِنْهَا، وأعطَيْتِيهَا خَيْرًا مِنْهُ‏.‏

– عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ اشْتَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمًا، فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلاَّ أَعْنَاقًا، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُهْدِيَهَا لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَلِمَ‏؟‏ أَوَ لَيْسَتْ أقْرَبَهَا إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَأَبْعَدَهَا مِنَ الأَذَى‏.‏

إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا، أَثْنَى عَلَيْهِ النَّاسُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ مُرَّ بِجِنَازَةٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَثْنُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا‏:‏ كَانَ مَا عَلِمْنَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ‏:‏ وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ‏:‏ أَثْنُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا‏:‏ بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللهِ، فَقَالَ‏:‏ وَجَبَتْ أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الأَرْضِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ‏:‏ إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ لأَهْلِ السَّمَاءِ‏:‏ إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ‏:‏ فيُحِبُّوهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَفِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ‏:‏ كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ‏:‏ سَلاَمٌ عَلَيْكَ‏.‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ، فَإِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ حَبَّبَهُ إِلَى عِبَادِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَبْغَضَهُ اللَّهُ، فَإِذَا أَبْغَضَهُ بَغَّضَهُ إِلَى عِبَادِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ‏:‏ مَا اسْتَقَرَّ ثَنَاءٌ فِي الأَرْضِ حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ‏.‏

باب الْعُطَاسِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ‏:‏ عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ‏:‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، أَمَا يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا يَقُولُ إِذَا عَطَسَ‏؟‏ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلِ الْقَوْمُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ‏.‏ وَلْيَقُلْ هُوَ‏:‏ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ‏.‏

وُجُوبُ التَّشْمِيتِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَنَسًا، قَالَ‏:‏ عَطَسَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاَنِ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا، وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، شَمَّتَّ فُلاَنًا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنَّكَ لَمْ تَحْمَدْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَمْسٌ يَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ‏:‏ رَدُّ السَّلاَمِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ذَكَرَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ، قَالَ‏:‏ حَقٌّ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا عَطَسَ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ، وَيَرْفَعَ بِذَلِكَ صَوْتَهُ فَيُسْمِعَ مَنْ عِنْدَهُ، وَحَقٌّ عَلَيْهِمْ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ أَنْ يُشَمِّتُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ إِذَا تَتَابَعَ عَلَيْهِ الْعُطَاسُ ثَلاَثًا، وَقَالَ رَجُلٌ لِمَعْمَرٍ‏:‏ هَلْ يُشَمِّتُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ إِذَا عَطَسَتْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ لاَ بَأْسَ بِذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ شَمِّتْهُ ثَلاَثًا فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ زُكَامٌ‏.‏

حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي، وَهُوَ مُرْتَفِقٌ، قَالَ‏:‏ وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ‏:‏ يُحَدَّثُ عَنِّي بِالْحَدِيثِ فَيَقُولُ‏:‏ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى حَشَايَاهُ يُحَدَّثُ عَنِّي بِالْحَدِيثِ فَيَقُولُ‏:‏ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ لَنَا بِذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مِنْ عَتَاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، هَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ‏؟‏ فَقَالَ لَهُ‏:‏ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحْسِنُ فِي الإِسْلاَمِ، أَ يُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَكْفُلُ الأَيْتَامَ، وَيَصِلُ الأَرْحَامَ، وَيَفْعَلُ كَذَا، فَأَيْنَ مَدخَلُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَلَكَ أَبُوكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَمَدْخَلُهُ النَّارُ، قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ الأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ‏:‏ فَأَيْنَ مَدْخَلُ أَبِيكَ‏؟‏ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ حَيْثُ مَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَبًا، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلاَّ بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ‏.‏

باب هَدِيَّةِ الأَعْرَابِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمَهُ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ، أَوْ حِزَامٍ، وَكَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ زَاهِرًا بَادِينَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ يُحِبُّهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَجُلاً دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَهُوَ لاَ يُبْصِرُهُ فَقَالَ‏:‏ أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا‏؟‏ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ لاَ يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لسَتَ بِكَاسِدٍ، أَوْ قَالَ‏:‏ لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ‏.‏

مَا أُصِيبَ مِنْ أَرْضِ الرَّجُلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ أَحْيَا مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ مَا أَكَلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ طَائِرٌ، مَا قَامَ عَلَى أُصُولِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ وَهِيَ فِي نَخْلٍ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ، مُسْلِمٌ، أَوْ كَافِرٌ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ‏:‏ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ نَخْلاً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَائِرٌ، أَوْ دَابَّةٌ، أَوْ إِنْسَانٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً‏.‏

باب سَقْيِ الْمَاءِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي كُدَيْرٌ الضَّبِّيُّ، أَنَّ رَجُلاً أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَوَهُمَا أَعْمَلَتَاكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ تَقُولُ الْعَدْلَ، وَتُعْطِي الْفَضْلَ، قَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ الْعَدْلَ كُلَّ سَاعَةٍ، وَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ فَضْلَ مَالِي، قَالَ‏:‏ فَتُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتُفْشِي السَّلاَمَ، قَالَ‏:‏ هَذِهِ أَيْضًا شَدِيدَةٌ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ لَكَ إِبِلٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَانْظُرْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِكَ، وَسِقَاءٍ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ لاَ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلاَّ غِبًّا فَاسْقِهِمْ، فَلَعَلَّكَ أَلاَّ يَهْلِكَ بَعِيرُكَ، وَلاَ يَنْخَرِقَ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ الأَعْرَابِيُّ يُكَبِّرُ، فَمَا انْخَرَقَ سِقَاؤُهُ، وَلاَ هَلَكَ بَعِيرُهُ، حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتَ ضَالَّةً تَرِدُ عَلَى حَوْضٍ لُطْتُهُ، فَهَلْ لِي أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ فِي الْكَبِدِ الْحَارَّةِ أَجْرٌ‏.‏

نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا فَشَقَّتْهَا بَيْنَ بِنْتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ هِيَ وابْنَتَيْهَا، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ذَلِكَ، فَحَدَّثَتْهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا دِينَارٌ أَفْضَلُ مِنْ دِينَارٍ أَنْفَقَهُ رَجُلٌ عَلَى عِيَالِهِ، أَوْ عَلَى دَابَّتِهِ، أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ مَا أَنْفَقْتَ عَلَى نَفْسِكَ، أَوْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، وَلاَ تَبْذِيرٍ فَلَكَ، وَمَا تَصَدَّقْتَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَذَلِكَ حَظُّ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَصْنَعُ الشَّيْءَ تَصَّدَّقُ بِهِ، فَقَالَتْ لاِبْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ لَقَدْ حُلْتَ أَنْتَ وَوَلَدُكَ بَيْنِي وَبَيْنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ لَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ مَا أُحِبُّ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكِ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ أَنْ تَفْعَلِي، فَاذْهَبِي فَسَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ‏:‏ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ فَإِنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَاتٍ، فَكَفَلَهُنَّ، وَآوَاهُنَّ، وَرَحِمَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالُوا‏:‏، أَوِ اثْنَتَيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏، أَوِ اثْنَتَيْنِ، قَالُوا‏:‏ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُمْ قَالُوا‏:‏ أَوْ وَاحِدَةً‏؟‏

باب الأَجْرَاسِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ دَخَلَتْ جَارِيَةٌ عَلَى عَائِشَةَ وَفِي رِجْلِهَا جَلاَجِلُ فِي الْخَلْخَالِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ أَخْرِجُوا عَنِّي مُفَرِّقَةَ الْمَلاَئِكَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُجْعَلَ الْجَلاَجِلُ عَلَى الْخَيْلِ‏.‏

باب الْكَبَائِرِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ الْكَبَائِرُ سَبْعٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَ‏:‏ مَا عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ وَقَدْ ذَكَرَ الطَّرْفَةَ، فَقَالَ‏:‏ ‏{‏قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ‏}‏‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ الْكَبَائِرُ‏:‏ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ أَكُونُ مَعَ النَّجَدَاتِ، وَقَالَ‏:‏ أَصَبْتُ ذُنُوبًا، وَأُحِبُّ أَنْ تُعَدَّ عَلَيَّ الْكَبَائِرَ، قَالَ‏:‏ فَعَدَّ عَلَيْهِ سَبْعًا، أَوْ ثَمَانِيًا‏:‏ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَةٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَأَطْعِمْهَا مِنَ الطَّعَامِ، وَأَلِنْ لَهَا الْكَلاَمَ، فَوَاللهِ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ، قَالَ‏:‏ الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حُوبًا، أَصْغَرُهَا حُوبًا كَمَنْ أَتَى أُمَّهُ فِي الإِسْلاَمِ، وَدِرْهَمٌ مِنَ الرِّبَا أَشَدُّ مِنْ بِضْعٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً، قَالَ‏:‏ وَيَأْذَنُ اللَّهُ بِالْقِيَامِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلاَّ لآكِلِ الرِّبَا، فَإِنَّهُ لاَ يَقُومُ ‏{‏إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ‏}‏‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ‏:‏ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُوجِبَتَيْنِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ وَسُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ‏:‏ هَلْ فِي الْمُصَلِّينَ مُشْرِكٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏

– عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ‏.‏

باب مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ، وَمَنْ شَهِدَ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ قَالَ‏:‏ عَلَى مُؤْمِنٍ، بِكُفْرٍ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ لَعَنَهُ فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا حَلَفَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ يُصِبْ دَمًا فَارْجُ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْتُلُ نَفْسًا مُعَاهِدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَرِيحَهَا أَنْ يَجِدَهَا، قَالَ أَبُو بَكْرَةَ‏:‏ أَصَمَّ اللَّهُ أُذُنِي إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، وَأَحْيَا نَفْسًا فَلَعَلَّهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ ضَرَبَ الأَمِيرُ آنِفًا رَجُلاً أَسْوَاطًا فَمَاتَ‏.‏ فَقَالَ سَالِمٌ‏:‏ عَاتَبَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى فِي نَفْسٍ كَافِرَةٍ قَتَلَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ نَذْرَ فِيمَا لاَ تَمْلِكُ‏.‏

وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ‏.‏

وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا، عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ‏.‏

وَمَنْ قَالَ لِمُؤْمِنٍ‏:‏ يَا كَافِرُ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِتَرَدٍّ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقْتُلُ نَفْسًا نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْقَاتِلِ كِفْلٌ مِنْ إِثْمِهَا، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ قَالَهُ غَيْرِي، أَيُّ الذُّنُوبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَجْعَلَ لَهُ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ‏}‏ الآيَةَ‏.‏

– عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ‏.‏

باب اللَّعِبِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لأَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ للَّهْوِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كُنْتُ أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ، فَتَأْتِينِي صَوَاحِبِي، فَإِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَرْنَ مِنْهُ، فَيَأْخُذُهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرُدُّهُنَّ إِلَيَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ لَعِبَ الْحَبَشُ بِحِرَابِهِمْ فَرَحًا بِقُدُومِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ فَحَصَبَهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعْهُمْ يَا عُمَرُ‏.‏

باب الْقِمَارِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَلْعَبَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ بِهَذِهِ الْجَهَارْدَةِ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا النَّاسُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ غَالِبٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ‏:‏ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ قَدْ عَكَفُوا عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ وَيَلْبَسُ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ، وَيَرْمِي بِالْجُلاَهِقِ، وَذَلِكَ، أَنَّهُ كَانَ مُتَوَارِيًا مِنَ الْحَجَّاجِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَدَحْوًا بِالْكَعْبَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْمَيْسِرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ الْمَيْسِرُ الْقِمَارُ كُلُّهُ، حَتَّى الْجَوْزُ الَّذِي يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ مَنْ لَعِبَ بِالْكَعْبَيْنِ عَلَى الْقِمَارِ، فَكَأَنَّمَا أَكَلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ، وَمَنْ لَعِبَ بِهَا عَلَى غَيْرِ قِمَارٍ، فَكَأَنَّمَا ادَّهَنَ بِشَحْمِ خِنْزِيرٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏.‏

باب الْكِلاَبِ وَالْحَمَامِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ‏:‏ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً أَطْلَقَ حَمَامًا مِنَ الْحِرَافِ، فَجَعَلَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِثْلَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ وَالْحَمَامِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، قَالَ‏:‏ يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، اكْفُونِي الدَّجَاجَ وَالْكِلاَبَ، لاَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى يَعْنِي أَهْلَ الْبَوَادِي‏.‏

باب الْغِنَاءِ وَالدُّفِّ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَ عَائِشَةَ قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى، وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعٌ، مُسَجًّى ثَوْبُهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَعِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْنَعُ هَذَا‏؟‏ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَذِكْرِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ، إِلاَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ دَعْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتًا، أَوْ دُفًّا قَالَ‏:‏ مَا هُوَ‏؟‏ فَإِذَا قَالُوا‏:‏ عُرْسٌ، أَوْ خِتَانٌ، صَمَتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، رَافِعًا عَقِيرَتَهُ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَتَغَنَّى النَّصْبَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، قَالَ‏:‏ صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُنْشِدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ إِنَّ الشِّعْرَ كَلاَمٌ، وَإِنَّ مِنَ الْكَلاَمِ حَقًّا وبَاطِلاً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، قَالَ‏:‏ مَا أَعْلَمُ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَرَنَّمُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ اسْتَلْقَى الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ تَرَنَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ‏:‏ اذْكُرِ اللَّهَ أَيْ أَخِي، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ‏:‏ أَيْ أَنَسٌ، أَتُرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي وَقَدْ قَتَلْتُ مِئَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً، سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِي قَتْلِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لأُبْغِضُ الْغِنَاءَ، وَأُحِبُّ الرَّجَزَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ صَوْتَانِ فَاجِرَانِ فَاحِشَانِ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ مَلْعُونَانِ، صَوْتٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، فَأَمَّا الصَّوْتُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَخَمْشُ الْوُجُوهِ، وَشَقُّ الْجُيُوبِ، وَنَتْفُ الأَشْعَارِ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ، وَأَمَّا الصَّوْتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ فَلَهْوٌ وبَاطِلٌ، وَمِزْمَارُ شَيْطَانٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ‏:‏ وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْمَنُكَ جَارُكَ‏؟‏ وَكَيْفَ تَكُونُ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْمَنُكَ النَّاسُ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ مِنَ الأَنْصَارِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ، أَوْ تَنَخَّمَ ابْتَدَرُوا نُخَامَتَهُ، وَوَضُوءَهُ، فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَجُلُودَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لِمَ تَفْعَلُونَ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَلْتَمِسُ بِهِ الْبَرَكَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَصْدُقِ الْحَدِيثَ، وَلْيُؤَدِّ الأَمَانَةَ، وَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، أَوْ إِذَا أَسَأْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ‏:‏ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ‏:‏ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ‏.‏

باب الْحِمَى

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ حِمَى إِلاَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَقَدْ كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِمًى، بَلَغَنِي، أَنَّهُ كَانَ يَحْمِيهِ لإِبِلِ الصَّدَقَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ لِهَانئِ بْنِ هُنَيٍّ مَوْلًى لَهُ كَانَ يَبْعَثُهُ عَلَى الْحِمَى‏:‏ أَدْخِلْ صَاحِبَ الْغُنَيْمَةِ وَالصُّرَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ، وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ نَعَمُهُمَا يَرْجِعَانِ إِلَى أَهْلٍ وَمَالٍ، وَإِنْ تَهْلِكْ نَعَمُ هَؤُلاَءِ يَقُولُونَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْمَاءُ وَالْكَلأُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ‏.‏

باب قَطْعِ الأَرْضِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ قَطَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَاشْتَرَطَ الْعِمَارَةَ ثَلاَثَ سِنِينَ وَقَطَعَ عُثْمَانُ وَلَمْ يَشْتَرِطْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالاَ‏:‏ قَطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقِيقَ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ كَثَّرَ عَلَيْهِ فَأَعْطَاهُ بَعْضَهُ، وَقَطَعَ سَائِرَهُ لِلنَّاسِ‏.‏

سَرِقَةُ الأَرْضِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَاضِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ امْرَأَةً خَاصَمَتْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ إِلَى مَرْوَانَ فِي حُدُودِ أَرْضِهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ‏:‏ أَنَا أُغَيِّرُ حُدُودَهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ سَرَقَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَاضِينَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ مَرْوَانُ‏:‏ فَذَلِكَ إِلَيْكَ إِذًا، فَقَالَ سَعِيدٌ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، قَالَ‏:‏ فَعَمِيَتْ، ثُمَّ ذَهَبَتْ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، فَوَقَعَتْ فِي بِئْرٍ لَهَا فَمَاتَتْ، ثُمَّ جَاءَ السَّيْلُ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَسَحَ الأَرْضَ، فَخَرَجَتِ الأَعْلاَمُ كَمَا قَالَ سَعِيدٌ‏.‏

باب قَطْعِ السِّدْرِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الَّذِي يَقْطَعُ السِّدْرَ، قَالَ‏:‏ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ، أَوْ قَالَ‏:‏ يُكَوَّسُ رَأْسُهُ فِي النَّارِ قَالَ‏:‏ فَسَأَلْتُ بَنِي عُرْوَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عُرْوَةَ قَطَعَ سِدْرَةً كَانَتْ فِي حَائِطِهِ فَجَعَلَ مِنْهَا بَابًا لِلْحَائِطِ‏.‏

– وَسَمِعْتُ الْمُثَنَّى، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لِعَلِيٍّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ‏:‏ اخْرُجْ يَا عَلِيُّ، فَقُلْ‏:‏ عَنِ اللهِ لاَ عَنْ رَسُولِ اللهِ‏:‏ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَطَعَ السِّدْرَ‏.‏

– عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، قَالَ‏:‏ أَدْرَكْتُ شَيْخًا مِنْ ثَقِيفٍ قَدْ أَفْسَدَ السِّدْرُ زَرْعَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ أَلاَ تَقْطَعُهُ‏؟‏ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ‏:‏ إِلاَّ مِنْ زَرْعٍ، فَقَالَ‏:‏ أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ قَطَعَ سِدْرًا، إِلاَّ مِنْ زَرْعٍ صُبَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ صَبًّا، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَقْتَلِعَهُ مِنَ الزَّرْعِ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِ‏.‏

باب الْمَعَادِنِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ‏:‏ خُذْ مِنِّي زَكَاتَهَا، فَقَالَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مِنْ مَعْدِنٍ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَمَا نُعْطِيكَ مِثْلَ مَا جِئْتَ بِهِ، وَلاَ تَرْجِعْ إِلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَلَ عَنْ رَجُلٍ بِحَمَالَةٍ، فَلَمَّا جَاءَ الأَجَلُ جَاءَ بِقِطْعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مِنْ مَعْدِنٍ اسْتَخْرَجَهُ قَوْمِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا قَضَيْتَ وَمَا تَرَكْتَ، فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَانْهَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لَتظهَرَنَّ مَعَادِنُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ‏.‏

باب النَّشْرِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّشْرِ، فَقَالَ‏:‏ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ‏.‏

– قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَقَالَ الشَّعْبِيُّ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِالنُّشْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي لاَ تَضُرُّ إِذَا وُطِئَتْ‏.‏

وَالنُّشْرَةُ الْعَرَبِيَّةُ‏:‏ أَنْ يَخْرُجَ الإِنْسَانُ فِي مَوْضِعِ عِضَاهٍ، فَيَأْخُذَ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ كُلِّ ثَمَرٍ يَدُقُّهُ وَيَقْرَأُ فِيهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ بِهِ‏.‏

وَفِي كُتُبِ وَهْبٍ‏:‏ أَنْ تُؤْخَذَ سَبْعُ وَرَقَاتٍ مِنْ سِدْرٍ أَخْضَرَ فَيَدُقَّهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ يَضْرِبَهُ فِي الْمَاءِ، وَيَقْرَأَ فِيهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَذَوَاتَ قُلْ، ثُمَّ يَحْسُو مِنْهُ ثَلاَثَ حَسَوَاتٍ، وَيَغْتَسِلَ بِهِ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ عَنْهُ كُلَّ مَا بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَهُوَ جَيِّدٌ لِلرَّجُلِ، إِذَا حُبِسَ مِنْ أَهْلِهِ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَحُبِسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَائِشَةَ خَاصَّةً حَتَّى أَنْكَرَ بَصَرَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ يَهُودَ بَنِي زُرَيْقٍ، سَحَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلُوهُ فِي بِئْرٍ، حَتَّى كَادَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْكِرُ بَصَرَهُ، ثُمَّ دَلَّهُ اللَّهُ عَلَى مَا صَنَعُوا، فَأَرْسَلَ إِلَى الْبِئْرِ فَانْتُزِعَتِ الْعُقَدُ الَّتِي فِيهَا السِّحْرُ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَلَغَنَا‏:‏ سَحَرنِي يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ، قَالَ‏:‏ حُبِسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَائِشَةَ سَنَةً، فَبَيْنَا هُوَ نَائِمٌ أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ‏:‏ سُحِرَ مُحَمَّدٌ‏؟‏ فَقَالَ الآخَرُ‏:‏ أَجَلْ، وسِحْرُهُ فِي بِئْرِ أَبِي فُلاَنٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِذَلِكَ السِّحْرِ فَأُخْرِجَ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ السِّحْرَ يَغْتَسِلُ بِهِ، إِذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَلاَ بَأْسَ بِهِ‏.‏

باب الرُّقَى، وَالْعَيْنِ، وَالنَّفْثِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ‏:‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ‏:‏ رَأَى عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَعَجِبَ مِنْهُ، فَقَالَ‏:‏ تَالَلَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ مُخَبَّأَةً فِي خِدْرِهَا، قَالَ‏:‏ فَكُسِحَ بِهِ حَتَّى مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، قَالَ‏:‏ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ هَلْ تَتَّهِمُونَ أَحَدًا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ لاَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِلاَّ أَنَّ عَامِرَ بْنَ رُبَيِّعَةَ قَالَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ فَدَعَاهُ وَدَعَا عَامِرًا، فَقَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ‏؟‏ إِذَا رَأَى مِنْهُ شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَمَرَهُ يَغْسِلُ لَهُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَغَسَلَ صَدْرَهُ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ قَدَمَيْهِ، ظَاهِرُهُمَا فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَفَأَ الإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ، حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ وَأَمَرَهُ فَحَسَى مِنْهُ حَسَوَاتٍ، فَقَامَ فَرَاحَ مَعَ الرَّاكِبِ‏.‏ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ‏:‏ مَا كُنَّا نَعُدُّ هَذَا إِلاَّ جَفَاءً‏.‏ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ بَلْ هِيَ السُّنَّةُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَرْقُونَ بِرُقًى يُخَالِطُهَا الشِّرْكُ، فَنَهَى عَنِ الرُّقَى، قَالَ‏:‏ فَلُدِغَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ لَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ مِنْ رَاقٍ يَرْقِيهِ‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي رُقْيَةً، فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى تَرَكْتُهَا، قَالَ‏:‏ فَاعْرِضْهَا عَلَي، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا، فَأَمَرَهُ فَرَقَاهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لاِمْرَأَةٍ‏:‏ أَلاَ تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ، يُرِيدُ حَفْصَةَ زَوْجَتَهُ، كَمَا عَلَّمْتِهَا الْكِتَابَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارِيَةً بِهَا نَظْرَةٌ، فَقَالَ‏:‏ اسْتَرْقُوا لَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبِقُ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلَ أَحَدُكُمْ فلْيِغْتَسِلْ‏.‏

– عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا مِنَ الأَوْجَاعِ كُلِّهَا، وَمَنَ الْحُمَّى هَذَا الدُّعَاءَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ باللهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ‏.‏

– عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً فِيهَا رُقْيَةٌ فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ عَلَّقَ عُلْقَةً وُكِلَ إِلَيْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ نُهِيَ عَنِ الرُّقَى، إِلاَّ أَنَّهُ أُرْخِصَ فِي ثَلاَثٍ‏:‏ فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ، وَالْحُمَّةِ، يَعْنِي الْعَقْرَبَ، وَالنَّفْسِ يَعْنِي الْعَيْنَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ اكْتَوَى ابْنُ عُمَرَ مِنَ اللَّقْوَةِ، وَرُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَرَجُلٌ بَرْبَرِيُّ يَرْقِي عَلَى رِجْلِهِ مِنْ حُمْرَةٍ بِهَا، أَوْ شَبَهِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَقْرَبُ الرُّقَى إِلَى الشِّرْكِ رُقْيَةُ الْحَيَّةِ وَالْمَجْنُونِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ اتِّقَاءً نَتَّقِيهِ، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا، أَتُغْنِي مِنَ الْقَدَرِ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هِيَ مِنَ الْقَدَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْعَيْنُ حَقٌّ، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ الرُّقْيَةُ الَّتِي رَقَى بِهَا جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمَنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ‏.‏

– قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقِي، يَقُولُ‏:‏ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ مَا يَشَاءُ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِيكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، وَأَسْنَدَهُ لَنَا، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقِي فَيَقُولُ‏:‏ بِسْمِ اللهِ الْعَظِيمِ، أَعُوذُ باللهِ الْكَبِيرِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ بِالْقُرْآنِ عَلَى كَفَّيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ‏:‏ أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، اشْفِ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا‏.‏

قَالَتْ‏:‏ فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَقُلَ، أسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، ثُمَّ مَسَحْتُ بِيَدِي عَلَى وَجْهِهِ وَقُلْتُ‏:‏ أَذْهِبِ الْبَأْسَ كَمَا كَانَ يَقُولُ، قَالَتْ‏:‏ وَأَخَّرَ يَدِي عَنْهُ، وَقَالَ‏:‏ رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى، قَالَتْ‏:‏ ثُمَّ ثَقُلَ عَلَيَّ وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ بَغْلَةً، فَنَفَرَتْ بِهِ، فَقَالَ لِرَجُلٍ‏:‏ اقْرَأْ عَلَيْهَا‏:‏ ‏{‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ‏}‏‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ‏:‏ كَيْفَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ كَانْ يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ فَلَمَّا ثَقُلَ جَعَلْتُ أَتْفُلُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ‏.‏

باب مَجَالِسِ الطَّرِيقِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَرُبَّمَا قَالَ‏:‏ الصُّعُدَاتِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ بُدَّ مِنْ مَجَالِسِنَا، قَالَ‏:‏ فَأَدُّوا حَقَّهَا قَالُوا‏:‏ وَمَا حَقُّهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَدُّ السَّلاَمِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ، وَإِرْشَادُ السَّائِلِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ قَلَّ مَا تَرَى الْمُسْلِمَ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ‏:‏ فِي مَسْجِدٍ يَعْمُرُهُ، أَوْ بَيْتٍ يَسْكُنُهُ، أَوِ ابْتِغَاءِ رِزْقٍ مِنْ فَضْلِ رَبِّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ قَطُّ فَيَقُومُوا قَبْلَ أَنْ يَذْكُرُوا اللَّهَ إِلاَّ كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ إِذَا حَدَّثْتَ بِاللَّيْلِ فَاخْفِضْ صَوْتَكَ، وَإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ فَانْظُرْ مَنْ حَوْلَكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ يُقَالُ لَهُ‏:‏ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ‏:‏ إِنِّي وَجَدْتُ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ‏:‏ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يُشْتَغَلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ‏:‏ سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٍ يُفْضِي فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يَصْدُقُونَهُ عُيُوبَهُ، وينْصَحُونَهُ فِي نَفْسِهِ، وَسَاعَةٍ يُخَلِّي فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لذَّتِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ، فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ لِهَذِهِ السَّاعَاتِ، واسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ، وَفَضْلٌ وَبُلْغَةٌ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يَكُونَ ظَاعِنًا إِلاَّ فِي إِحْدَى ثَلاَثٍ‏:‏ تَزوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بزَمَانِهِ، مُمْسِكًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَانِهِ‏.‏

باب الْمَجَالِسِ بِالأَمَانَةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّمَا يُجَالِسُ الْمُتَجَالِسَونَ بِأَمَانَةِ اللهِ، فَلاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُفْشِيَ عَنْ صَاحِبِهِ مَا يَكْرَهُ‏.‏

باب الرَّجُلِ أَحَقُّ بِوَجْهِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يُقِمْ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ لاِبْنِ عُمَرَ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي مَجْلِسٍ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمَا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

-، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ وُهَيْبًا، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ‏:‏ مَنْ عَدَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ‏.‏

كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْفَقِيرِ، أَنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْ يَقُولَ‏:‏ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ‏:‏ هَذَا الْقَوْلُ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ ابْتَدِئُوا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ بَيْنَ الْكَلاَمِ‏.‏

– عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عُمَرَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ، فَأَرَادُوا الْقِيَامَ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ قُومُوا عَلَى اسْمِ اللهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ‏:‏ قُومُوا بِسْمِ اللَّهِ‏.‏

باب الْجُلُوسِ فِي الظِّلِّ وَالشَّمْسِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيْءِ فَقَلَصَ عَنْهُ، فَلْيَقُمْ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ يُكْرَهُ أَنْ يَجْلِسَ الإِنْسَانُ بَعْضُهُ فِي الظِّلِّ، وَبَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ‏:‏ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ وَكُنْتُ جَالِسًا فِي الظِّلِّ وَبَعْضِي فِي الشَّمْسِ، قَالَ‏:‏ فَقُمْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ فَقَالَ لِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ‏:‏ اجْلِسْ لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ، إِنَّكَ هَكَذَا جَلَسْتَ‏.‏

باب الضَّجْعَةِ عَلَى الْبَطْنِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ قَالَ‏:‏ دَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرَهْطٌ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَدَخَلْنَا مَنْزِلَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ، فَأَتَتْ بِشَيْءٍ فَأَكَلُوهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ زِيدِينَا يَا عَائِشَةُ، فَزَادَتْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا أَقَلَّ مِنَ الأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اسْقِينَا يَا عَائِشَةُ، فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبُوا ثُمَّ قَالَ‏:‏ زِيدِينَا يَا عَائِشَةُ، فَجَاءَتْ بِقَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنْ شِئْتُمْ رَقَدْتُمْ هَاهُنَا، وَإِنْ شِئْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالُوا‏:‏ بَلْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجْنَا فَنِمْنَا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا كَانَ السَّحَرُ كَظَّنِي بَطْنِي، فَنِمْتُ عَلَى بَطْنِي، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ وَيَقُولُ‏:‏ هَكَذَا، فَإِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ قَالَ‏:‏ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى بَطْنِهِ، وَالْمَرْأَةِ عَلَى قَفَاهَا‏.‏

باب الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا وَالْفَخِذِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، فِي الرَّجُلِ يَجِيءُ مَعَ الْخَصْمِ يَرَى أَنَّ عِنْدَهُ شَهَادَةً، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، قَالَ‏:‏ هُوَ شَاهِدُ زُورٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ قَوْمًا يَحْسِبُونَ أَبَا جَادٍ، وَيَنْظُرُونَ فِي النُّجُومِ، وَلاَ أَرَى لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَلاَقٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ‏.‏

– عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ‏.‏

قَوْلُ الرَّجُلِ‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَلاَلِ الْعَتَكِيِّ، قَالَ‏:‏ انْطَلَقْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَكَلَّمْتُهُ فِي حَاجَةٍ، فَقَالَ لِي حِينَ كَلَّمْتُهُ‏:‏ مَا شِئْتَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ، بَلِ اللَّهُ أَمْلَكُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً، يَقُولُ‏:‏ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى، قَالَ‏:‏ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يَعْنِي حَتَّى يَقُولَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ‏:‏ أَعُوذُ باللهِ وَبِكَ، حَتَّى يَقُولَ‏:‏ ثُمَّ بِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يَقُولَ‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ رَجُلاً رَأَى فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ؛ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ‏:‏ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ، قَالُوا‏:‏ وَأَنْتُمْ لَقَوْمٌ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَمَرَّ بِهِ قَوْمٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُمْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ‏:‏ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، فَقَالُوا‏:‏ وَأَنْتُمْ إِنَّكُمْ لَقَوْمٌ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْكُمْ فتُؤذِينِي، فَلاَ تَقُولُوا‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَقُولُوا‏:‏ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ‏.‏

باب الْحِجَامَةِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَصْلِيَّةً بِخَيْبَرَ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذِهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ هَدِيَّةٌ، وحَذِرَتْ أَنْ تَقُولَ‏:‏ هِيَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَلاَ يَأْكُلَ، قَالَ‏:‏ فَأَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمْسِكُوا، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ‏:‏ هَلْ سَمَّمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ مَنْ أَخْبَرَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا الْعَظْمُ لِسَاقِهَا وَهُوَ فِي يَدِهِ، قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ لِمَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَرَدْتُ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ يَسْتَرِيحَ مِنْكَ النَّاسُ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَاحْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْكَاهِلِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَأَسْلَمَتْ فَتَرَكَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَمَّا النَّاسُ فَيَقُولُونَ‏:‏ قَتَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ‏:‏ مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنِّي لاَ أَتَّهِمُ بِابْنِي إِلاَّ الشَّاةَ الْمَشْوِيَّةَ الَّتِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَأَنَا لاَ أَتَّهِمُ إِلاَّ ذَلِكَ بِنَفْسِي، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي، يَعْنِي عِرْقَ الْوَرِيدِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ‏:‏ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدْتُ بِهَا شَيْخًا يَحْتَجِمُ فِي رَأْسِهِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذِهِ حَجْمَةٌ مُبَارَكَةٌ احْتَجَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّهَا تَنْفَعُ مِنَ الْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، وَوَجَعِ الأَضْرِاسِ، وَوَجَعِ الْعَيْنَيْنِ، وَوَجَعِ الرَّأْسِ، وَمِنَ النُّعَاسِ، وَلاَ يَمُصُّ إِلاَّ ثَلاَثَ مصَّاتٍ، فَإِنْ كَثُرَ دَمُهَا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَيْهَا يَعْنِي الْبَأْسَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ احْتَجَمْتُهَا فَخُرِقَ عَلَيَّ، فَقُمْتُ وَمَا أَقْدِرُ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى حَرْفٍ، حَتَّى كُنْتُ لأُصَلِّي فَآمُرُ مَنْ يُلَقِّنُنِي، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ فَلَمْ أَحْتَجِمْهَا بَعْدَ ذَلِكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا لَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا تَدَاوَتِ الْعَرَبُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ مَصَّةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ‏.‏

باب سَتْرِ الْبُيُوتِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ‏:‏ تَزَوَّجَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَدَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى بَيْتِهِ، وَقَدْ سُتِرَ بِهَذِهِ الأُدُمِ الْمَنْقُوشَةِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَوْ كُنْتُمْ جَعَلْتُمْ مَكَانَ هَذَا مُسُوحًا كَانَ أَحْمَلَ للغُبَارِ مِنْ هَذَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ بَلَغَ عُمَرَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهَا‏:‏ خَضْرَاءُ نَجَّدَتْ بَيْتَهَا، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْخُضَيْرَاءَ نَجَّدَتْ بَيْتَهَا، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَاهْتِكْهُ، هَتَكَهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فَذَهَبَ الأَشْعَرِيُّ بِنَفَرٍ مَعَهُ حَتَّى دَخَلُوا الْبَيْتَ، فَقَامُوا فِي نَوَاحِيهِ، فَقَالَ‏:‏ لِيهْتِكْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا يَلِيهِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فَهَتَكُوا، ثُمَّ خَرَجُوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَ عُمَرَ، أَنَّ صَفِيَّةَ، امْرَأَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ سَتَرَتْ بُيُوتَهَا بِقِرَامٍ، أَوْ غَيْرِهِ أَهْدَاهُ لَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَذَهَبَ عُمَرُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَهتِكَهُ، فَبَلَغَهُمْ فَنَزَعُوهُ، فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَقَالَ‏:‏ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَأْتُونَنَا بِالْكَذِبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى امْرَأَتِهِ بِنْتِ حُسَيْنٍ، وَجَدَ فِي الْبَيْتِ ثَلاَثَةَ فُرُشٍ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا لِي، وَهَذَا لَهَا، وَهَذَا لِلشَّيْطَانِ، أَخْرِجُوهُ عَنِّي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَإِذَا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ مُزَوَّقٌ، فَقَامَ بِالْبَابِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَخْضَرُ وَأَحْمَرُ فَعَدَّ أَلْوَانًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ لَوْنًا وَاحِدًا، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَدْخُلْ‏.‏

باب الْمِنْدِيلِ وَالْقُمَامِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُتْرَكَ الْقُمَامَةُ فِي الْحُجْرَةِ، فَإِنَّهَا مَجْلِسُ الشَّيْطَانِ، وَأَنْ يُتْرَكَ الْمِنْدِيلُ الَّذِي يُمْسَحُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ يُجْلَسَ عَلَى الْوَلاَيَا، أَوْ يُضْطَجَعَ عَلَيْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ جَالِسٌ، أَوْ مُضْطَجِعٌ عَلَى طِنْفِسَةِ رَحْلِهِ‏.‏

الْقَوْلُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ‏:‏ هُدِيتَ‏.‏ وَإِذَا قَالَ‏:‏ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ‏:‏ كُفِيتَ، وَإِذَا قَالَ‏:‏ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ‏.‏ قَالَ الْمَلَكُ‏:‏ وُقِيتَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فتَتَفَرَّقُ الشَّيَاطِينُ فَتَقُولُ‏:‏ لاَ سَبِيلَ لَكُمْ إِلَيْهِ، إِنَّهُ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ‏.‏

باب الْقَوْلِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا مِنْ سَبْيٍ أُتِيَ بِهِ، وَفِي يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى مِنْ كَثْرَةِ الطَّحْنِ، فَقَالَ لَهَا‏:‏ سَأُخْبِرُكِ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ، إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ فَسَبِّحِي اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدِي اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرِي اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَقُولِي‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، تُتِمِّينَ بِهَا الْمِئَةَ، فَرَجَعَتْ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُخْدِمْهَا شَيْئًا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ مَكْحُولاً، يُحَدِّثُ نَحْوَهُ وَزَادَ قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِهِنَّ وَلاَ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ بِصِفِّينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْمُرُ رَجُلاً إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَقُولَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَنْجَا وَلاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ وَهُوَ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا‏.‏

– عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ، ثُمَّ لْيَقُلْ‏:‏ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُهُ، اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ وَحْشَةً يجِدُهَا، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَلاَ أُعَلِّمُكَ مَا عَلَّمَنِي الرُّوحُ الأَمِينُ جِبْرِيلُ قَالَ لِي‏:‏ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَكِيدُكَ، فَإِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ‏:‏ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَانُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً، يُحَدِّثُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ بِمَكَّةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْتَقْبِلُ بِهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَقَالَ‏:‏ قُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قَالَ‏:‏ وَقُلْهُنَّ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، قَالَ‏:‏ فَدَعَا عَطَاءٌ بِدَوَاةٍ وَكَتِفٍ فَكَتَبَهُنَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ كَعْبًا، كَانَ يَقُولُ‏:‏ لَوْلاَ كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ حِينَ أُصْبِحُ وَحِينَ أُمْسِي لَتَرَكَنِي الْيَهُودُ أَعْوِي مَعَ الْعَاوِيَاتِ، وَأَنْبَحُ مَعَ النَّابِحَاتِ‏:‏ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، الَّذِي لاَ يُخْفِرُ جَارَهُ، الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ لَدَغَتْ رَجُلاً عَقْرَبٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى‏:‏ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، فَلَدَغَتْهَا حَيَّةٌ فَلَمْ تَضُرَّهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ‏:‏ أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شَرِّ السَّامَةِ وَالْهَامَةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ، لَمْ تَضُرَّهُ دَابَّةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، كَانَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لاَ أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَكْرَهُ، وَلاَ أَمْلِكُ نَفْعَ مَا أَرْجُو، وَأَصْبَحَ الأَمْرُ بِيَدِ غَيْرِي، وَأَصْبَحْتُ مُرْتَهَنًا بِعَمَلِي، فَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي، اللَّهُمَّ لاَ تُشَمِّتْ بِي عَدُوِّي، وَلاَ تَسُؤْ بِي صَدِيقِي، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي دِينِي، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لاَ يَرْحَمُنِي‏.‏

باب الطَّهُورِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ‏:‏ مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا، وَنَامَ ذَاكِرًا، كَانَ فِرَاشُهُ مَسْجِدًا، وَكَانَ فِي صَلاَةٍ وَذِكْرٍ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَمَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ غَيْرَ طَاهِرٍ، وَنَامَ غَيْرَ ذَاكِرٍ، كَانَ فِرَاشُهُ قَبْرًا، وَكَانَ جِيفَةً حَتَّى يَسْتَيْقِظَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ذَكَرَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسِتِّينَ مَفْصِلاً، فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ، وَحَمِدَ اللَّهَ، وَهَلَّلَ اللَّهَ، عَدَدَهَا فِي يَوْمٍ، أَمْسَى وَقَدْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ‏.‏

ذِكْرُ اللهِ فِي الْمَضَاجِعِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، نَكَحَ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لَمْ أَنْكِحْكِ رَغْبَةً فِي النِّسَاءِ، وَلَكِنْ نَكَحْتُكِ لِتُخْبِرِينِي عَنْ صَنِيعِ عُمَرَ، فَقَالَتْ‏:‏ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ عِنْدَهُ إِنَاءً فِيهِ مَاءٌ، فَإِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَمَسَحَ يَدَهُ وَوَجْهَهُ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ أَثَرُ غُمْرٍ فَأَصَابَتْهُ بَلِيَّةٌ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ‏:‏ وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَجُلٍ رِيحَ غُمْرٍ، فَقَالَ‏:‏ هَلاَّ غَسَلْتَ هَذَا الْغُمْرَ عَنْكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَأَلَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ أَيَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يُكْرَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّا لَنَفْعَلُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَنَّهُ بَالَ ثُمَّ تَيَمَّمَ بْالْجُدُرِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَخَافُ أَنْ يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ قَبْلَ أَنْ أَتَوَضَّأَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ‏:‏ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ لاَ تَنَامَنَّ إِلاَّ عَلَى وُضُوءٍ، فَإِنَّ الأَرْوَاحَ تُبْعَثُ عَلَى مَا قُبِضَتْ عَلَيْهِ‏.‏

مَنْ نَامَ حَتَّى يُصْبِحَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا نَامَ عُقِدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ثَلاَثُ عُقَدٍ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللَّهَ حُلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا تَوَضَّأَ حُلَّتْ أُخْرَى، فَإِذَا صَلَّى حُلَّتِ الثَّالِثَةُ، فَيُصْبِحُ طَيِّبَ النَّفْسِ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ زَادَ، قَالَ‏:‏ وَإِنَّ الإِنْسَانَ يُوقَظُ مِنَ اللَّيْلِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيُوقَظُ فِي الْمَرَّةِ الأُولَى، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ لَهُ‏:‏ إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلاً فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ، ثُمَّ يُوقَظُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ لَهُ الشَّيْطَانُ‏:‏ إِنَّ عَلَيْكَ لَيْلاً فَارْقُدْ، فَإِنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ رَقَدَ، فَتُصْبِحُ عُقَدُهُ كَمَا هِيَ، وَيُصْبِحُ خَبِيثَ النَّفْسِ، أَوْ قَالَ‏:‏ ثَقِيلَ النَّفْسِ، نَادِمًا عَلَى مَا فَرَّطَ مِنْهُ، فَذَلِكَ الَّذِي يَبُولُ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ‏.‏

– عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ رَجُلٌ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ بِعَشْرِ آيَاتٍ، فَيُصْبِحُ قَدْ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا مِئَةُ حَسَنَةٍ، أَلاَ رَجُلٌ صَالِحٌ يُوقِظُ امْرَأَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنْ قَامَتْ وَإِلاَّ نَضَحَ وَجْهَهَا بِالْمَاءِ فَقَامَا لِلَّهِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لاِبْنِ طَاوُوسٍ‏:‏ هَلْ كَانَ أَبُوكَ رُبَّمَا نَامَ حَتَّى أَصْبَحَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رُبَّمَا أَتَى عَلَيْهِ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ الأَسَدَ حَبَسَ النَّاسَ لَيْلَةً فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَرَّقَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَنَزَلَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالاً، فَأَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ فَنَامُوا، وَقَامَ طَاوُوسٌ يُصَلِّي، فَقَالَ رَجُلٌ لِطَاوُوسٍ‏:‏ أَلاَ تَنَامُ، فَإِنَّكَ قَدْ نَصِبْتَ اللَّيْلَةَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ طَاوُوسٌ‏:‏ وَهَلْ يُنَامُ السَّحَرُ‏؟‏

باب الأَسْمَاءِ وَالْكُنَى

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ اسْمُهُ الْحُبَابَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْحُبَابَ اسْمُ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ‏:‏ كَيْفَ تَقُولُ؛ فِي رَجُلٍ يُسَمَّى بِجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا اسْمُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَزْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ، قَالَ‏:‏ لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ فَمَا زَالَتْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَقَالَ‏:‏ انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عُثْمَانَ، كَنَّى الْفُرَافِصَةَ الْحَنَفِيَّ وَهُوَ نَصْرَانِيُّ فَقَالَ‏:‏ نَحْنُ أَحَقُّ بِأَنْ نَتَّقِيَ ذَلِكَ أَبَا حَسَّانَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَجُلاً، قَالَ عِنْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ قُمْ فَاحْلُبْ هَذِهِ النَّاقَةَ يَا مُرَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اجْلِسْ يَا مُرَّةُ فَقَالَ الآخَرُ‏:‏ قُمْ فَاحْلُبْهَا يَا مُرَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اجْلِسْ يَا مُرَّةُ، كَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كِتَابٌ مِنْ دِهْقَانٍ يُقَالُ لَهُ جوانانبه فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ تَرْجِمُوا لِي اسْمَهُ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ هَذَا بِالْعَرَبِيَّةِ خَيْرُ الْفِتْيَانِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّ مِنَ الأَسْمَاءِ أَسْمَاءً لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهَا، اكْتُبْ مِنْ عَبْدِ اللهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى شَرِّ الْفِتْيَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنًا، لِعُمَرَ تَكَنَّى أَبَا عِيسَى فَنَهَاهُ عُمَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، مِثْلَهُ، وَزَادَ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّ عِيسَى لاَ أَبَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اكْتَنِي أَنْتِ أُمَّ عَبْدِ اللهِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهَا‏:‏ أُمُّ عَبْدِ اللهِ حَتَّى مَاتَتْ وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ لاَ تُسَمُّوا الْحَكَمَ، وَلاَ أَبَا الْحَكَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَلاَ تُسَمُّوا الطَّرِيقَ السِّكَّةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ‏:‏ أَبْغَضُ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ‏:‏ مَالِكٌ، وَأَبُو مَالِكٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يُسَمِّيَ ابْنًا لَهُ الْوَلِيدَ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَيَكُونُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ‏:‏ الْوَلِيدُ يَعْمَلُ فِي أُمَّتِي كَمَا فَعَلَ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مَكَانًا، كَانَ اسْمُهُ بَقِيَّةَ الضَّلاَلَةِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ الْهُدَى‏.‏

قَالَ‏:‏ وَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ‏:‏ مَنْ أَنْتُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَنُو مُغْوِيَةَ، فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو رِشْدَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْكَعْبَةِ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ‏:‏ وَكَانَ اسْمُ أَبِي بَكْرٍ‏:‏ عَتِيقَ بْنَ عُثْمَانَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ‏:‏ مَا اسْمُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جَمْرَةُ، فَقَالَ‏:‏ ابْنُ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ مِنَ الْحَرْقَةِ،‏.‏ قَالَ‏:‏ أَيْنَ تَسْكُنُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَرَّةَ النَّارِ، قَالَ‏:‏ بِأَيِّهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِذَاتِ اللَّظَى، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَدْرِكْ بِالْحَيِّ لاَ يَحْتَرِقُوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ يُصَفِّي لِلْمَرْءِ وُدَّ أَخِيهِ، أَنْ يَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ، وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ‏.‏

اسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْيَتُهُ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ‏:‏ وَاللهِ لاَ نُكَنِّيكَ بِهِ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَى الأَنْصَارِ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي‏.‏

باب‏:‏ لاَ يَقُولُ أَحَدٌ‏:‏ رَبِّي، وَلاَ رَبَّتِي

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ‏:‏ عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ‏:‏ فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلاَ يَقُلِ الْعَبْدُ‏:‏ رَبِّي، وَلاَ رَبَّتِي، وَلَكِنْ لْيَقُلْ‏:‏ سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ‏:‏ أَطْعِمْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ‏:‏ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ‏:‏ عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ‏:‏ فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَغُلاَمِي‏.‏

باب مَا يُتَّقَى مِنَ الْجِنِّ الْقَائِلَةَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٌ يَحْمِلُهُ مَكْشُوفًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ كُنْتَ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لاَ أُرَاهُ إِلاَّ رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ يَبُثُّهَا فِي الأَرْضِ تَفْعَلُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ، فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ نَهِيقَ حِمَارٍ، أَوْ نُبَاحَ كَلْبٍ فَلْيَسْتَعِذْ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ تُجَافَ الأَبْوَابُ، وتُطْفَى الْمَصَابِيحُ، وَتُخَمَّرَ الآنِيَةُ، وَتُوكَى الأَوْعِيَةُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلاَ يَحِلُّ وِكَاءً، وَلاَ يَكْشِفُ غِطَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تَأْتِي الْمِصْبَاحَ فَتَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ فَتُحَرِّقُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَمُرُّ عَلَيْنَا عِنْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، أَوْ قُبَيْلَهُ فَيَقُولُ‏:‏ قُومُوا فَقِيلُوا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِلشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسِيرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ، وَرَاحِلَتُهُ فِي عَقَبَةِ هَرْشَى، فَلَمَّا كَبُرَ سَارَ سِتًّا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ الأَرْضَ تَعُجُّ إِلَى اللهِ مِنْ نَوْمَةِ الْعَالِمِ بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ‏.‏

باب الْقَبَائِلِ

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ‏:‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَشَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَمُزَيْنَةَ خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَمِيمٍ، وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ الشَّعْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ، كَنْزَ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَأَيَّدَنِي بِالْمُلُوكِ، مُلُوكِ حِمْيَرَ، وَلاَ مُلْكَ إِلاَّ لِلَّهِ، يَأْتُونَ فَيَأْخُذُونَ مَالَ اللهِ، وَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَمَانِينَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِهِ، وَلَمْ يَقْدَمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَشَرَةُ رَهْطٍ قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ وَمَا رَحَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَحَدٌ‏.‏

و- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ‏:‏ مَرَّ الشَّعْبِيُّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَرَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ، فَجَعَلَ الأَسَدِيُّ يَتَقَلَّبُ مِنْهُ وَلاَ يَدَعُهُ الآخَرُ، قَالَ‏:‏ لاَ وَاللهِ حَتَّى أُعَرِّفَكَ قَوْمَكَ، وَتَعْرِفَ مِمَّنْ أَنْتَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ‏:‏ دَعِ الرَّجُلَ، قَالَ‏:‏ لاَ، حَتَّى أُعَرِّفَهُ قَوْمَهُ وَنَفْسَهُ، قَالَ‏:‏ دَعْهُ فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ مَفْخَرًا لَوْ كَانَ يَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ فَأَبَى، قَالَ الشَّعْبِيُّ‏:‏ فَاجْلِسَا، وَجَلَسَ مَعَهُمَا الشَّعْبِيُّ فَقَالَ‏:‏ يَا أَخَا قَيْسٍ، أَكَانَ فِيكُمْ أَوَّلُ رَايَةٍ عُقِدَتْ فِي الإِسْلاَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ كَانَتْ فِيكُمْ أَوَّلُ غَنِيمَةٍ كَانَتْ فِي الإِسْلاَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ سُبُعُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ بَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ فِي بَنِي أَسَدٍ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ كَانَتْ مِنْكُمُ امْرَأَةٌ زَوَّجَهَا اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ، كَانَ الْخَاطِبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّفِيرُ جِبْرِيلَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي بَنِي أَسَدٍ، خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ، فَلَعَمْرِي إِنَّهُ لَيَجِدُ مَفْخَرًا، لَوْ كَانَ يَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَتَرَكَهُ‏.‏

– قَالَ‏:‏ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ رَايَةٍ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الَّذِي بَشَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ الْغِفَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِينَ بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، يَقُولُ‏:‏ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَلَمَّا سَرَى لَيْلَةً سِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ إِلَيْهِ، وَأُلْقِيَ عَلَيَّ النُّعَاسُ، فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيُفْزِعُنِيَ دُنُوُّهَا، خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي، حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ، فَزَحَمَتْ رَاحِلَتِي رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأَصَابَتْ رِجْلَهُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلاَّ لِقَوْلِهِ‏:‏ حَسِّ، فَقُلْتُ‏:‏ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ سِرْ فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَستخْبِرُنِي عَمَّنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ إِذْ هُوَ يَسْأَلُنِي‏:‏ مَا فَعَلَ الْحُمْرُ الطُّوَالُ الثِّطَاطُ‏؟‏ فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَمَا فَعَلَ النَّفَرُ السُّودُ، أَوْ قَالَ‏:‏ الْقِصَارُ الْجِعَادُ الْقِطَاطُ، الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرْخٍ‏؟‏ فتذَكَّرْتُ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ، وَقَدْ تَخَلَّفُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَمَا يَمْنَعُ أَحَدٌ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّفُ، أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَءًا نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالأَنْصَارُ، وَغِفَارٌ، وَأَسْلَمُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ مِنْ هَمْدَانَ أَلْفُ أَهْلِ بَيْتٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ‏:‏ أَيْنَ تُرِيدُونَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الشَّامَ، قَالَ‏:‏ بَلِ الْعِرَاقَ، قَالُوا‏:‏ بَلِ الشَّامَ، فَإِنَّ إِلَيْهَا مُهَاجِرَ أَوَّلِنَا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ بَلِ الْعِرَاقَ فَإِنَّ بِهَا جِهَادًا حَسَنًا، وَبِهَا فَتًى وَرِيفٌ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِكَابَهُمْ نَحْوَ الْعِرَاقِ، وَهُمْ يَصرِفُونَهَا نَحْوَ الشَّامِ، حَتَّى أَصَابَهُ عُودٌ مِنْ رِحَالِهِمْ، فَدَمِيَ رَأْسُهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا‏:‏ فَحَيْثُ شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ فَالْعِرَاقُ، فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ، قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ‏:‏ فَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ أَهْلِهَا، وَأَعَزُّهُ إِلَى الْيَوْمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أُسْلِمُ يَا مُحَمَّدُ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَيَكُونُ لِي الْوَبَرُ وَلَكَ الْمَدَرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَمَا تُعْطِينِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُعْطِيكَ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ تُقَاتِلُ عَلَيْهَا، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ فَارِسٌ، قَالَ‏:‏ أَوَلَيْسَتْ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ بِيَدِي‏؟‏ وَاللهِ لأَمْلأَنَّ عَلَيْكَ بَنِي عَامِرٍ خَيْلاً، وَرِجَالاً، ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَهْلِكْ عَامِرًا، قَالَ عِكْرِمَةُ‏:‏ وَيَزْعُمُ قَوْمُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ وَأَهْلِكْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ حِينَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَأَكُونُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ‏:‏ زَحْزِحْ قَدَمَيْكَ لاَ أُنْفِذَ الرُّمْحَ حُضْنَيْكَ، فَوَاللهِ لَوْ سَأَلْتَنَا سَيَابَةً مَا أُعْطِيتَهَا، يَعْنِي بِالسَّيَابَةِ‏:‏ بُسْرَةً خَضْرَاءَ لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِي الْفَدَّادِينَ مِنْ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ إِلاَّ ثَلاَثَةَ مَسَاجِدَ، مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، وَمَسْجِدَ الْبَحْرَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى هَاهُنَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ حَذْوَ جُذَامَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى جُذَامَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ، فَإِذَا هُوَ مُحْتَبٍ عَلَى فِرَاشِهِ يُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ‏:‏ فَغَلَبَنِي حَيَاءُ الشَّبَابِ، فَقَعَدْتُ فِي أَدْنَاهُمْ، وَتَقَدَّمَ عَمْرٌو مُجتَنِئًا عَلَى عُودِهِ حَتَّى قَعَدَ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ حَدِّثْنَا يَا حُذَيْفَةُ، فَقَالَ‏:‏ عَمَّ أُحَدِّثُكُمْ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَوْ أَنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ قَتَلْتُمُونِي، أَوْ قَالَ‏:‏ لَمْ تُصَدِّقُونِي، قَالُوا‏:‏ وَحَقٌّ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالُوا‏:‏ فَلاَ حَاجَةَ لَنَا فِي حَقٍّ تُحَدِّثُنَاهُ فنقْتُلُكَ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ حَدِّثْنَا بِمَا يَنْفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّكَ، فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّكُمْ تَغْزُوكُمْ، إِذًا صَدَّقْتُمُونِي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ وَحَقٌّ ذَلِكَ‏؟‏ وَمَعَهَا مُضَرُ مَضَّرَهَا اللَّهُ فِي النَّارِ، وَأَسَدُ عَمَّانَ، سَلَتَ اللَّهُ أَقْدَامَهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ قَيْسًا لاَ تَزَالُ تَبْغِي فِي دِينِ اللهِ شَرًّا، حَتَّى يَرْكَبَهَا اللَّهُ بِمَلاَئِكَةٍ، فَلاَ يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ، قَالَ عَمْرٌو‏:‏ أَذْهَلْتَ الْقَبَائِلَ إِلاَّ قَيْسًا، فَقَالَ‏:‏ أَمِنْ مُحَارِبِ قَيْسٍ‏؟‏ أَمْ مِنْ قَيْسِ مُحَارِبٍ، إِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا تَوَالَتْ عَنِ الشَّامِ فَخُذْ حِذْرَكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَعُصَيَّةُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ يَوْمًا، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَنْجِ أَصْحَابَ السَّفِينَةِ، ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً، فَقَالَ‏:‏ قَدِ اسْتَمَرَّتْ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ‏:‏ قَدْ جَاؤُوا وَيَقُودُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، قَالَ‏:‏ وَالَّذِينَ جَاؤُوا فِي السَّفِينَةِ الأَشْعَرِيُّونَ، وَالَّذِي قَادَهُمْ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ مِنْ زُبَيْدٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَارَكَ اللَّهُ فِي زُبَيْدٍ، قَالُوا‏:‏ وَفِي رِمَعٍ، قَالَ‏:‏ بَارَكَ اللَّهُ فِي زُبَيْدٍ، قَالُوا‏:‏ وَفِي رِمَعٍ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ‏:‏ وَفِي رِمَعٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأَحْزَابِ، كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْنَا الْيَمَنُ مَعَ هَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كَلاَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ هَذَا الدِّينِ مِنْهُمْ بَأْسٌ‏.‏

فَضَائِلُ قُرَيْشٍ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تُعَلِّمُوا قُرَيْشًا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا، وَلاَ تَتَقَدَّمُوا قُرَيْشًا، وَلاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهَا، فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ يَعْنِي فِي الرَّأْيِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ، وَالنَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، مُؤْمِنُهُمْ تَبَعٌ لِمُؤْمِنِهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، قَالَ‏:‏ أَرَاهُمْ يَعْنِي الإِمَارَةَ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صُلْبُ النَّاسِ قُرَيْشٌ، وَهَلْ يَمْشِي الرَّجُلُ بِغَيْرِ صُلْبٍ‏؟‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ‏:‏ اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ يَعْنِي قُرَيْشًا، فَجَمَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، إِلاَّ ابْنُ أُخْتٍ، أَوْ حَلِيفٌ، أَوْ مَوْلًى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، وَحُلَفَاؤُنَا مِنَّا، وَمَوَالِينَا مِنَّا، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَوْصَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ، فَمَنْ أَرَادَهَا، أَوْ بَغَاهَا الْعَوَاثِرَ كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ لِمِنْخَرِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ‏:‏ أَخْبِرْنِي عَنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ‏:‏ أَوْزَنُنَا أَحْلاَمًا، إِخْوَانُنَا بَنُو أُمَيَّةَ، وَأَسْخَانَا أَنْفُسًا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَجْوَدُنَا بِمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَنَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ، وَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَنُو الْمُغِيرَةِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ‏:‏ إِلَيْكَ عَنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ‏:‏ تَرَيْنَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا‏؟‏ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي صُدَاءٌ، أَوْ سَلْهَبٌ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي خَلاَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيَرْجُو شَفَاعَتِي حَا، وَحَكَمٌ قَبِيلَتَانِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ حِينَ ذَكَرَ حَدِيثَ سَارَةَ، وَهَاجَرَ‏:‏ قَالَ‏:‏ فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ، يَعْنِي الْعَرَبَ، كَانَتْ أَمَةً لأُمِّ إِسْحَاقَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ‏:‏ حَدِّثْنِي عَنْ قُرَيْشٍ، قَالَ‏:‏ أَمَّا نَحْنُ قُرَيْشٌ‏:‏ فَأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ أَجْوَادٌ، وَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ‏:‏ فَقَادَةٌ أَدَبَهٌ ذَادَةٌ، وَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ الَّتِي تُشَمُّ بَنُو الْمُغِيرَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ لِي عَلَى قُرَيْشٍ حَقًّا، وَإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقًّا، مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاتُمِنُوا فَأَدَّوْا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَوُجُوهُهُمْ كَأَنَّهَا سَبَائِكُ الذَّهَبِ، فَجَعَلَ يُوصِيهِمْ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ، وَحَفِظْتُمْ أَمْرَهُ، مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ لَحَاهُ اللَّهُ كَمَا لَحَا هَذَا الْعُودَ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْحُو عُودًا كَانَ فِي يَدِهِ، لَمْ يَتْرُكْ فِيهِ شَيْئًا‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمُؤْمِنُ النَّاسِ تَبَعٌ لِمُؤْمِنِهِمْ، وَكَافِرُ النَّاسِ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَبْعَدَهُ اللَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ قُرَيْشًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ يُهِنْ قُرَيْشًا يُهِنْهُ اللَّهُ‏.‏

باب فِي فَضَائِلِ الأَنْصَارِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ بَايِعْنِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّمَا الْهِجْرَةُ إِلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى الْجِهَادِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الأَنْصَارُ مِحْنَةٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ، فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ، فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شُعْبَةٍ، أَوْ وَادٍ، وَالأَنْصَارُ فِي شُعْبَةٍ، انْدَفَعْتُ مَعَ الأَنْصَارِ فِي شُعْبَتِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ، حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ أَمْوَالَ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ الْمِئَةَ مِنَ الإِبِلِ، كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالُوا‏:‏ يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَحَدَّثْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، لَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ‏؟‏ فَقَالَتِ الأَنْصَارُ‏:‏ أَمَّا ذَوُو رَأْيِنَا، فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا‏:‏ كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي قَالُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّمَا أُعْطِي رِجَالاً حُدَثَاءَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَسْتَأْلِفُهُمْ، أَوَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ، فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَلَمْ يَصْبِرُوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ‏:‏ تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَلْقَوْنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَمْ تَكُنْ لَنَا دَوَابُّ، قَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ‏؟‏ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ‏:‏ عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ، وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا‏:‏ إِنَّا لَنَرَى بَعْدَهُ أَثَرَةً، قَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ فَمَا أَمَرَكُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَرَنَا أَنْ نَصْبِرَ حَتَّى نَلْقَاهُ، قَالَ‏:‏ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ‏:‏

أَلاَ أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ *** أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا كَلاَمْ

فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ *** إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامْ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالُوا‏:‏ ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ، قَالُوا‏:‏ ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالُوا‏:‏ ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، قَالُوا‏:‏ ثُمَّ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ‏:‏ ذَكَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ أَرْبَعَةِ دُورٍ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَلِّمَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ‏:‏ أَوَمَا تَرْضَى أَنْ يَذْكُرَكُمْ آخِرَ أَرْبَعَةِ أَدْوُرٍ، فَوَاللهِ لَمَنْ تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ لَمْ يَذْكُرْهُ أَكْثَرَ مِمَّنْ ذَكَرَ، فَرَجَعَ سَعْدٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَدَّوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَهْ فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ، وَالْعَنْ عَضَلاً وَالْقَارَهْ وَهُمْ كلَّفُونَا نَنْقُلُ الْحِجَارَهْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنِ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبِي، يَقُولُ‏:‏ مَا بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الدَّعْوَةِ غَيْرِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي سَلِمَةَ يَزُورُهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ اجْتَمَعَ صِبْيَانٌ مِنْ صِبْيَانِهِمْ، وَنِسَاءٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَتْبَعُونَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ‏:‏ أَمَا وَاللهِ لَئِنْ أَجَبْتُمُونِي إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَاسْتَغَفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ تَزِيدُونَ، وَالأَنْصَارُ لاَ يَزِيدُونَ، وَإِنَّ الأَنْصَارَ عَيْبَتِي الَّتِي أَوَيْتُ إِلَيْهَا، فَأَكْرِمُوا كَرِيمَهُمْ، وَتَجَاوَزُوا مِنْ مُسِيئِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا‏:‏ يُؤْثِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ أَلَمْ تَكُونُوا ضُلاَّلاً، فَهَدَاكُمُ اللَّهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ‏:‏ أَلَمْ تَكُونُوا فُقَرَاءَ فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ تُجِيبُونِي‏؟‏ أَلاَ تَقُولُوا‏:‏ أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَأَتَيْتَنَا خَائِفًا فَأَمَّنَّاكَ، أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَدْخُلُونَ بِهِ دُورَكُمْ، لَوْ أَنَّكُمْ سَلَكْتُمْ وَادِيًا، أَوْ شِعْبًا، وَالنَّاسُ وَادِيًا، أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَكُمْ، أَوْ شِعْبَكُمْ، وَلَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ النُّقَبَاءُ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ‏:‏ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ‏.‏

فَضَائِلُ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ وَثَقِيفٍ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ وَهََبَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاقَةً، فَأَثَابَهُ فَلَمْ يَرْضَ، فَزَادَهُ فَلَمْ يَرْضَ، حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرْضَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَقَدْ هَمَمْتُ أَلاَّ أَتَّهِبَ إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَوْ دَوْسِيٍّ‏.‏

– قَالَ‏:‏ أَخْبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ‏:‏ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاَنِ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ‏:‏ مِمَّنْ أَنْتُمَا‏؟‏ فَقَالاَ‏:‏ ثَقَفِيَّانِ، فَقَالَ‏:‏ ثَقِيفٌ مِنْ إِيَادٍ، وَإِيَادٌ مِنْ ثَمُودَ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَيْهِمَا، قَالَ‏:‏ مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمَا‏؟‏ إِنَّمَا يُجِيءُ اللَّهُ مِنْ ثَمُودَ صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ، فَأَنْتُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ صَالِحَيْنَ‏.‏

باب قَبَائِلِ الْعَجَمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَذَهَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ رِجَالٌ، مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنْعِقُ بِغَنَمٍ سُودٍ، فَعَارَضَتْهَا غَنَمٌ عُفُرٌ، قَالُوا‏:‏ فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعَرَبُ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنَ الأَعَاجِمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَسْعَدُ الْعَجَمِ بِالإِسْلاَمِ فَارِسُ، وَأَشْقَى الْعَجَمِ بِالإِسْلاَمِ الرُّومُ، وَأَشْقَى الْعَرَبِ بِالإِسْلاَمِ تَغْلِبُ وَالْعِبَادُ‏.‏

باب الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَآنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْجَرَّاحِ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ، قَالَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ النُّمُورِ أَنْ تُرْكَبَ عَلَيْهَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ لِبَاسِ الذَّهَبِ إِلاَّ مُقَطَّعًا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ‏؟‏ يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ، قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ، قَالَ‏:‏ بَلَى إِنَّهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا‏:‏ لاَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ اسْتَسْقَى، فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَحَذَفَهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُهُ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، ثُمَّ أَتَانِي بِهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ‏:‏ دَعُوهُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُنَّ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا وَلَبِسْتَهَا لِلْوَفْدِ، وَالْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ، فَقَالَ‏:‏ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ، حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ فِي الآخِرَةِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَلٌ سِيَرَاءُ مِنْ حَرِيرٍ، فَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حُلَّةً، وَأَعْطَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حُلَّةً، وَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِحُلَّةٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ‏:‏ شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا، قَالَ‏:‏ وَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِحُلَّةٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَمْ أُرْسِلْ بها إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ لِتَبِيعَهَا، قَالَ‏:‏ وَأَمَّا أُسَامَةُ فَلَبِسَهَا فَرَاحَ فِيهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أُسَامَةُ يُحِدُّ إِلَيْهِ الطَّرْفَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَوْتَنِيهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا، أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِلإِنَاثِ مِنْ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا‏.‏

– قَالَ‏:‏ أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ‏:‏ رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرِيرًا بِيَمِينِهِ، وَذَهَبًا بِشِمَالِهِ، وَقَالَ‏:‏ أُحِلَّ لإِنَاثِ أُمَّتِي، وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُحَلِّي بَنَاتِهِ الذَّهَبَ، وَيَكسُو نِسَاءَهُ الإِبْرَيْسَمَ، وَالسِّيهُ سِرٌّ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ بِنْتِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَتْ‏:‏ سَأَلْنَا عَائِشَةَ عَنِ الْحُلِيِّ، وَالأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ، فنَهَتْنَا عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ فَأَكْثَرْنَا عَلَيْهَا، فَرَخَّصَتْ لَنَا فِي شَيْءٍ مِنَ الْحُلِيِّ، وَلَمْ تُرَخِّصْ لَنَا فِي الأَقْدَاحِ الْمُفَضَّضَةِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عُمَرَ وَهُوَ يُعَاتِبُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ ثِيَابِهِ، وَمَعَهُ الزُّبَيْرُ، وَعَلَيْهِ أَيْضًا قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ‏:‏ أَلْقِ عَنْكَ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ‏:‏ لَوْ أَطَعْتَنَا لَبِسْتَ، مِثْلَهُ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرْتُ إِلَى قَمِيصِ عُمَرَ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ أَرْبَعَ رِقَاعٍ مَا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ لاِبْنَتِهِ‏:‏ قُولِي يَا أَبِي إِنْ تُحَلِّنِي الذَّهَبَ تَخْشَ عَلَيَّ حَرَّ اللَّهَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ كَانَ يَكْرَهُ الْمُفَضَّضَ، وَإِنْ سُقِيَ فِيهِ شَرِبَ قَالَ‏:‏ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُقِيَ فِيهِ كَسَرَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ أَتَاهُ ابْنٌ لَهُ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ، وَالْغُلاَمُ مُعْجَبٌ بِقَمِيصِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ خَرَقَهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَقُلْ لَهَا فَلْتُلْبِسْكَ قَمِيصًا غَيْرَ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ لاِبْنَتِهِ‏:‏ لاَ تَلْبَسِي الذَّهَبَ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ حَرَّ اللَّهَبِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَكَرِهَ أَنْ يَلْبَسَهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، فَلَبِسْتُهَا، فَرَآهَا عَلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي شَيْئًا إِلاَّ أَنَا أَكْرَهُهُ لَكَ فَخَرِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ، قَالَ‏:‏ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّ عَلِيًّا، أُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ عَلَيْهِ صِفَةُ دِيبَاجٍ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، وَأَخَذَ بِالسَّرْجِ زَلَّتْ يَدُهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ دِيبَاجٌ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لاَ أَرْكَبُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَمْلَ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ تَحْتَ الثِّيَابِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَلْبَسُ رَايَتَيْنِ مِنْ دِيبَاجٍ فِي فَزْعَةٍ فَزِعَهَا النَّاسُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ، أَوْ سُنْدُسٍ حَرِيرٍ يَلْبَسُهُ فِي الْحَرْبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ قُرْطَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا، حَتَّى أَلْقَتْهُمَا‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَرَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ مُلوَّنَيْنِ بِذَهَبٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُلْقِيَهُمَا وَتَجْعَلَ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَتُصَفِّرَهُمَا بِزَعْفَرَانٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ، أَوْ قَالَ‏:‏ قَمِيصًا سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَرِهَتِ الشَّرَابَ فِي الإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ، قَالَ أَيُّوبُ‏:‏ وَرَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ ثَوْبًا فِيهِ عَلَمٌ يَعْنِي حَرِيرًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَهْلَكَهُنَّ الأَحْمَرَانِ‏:‏ الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ يَعْنِي النِّسَاءَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَرُّوشَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ لِيَفْتِنَهُ، فَازْدَادَ عِبَادَةً، فَتَمَثَّلَ لَهُ بِرَجُلٍ، فَقَالَ‏:‏ أَصْحَبُكَ‏؟‏ فَقَالَ الْعَابِدُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَصَحِبَهُ، فَكَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَيُطِيفُ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَلَكًا، فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْطَانُ عَرَفَهُ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الإِنْسَانُ، فَكَانَ إِذَا مَشَى تَخَلَّفَ الشَّيْطَانُ، فَمَدَّ الْمَلَكُ يَدَهُ نَحْوَ الشَّيْطَانِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، قَتَلْتَهُ وَهُوَ مِنْ حَالِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى نَزَلاَ قَرْيَةً، فَأَنْزَلُوهُمَا وَضَيَّفُوهُمَا، فَأَخَذَ الْمَلَكُ مِنْهُمْ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّى أَمْسَيَا فَنَزَلاَ قَرْيَةً أُخْرَى فَلَمْ يُبَيِّتُوهُمَا، وَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَأَعْطَاهُمُ الْمَلَكُ الإِنَاءَ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَمَّا مَنْ أَضَافَنَا فَأَخَذْتَ إِنَاءَهُمْ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُضيِّفْنَا فَأَعْطَيْتَهُمْ إِنَاءَ الآخَرِينَ، فَلَنْ تَصْحَبَنِي، فَقَالَ‏:‏ أَمَّا الَّذِي قَتَلْتُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ أَرَادَ أَنْ يَفتِنَكَ، وَأَمَّا الَّذِينَ أَخَذْتُ مِنْهُمُ الإِنَاءَ، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ، وَكَانَ هَؤُلاَءِ قَوْمًا فَاسِقِينَ، فَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ، ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ فُلاَنَةَ بِنْتَ الْقَاسِمِ، وَصَاحِبَةً لَهَا جَاءَتَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَيْدِيهِمَا خَوَاتِمُ، تَدَعُوهَا الْعَرَبُ‏:‏ الْفَتَخَ، فَسَأَلتَاهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَخْرَجَتْ إِحْدَاهُمَا يَدَهَا، فَرَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ تِلْكَ الْخَوَاتِمِ، فَضَرَبَ يَدَهَا بِعَسِيبٍ مَعَهُ مِنْ عِنْدِ الْخَاتَمِ إِلَى مِنْكَبِهَا، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُمَا، فَقَالَتَا‏:‏ مَا شَأْنُكَ تُعْرِضُ عَنَّا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ وَمَا لِي لاَ أُعْرِضُ عَنْكُمَا، وَقَدْ مَلأْتُمَا أَيْدِيَكُمَا جَمْرًا، ثُمَّ جِئْتُمَا تَجْلِسَانِ أَمَامِي، فَقَامَتَا فَدَخَلَتَا عَلَى فَاطِمَةَ، فَشَكَتَا إِلَيْهَا ضَرْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْهِمَا فَاطِمَةُ سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ‏:‏ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ، وَلَمْ تَفْطِنْ فَاطِمَةُ لِذَلِكَ، فَسَلَّمَ مِنْ جَانِبِ الْبَابِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَأْتِي الْبَابَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ، وَأَلْقَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ثَوْبًا، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَفِي يَدِهَا، أَوْ عُنُقِهَا تِلْكَ السِّلْسِلَةُ، فَقَالَ‏:‏ أَيَغُرَّنَّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ‏:‏ إِنَّكِ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي يَدِكِ، أَوْ عُنُقِكِ، طَبَقٌ مِنْ نَارٍ، وَعَرَمَهَا بِلِسَانِهِ، فَهَملَتْ عَيْنَاهَا، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْلِسْ، فَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَتْ‏:‏ بِعْهَا بِمَا أُعْطِيتَ، فَبَاعَهَا بِوَصِيفٍ، فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهَا، فَأَعْتَقَتْهُ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَخْبَرَوهُ خَبَرَ الطَّوْقِ، فَقَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ‏.‏

باب عَلَمِ الثَّوْبِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ‏:‏ رَخَّصَ فِي مَوْضِعِ إِصْبَعٍ، وَإِصْبَعَيْنِ، وَثَلاَثٍ، وَأَرْبَعٍ، مِنْ أَعْلاَمِ الْحَرِيرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ لَوْلاَ أَنَّ عُمَرَ كَرِهَ السِّرَّ لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا، يَعْنِي سِرَّ الْحَرِيرِ فِي الثَّوْبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ مِنْ كِنْدَةَ، وَعَلَيْهِمْ جِبَابٌ يَمَانِيَةٌ، قَدْ كَفُّوا أكْمَامَهَا وَجُيوبَهَا بِالْحَرِيرِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلَسْتُمْ مُسْلِمِينَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَمَا شَأْنُ هَذَا الْحَرِيرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَنَزَعُوهُ حِينَئِذٍ مِنْ أَكْمَامِهِمْ، وَجُيُوبِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنْتُمْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مِنَّا، أَنْتُمْ بَنِي آكِلِ الْمِرَارِ، حَيٌّ مِنْ كِنْدَةَ، كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ خُلْطَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اذْهَبُوا إِلَى عَبَّاسٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ يُنَاسِبُوكُمْ، قَالُوا‏:‏ لاَ، بَلْ أَنْتَ، قَالَ‏:‏ فَنَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لاَ نَفْقُو أُمَّنَا، وَلاَ نَدَّعِي لِغَيْرِ أَبِينَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَكْرَهُ أَعْلاَمَ الْحَرِيرِ الَّتِي فِي الْبَابِ‏.‏

باب الْخَزِّ، وَالْعُصْفُرِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ قَدْ مَسَّهُمَا الْعُصْفُرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبِي يَلْبَسُ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ، صُبِغَتْ بِالْعُصْفُرِ حَتَّى مَاتَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ‏:‏ رَأَيْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلبَسْنَ الْمُعَصْفَرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ دِقْرَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ‏:‏ أَنَّهَا كَرِهَتِ الثِّيَابَ الْمُصَلَّبَةَ، يَعْنِي الَّتِي تُصَوَّرُ فِيهَا الصُّلُبُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَلَى الْحَسَنِ كِسَاءً مُصَلَّبًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كِسَاءَ خَزٍّ أَغْبَرَ، كَسَاهُ إِيَّاهُ مَرْوَانُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جُبَّةَ خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَأَنَا أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِالْبَيْتِ فَقَالَ سَعِيدٌ‏:‏ لَوْ أَدْرَكَهُ السَّلَفُ لأَوْجَعُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلَى شُرَيْحٍ مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ، وَهُوَ يَقْضِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ أَخْضَرَ، كَسَتْهُ إِيَّاهُ عَائِشَةُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى بَنِيهِ يَلْبَسُونَ الْخَزَّ، فَلاَ يَعِيبُ عَلَيْهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُونَ الْخَزَّ‏:‏ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنُ عُمَرَ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ‏:‏ أُمُّكَ أَلْبَسَتْكَ هَذَيْنِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ أُلْقِيهِمَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ حَرِّقْهُمَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَّ إِلَيْهِ النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْحُمْرَةَ مِنْ زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ بَيْنَ نِسَائِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ‏:‏ آخِرُ صَلاَةٍ صَلاَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِلْحَفَةٍ مُوَرَّسَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَأْمُرُ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ وَمِشْقٍ، فيَصْبُغُ بِهِ ثَوْبَهُ، فَيَلْبَسُهُ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَرُبَّمَا رَأَيْتُ مَعْمَرًا يَلْبَسُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ يَبِيتَنَّ الرَّجُلُ وَحْدَهُ فِي الْبَيْتِ، وَعَلَيْهِ مَجَاسِدُ، فَإِنَّ إِبْلِيسَ أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى الْحُمْرَةِ، وَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْحُمْرَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَأَى عَلَى رَجُلٍ ثَوْبًا مُعَصْفَرًا، فَقَالَ‏:‏ دَعُوا هَذِهِ الْبَرَّاقَّاتِ لِلنِّسَاءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُعَصْفِرُ لِبَعْضِ نِسَائِهِ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِخِّيرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَجُلٍ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ، فَقَالَ‏:‏ أَلْقِ هَذَيْنِ عَنْكَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَلْبَسْهُمَا قَبْلَ يَوْمِي هَذَا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ قَدْ رَأَيْتُهُمَا عَلَيْكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ نَسِيتُ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَعَلَّكَ أَنْ تُوَهِّنَ مِنْ عَمَلِكَ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، صَلَّى مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلاَفَتِهِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ يُصَلِّي بِنَا عَلَيْهِ مُلَيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ يَعْنِي رَيْطَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَّ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو النَّظَرَ حِينَ رَآهُمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ‏:‏ أَلْقِ هَذَيْنِ، فَإِنَّهُمَا مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْحُمْرَةُ مِنْ زِينَةِ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ‏.‏

باب شُهْرَةِ الثِّيَابِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَوْ رَكِبَ مَرْكِبَ شُهْرَةٍ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ يَتَلأْلأُ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ فَمُزِّقَ عَلَيْهِ، فَتَطَايَرَ فِي أَيْدِي النَّاسِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ أَحْسِبُهُ حَرِيرًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، فِي الَّذِي يَلْوِي الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَلاَ يَجْعَلُهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، قَالَ‏:‏ تِلْكَ عِمَّةُ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ذُلًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

باب إِسْبَالِ الإِزَارِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلاَءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ‏.‏

قَالَ زَيْدٌ‏:‏ وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ، يَعْنِي جَدِيدًا، قَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ عَبْدُ اللهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ إِنْ كُنْتَ عَبْدَ اللهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ، قَالَ‏:‏ فَرَفَعْتُهُ، قَالَ‏:‏ زِدْ، قَالَ‏:‏ فَرَفَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ نِصْفَ السَّاقِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاَءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ إِنَّ إِزَارِي يَسْتَرْخِي أَحْيَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَسْتَ مِنْهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ يَعْنِي إِزَارَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَيًّا تَدْعُو‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا يَبِسَتْ أَرْضُكَ وَأَجْدَبَتْ، دَعَوْتَهُ فَأَنْبَتَ لَكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا نَزَلَ بِكَ الضُّرُّ دَعَوْتَهُ فَكَشَفَ عَنْكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا أَضْلَلْتَ ضَالَّةً وَأَنْتَ بِأَرْضِ فَلاَةٍ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ عَلَيْكَ ضَالَّتَكَ، قَالَ‏:‏ فَبِمَ تَأْمُرُنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ تَسُبَّ أَحَدًا، وَلاَ تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَإِذَا كَلَّمْتَ أَخَاكَ فكَلِّمْهُ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَسْقَاكَ مِنْ دَلْوِكَ، فَاصْبُبْ لَهُ، وَإِذَا اتَّزَرْتَ فَلْيَكُنْ إِزَارُكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ، مُعْجَبًا بِجُمَّتِهِ، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، خُسِفَتْ بِهِ الأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ، أَوْ قَالَ‏:‏ يَهْوِي، فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاَءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏ فَقَالَتِ أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ فَكَيْفَ يَصْنَعُ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ بِذُيُولِهِنَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يُرْخِينَ شِبْرًا‏.‏ قَالَتْ‏:‏ إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، وَلاَ يَزِدْنَ عَلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أزَّرَ فَاطِمَةَ فَأَرْخَاهُ شِبْرًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَكَذَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَاهُ شِبْرًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَذِهِ سُنَّةٌ لِلنِّسَاءِ فِي ذُيُولِهِنَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَمِرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَوْلاَ أَنَّ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ وَاحِدَةً لَتَكْفِينِي، قَالَ‏:‏ تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُوَفِّرُ شَعْرَكَ، قَالَ‏:‏ لاَ جَرَمَ، وَاللهِ لاَ أَفْعَلُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فِي النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ الإِزَارُ فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الإِزَارِ، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَالْقَمِيصُ فَوْقَ الإِزَارِ، وَالرِّدَاءُ فَوْقَ الْقَمِيصِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ‏:‏ ارْفَعُوا أُزُرَكُمُ ارْفَعُوا ارْفَعُوا، قَالَ‏:‏ فَرَفَعُوهَا إِلَى رُكَبِهِمْ، ثُمَّ‏:‏ قَالَ‏:‏ اخْفِضُوا، اخْفِضُوا، اخْفِضُوا فَخَفَضُوهَا إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهِمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ الْمَلاَئِكَةَ وَلِبَاسُهُمْ هَكَذَا، أَوْ أُزُرُهُمْ هَكَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَيْضًا قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِنَافِعٍ‏:‏ أَرَأَيْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فِي النَّارِ، أَمِنَ الإِزَارِ أَمْ مِنَ الْقَدَمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَا ذَنْبُ الإِزَارِ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الشُّهْرَةُ فِيمَا مَضَى فِي تَذْيِيلِهَا، وَالشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي تقْصِيرِهَا‏.‏

التَّنَعُّمُ وَالسِّمَنُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ جَلَسَ إِلَيْنَا رَجُلٌ، وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ‏:‏ كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَمَنَ كَذَا وَكَذَا‏:‏ أَنِ اتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا، وَانْتَعِلُوا، وَقَابِلُوا النِّعَالَ، وَعَلَيْكُمْ بِعَيْشِ مَعَدٍّ، وَذَرُوا التَّنَعُّمَ، وَزِيَّ الأَعَاجِمِ، وَقَابِلُوا النِّعَالَ يَعْنِي زِمَامَيْنِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّزِرُوا، وَارْتَدُوا، وَأَلْقُوا السَّرَاوِيلاَتِ، وَأَلْقُوا الْخِفَافَ، وَاحْتَفُوا، وَانْتَعِلُوا، وَقَابِلُوا بَيْنَهُمَا، وَاخْشُنُوا، وَاخْشَوْشِنُوا، وَاخْلَوْلِقُوا، وَتَمَعْدَدُوا، فَإِنَّكُمْ مَعَدٌّ، وَارْتَمُوا الأَغْرَاضَ، وَاقْطَعُوا الرَّكْبَ، وَانْزُوا عَلَى ظُهُورِ الْخَيْلِ نَزْوًا، وَاسْتقبِلُوا بِوُجُوهِكُمُ الشَّمْسَ، فَإِنَّهَا حَمَّامَاتُ الْعَرَبِ، وَإِيَّاكُمْ وَزِيَّ الأَعَاجِمِ، وَتنَعُّمَهُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبْسَةِ أَبِيكُمْ إِسْمَاعِيلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَاشِفًا عَنْ بَطْنِهِ، فَرَأَى جِلْدَةً نَقِيَّةً، فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، وَقَالَ‏:‏ أَجِلْدَةُ كَافِرٍ‏؟‏ فَقِيلَ لَهُ‏:‏ إِنَّ أَرْضَ الشَّامِ أَرْضٌ طَيِّبَةُ الْعَيْشِ، فَسَكَتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْكَذِبُ فَيَحْلِفُونَ وَلاَ يُسْتَحْلَفُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ‏:‏ دُعِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقُرِّبَ لَهُ ثَرِيدٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ شِوَاءٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ فَاكِهَةٌ فَأَكَلَ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ دالحرح، فَقَالَ‏:‏ قَرَّبْتُمْ لَنَا ثَرِيدًا فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ لَنَا شِوَاءً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبْتُمْ فَاكِهَةً فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أَتَيْتُمْ بِهَذَا، أَهْلَ رِيَاءٍ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ، فَقَرَّبَ لَهُ ثَرِيدًا عَلَيْهِ لَحْمٌ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ‏:‏ مَا أَنَا بِآكِلِهِ حَتَّى تَجْعَلُوا فِيهِ سَمْنًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ‏؟‏ فَقَالَ الْقَوْمُ‏:‏ أَطْعِمْ أَخَاكَ، قَالَ‏:‏ فَصَنَعَ فِيهِ سَمْنًا، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عُمَرُ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ، فَأَكَلَ لُقْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ رَفَعَ الدِّرَّةَ فَضَرَبَ عُبَيْدَ اللهِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ الْجَارِيَةَ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا ذَنْبِي أَنَا مَأْمُورَةٌ، فَخَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ لِعَبْدِ اللهِ شَيْئًا‏.‏

باب الرِّيحِ وَالْغَيْثِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ صَيِّبًا سَيْبًا هَنِيئًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مَا أَمِنْتُ أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ الْقَيْسِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَا رَاحَتْ جَنُوبٌ قَطُّ إِلاَّ سَالَ فِي وَادٍ رَأَيْتُمُوهُ، أَوْ لَمْ تَرَوْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ‏:‏ مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ، فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحَ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ الرِّيحُ مِنْ رُوحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلاَ تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا‏.‏

باب مَا يُقَالُ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، قَالَ‏:‏ سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا سَخَطَكَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ‏.‏

باب اتْبَاعِ الْبَصَرِ النَّجْمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ تَعَشَّى أَبُو قَتَادَةَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرُمِيَ بِنَجْمٍ، فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تُتْبعُوهُ أَبْصَارَكُمْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنْ ذَلِكَ‏.‏

باب مَسْأَلَةِ النَّاسِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، إِذْ جَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يَستعينُونَهُ فِي نِكَاحِ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا، فَانْطَلَقُوا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ كِنَانَةُ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَنْتَ سَيِّدٌ وَأَتَوْكَ يَسْأَلُونَكَ، فَلَمْ تُعْطِهِمْ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ أَمَّا فِي هَذَا فَلاَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ‏:‏ إِنِّي تَحَمَّلْتَ بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَحَمَّلْتُ بِحَمَالَةٍ فِي قَوْمِي، وَأتيتُكَ لتُعينَنِي فِيهَا، قَالَ‏:‏ بَلْ نَحْمِلُهُ عَنْكَ يَا قَبِيصَةُ، وَنُؤَدِّيهَا إِلَيْهِمْ مِنَ الصَّدَقَةِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حُرِّمَتْ إِلاَّ فِي إِحْدَى ثَلاَثٍ؛ فِي رَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيشِهِ ثُمَّ يُمْسِكُ، وَفِي رَجُلٍ أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ حَتَّى شَهِدَ لَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّ الْمَسْأَلَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ، فَيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنَ الْعَيْشِ ثُمَّ يُمْسِكُ، وَفِي رَجُلٍ تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ فَيَسْأَلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ سُحْتٌ، يَأْكُلُهُ صَاحِبُهُ سُحْتًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ثَوْبَانَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي أَلاَّ يَسْأَلَ شَيْئًا، وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ‏؟‏ قَالَ ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَا، قَالَ‏:‏ فَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ ثَوْبَانَ لاَ يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ‏:‏ تَعَاهَدُوا ثَوْبَانَ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، قَالَ‏:‏ وَكَانَتْ تَسْقُطُ مِنْهُ الْعَصَا، أَوِ السَّوْطُ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا أَنْ يُنَاوِلَهُ إِيَّاهُ، حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ كَانَتْ لَهُ، أَوْ عِنْدَهُ أُوقِيَّةٌ، أَوْ عَدْلُهَا، ثُمَّ سَأَلَ فَقَدْ سَأَلَهُمْ إِلْحَافًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلاً فَيَحْطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ، فَإِنَّ مَسْأَلَةَ الْغَنِيِّ خُدُوشٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ لاَ يَسْأَلُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ‏:‏ مَا يَكُنْ عِنْدَنَا مِنْ خَيْرٍ، فَلَنْ نَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا، وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُ، فَقِيلَ‏:‏ إِنَّهُ غَنِيٌّ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَخَذَ إِلاَّ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَتَقْطَعُ لَنَا النَّارَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْصِيَ رَبِّي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ مَسْأَلَةُ الْغَنِيِّ شَيْنٌ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَعْطُوا السَّائِلَ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَتَسَاءَلُ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، يَسْأَلُ الرَّجُلُ فِي الْفِتَنِ تَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ، فَإِذَا بَلَغَ، أَوْ كَرَبَ أَمْسَكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الأَنْصَارِ، عَنِ أُمِّهِ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ لاَ تَرُدُّ سَائِلاً بِمَا كَانَ، فَكَانَتْ تُعْطِيهِ مِنْ سَوِيقِهَا، وَمِمَّا كَانَ مَعَهَا، فَقُلْتُ لَهَا‏:‏ لَمْ تَتَكَلَّفِينَ هَذَا إِذَا لَمْ تَكُنْ عِنْدَكَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تَرُدُّوا السَّائِلَ، وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْتَرِقَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ إِنَّهُ غَنِيُّ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَأَلَ، وَإِنَّ لِلسَّائِلِ، وَإِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُونَ حَقًّا، فَلَيَتَمَنَّيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ فِي يَدِهِ رَضْفَةً مَكَانَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهَا‏:‏ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ عَدْلُ أُوقِيَّةٍ فَلاَ تَحِلُّ لَكَ الصَّدَقَةُ، فَقَالَتْ‏:‏ بَعِيرِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أُوقِيَّةٍ، قَالَ‏:‏ فَلاَ أَدْرِي أَعْطَاهَا أَمْ لاَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ‏:‏ إِذَا جَاءَكَ سَائِلٌ، فَأَمَرْتَ لَهُ بِكِسْرَةٍ، فَسَبَقَكَ فَذَهَبَ، فَاعْزِلْهَا لاَ تَأْكُلْهَا، حَتَّى تَصَدَّقَ بِهَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَلاَ أَعْلَمُ ابْنَ طَاوُوسٍ، إِلاَّ قَدْ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِجَمْعِ هَذَا الْمَالِ، وَاصْطِنَاعِهِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمٍ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا أَبَاهُمْ، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ أَزْرَى ذَلِكَ بِأَحْسَابِهِمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَيِّبُوا قَبْرِي مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُهَاوِسُهُمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ أُنَاوِشُهُمْ، فِي الْجَاهِلِيَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، قَالَ‏:‏ تَلْقَى الْمُؤْمِنَ عَفِيفًا سَؤُلاً، وَتَلْقَاهُ ذَلِيلاً عَزِيزًا، أَحْسَنُ النَّاسِ مَعُونَةً، وَأَهْوَنُ النَّاسِ مَؤُونَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهَا، فَقَالَ‏:‏ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَتْ‏:‏ فَعِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْعِدَةَ عَطِيَّةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَالأُكْلَةُ وَالأُكْلَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ، وَلاَ يُعْلَمُ مَكَانُهُ، فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَذَلِكَ الْمَحْرُومُ‏.‏

باب أَصْحَابِ الأَمْوَالِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ‏:‏ إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ إِذَا فُتِحَتْ لَكُمْ زَهَرَاتُ الدُّنْيَا، وَزِينَتُهَا، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ كَالأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ‏؟‏ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يَمْسَحُ الرُّحَضَاءَ عَنْ جَبِينِهِ‏:‏ أَيْنَ السَّائِلُ‏؟‏ إِنَّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِالْخَيْرِ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ، أَوْ يُلِمُّ، إِلاَّ آكِلَةِ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى انْتَفَخَتْ خَاصِرَتَاهَا، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَبَالَتْ وَثَلَطَتْ، وَنِعْمَ الصَّاحِبُ الْمَالُ، لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، وَذَا الْقُرْبَى، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ‏:‏ أَنْ يَا أَخِي اغْتَنِمْ صِحَّتَكَ وَفَرَاغَكَ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنَ الْبَلاَءِ مَا لاَ يَسْتَطِيعُ الْعِبَادُ رَدَّهُ، وَاغْتَنِمْ دَعْوَةَ الْمُبْتَلَى، وَيَا أَخِي لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْمَسْجِدَ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُمْ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ وَيَا أَخِي ارْحَمِ الْيَتِيمَ، وَأَدنِهِ مِنْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَشْكُو قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَأَدْنِ الْيَتِيمَ إِلَيْكَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِكَ‏.‏

وَيَا أَخِي لاَ تَجْمَعْ مَا لاَ تَسْتَطِيعُ شُكْرَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي أَطَاعَ اللَّهَ فِيهَا هُوَ بَيْنَ يَدَيْ مَالِهِ، وَمَالُهُ خَلْفَهُ، فَكُلَّمَا تَكَفَّأَ بِهِ الصِّرَاطُ قَالَ لَهُ‏:‏ امْضِ، فَقَدْ أَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ وَيُجَاءُ بِالآخَرِ الَّذِي لَمْ يُطِعِ اللَّهَ فِيهِ، وَمَالُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فُيُعْثِرُهُ مَالُهُ، وَيَقُولُ‏:‏ وَيْلَكَ، هَلاَّ عَمِلْتَ بِطَاعَةِ اللهِ فِي مَالِكَ‏؟‏ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ‏.‏

وَيَا أَخِي إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ خَادِمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ وَهُوَ مِنْهُ مَا لَمْ يُخْدَمْ، فَإِذَا خُدِمَ، وَجَبَ عَلَيْهِ الْحِسَابُ، وَإِنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ سَأَلَتْنِي خَادِمًا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُوسِرٌ، فَكَرِهْتُ ذَلِكَ لَهَا، خَشِيتُ مِنَ الْحِسَابِ، وَيَا أَخِي مَنْ لِي وَلَكَ بِأَنْ نُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ نَخَافَ حِسَابًا، وَيَا أَخِي لاَ تَغْتَرَّنَّ بِصَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّا قَدْ عِشْنَا بَعْدَهُ دَهْرًا طَوِيلاً، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالَّذِي أَصَبْنَا بَعْدَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَذَاكَرُونَ، فَقَالَ‏:‏ مَا كُنْتُمْ تَذَاكَرُونَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ كُنَّا نَتَذَاكَرُ الدُّنْيَا وَهُمُومَهَا، وَنَخْشَى الْفَقْرَ، فَقَالَ‏:‏ لأَنَا لِلْغِنَى أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي لِلْفَقْرِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ‏؟‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَوَخَيْرٌ هُوَ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْمَالِ وَصَاحِبِهِ، فَيَتَحَاجَّانِ، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ‏:‏ أَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُكَ فِي يَوْمِ كَذَا، وَفِي سَاعَةِ كَذَا‏؟‏ فَيَقُولُ لَهُ الْمَالُ‏:‏ قَدْ قَضَيْتَ بِي حَاجَةَ كَذَا، وَأَنْفَقْتَنِي فِي كَذَا، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْمَالِ‏:‏ إِنَّ هَذَا الَّذِي تُعَدِّدُ عَلَيَّ حِبَالٌ أُوَثِّقُ بِهَا، فَيَقُولُ الْمَالُ‏:‏ فَأَنَا حُلْتُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ تَصْنَعَ بِي مَا أَمَرَكَ اللَّهُ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ أَعْطَى فَضْلَ مَالِهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَمَنْ مَنَعَ ذَلِكَ فَهُوَ شَرٌّ لَهُ، وَلاَ يَلُومُ اللَّهُ عَلَى الْكَفَافِ‏.‏

باب جَوَامِعِ الْكَلاَمِ وَغَيْرِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ جِيءَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ لَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ، وَأُعْطِيتُ الْخَزَائِنَ، وَخُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَبْقَى حَتَّى أَرَى مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي وَبَيْنَ التَّعْجِيلِ فَاخْتَرْتُ التَّعْجِيلَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ كَانَ عِنْدِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ يَمُرَّ بِي ثَلاَثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلاَّ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ‏.‏

باب الدِّيوَانِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِكُنُوزِ كِسْرَى، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ‏:‏ أَلاَ تَجْعَلُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تَقْسِمَهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ يُظِلُّهَا سَقْفٌ حَتَّى أُمْضِيَهَا، فَأَمَرَ بِهَا، فَوُضِعَتْ فِي صَرْحِ الْمَسْجِدِ، فَبَاتُوا يَحْرُسُونَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمَرَ بِهَا فَكُشِفَ عَنْهَا، فَرَأَى فِيهَا مِنَ الْحَمْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ مَا يَكَادُ يَتَلأْلأُ مِنْهُ الْبَصَرُ، قَالَ‏:‏ فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ فَوَاللهِ إِنْ كَانَ هَذَا لَيَوْمَ شُكْرٍ، وَيَوْمَ سُرُورٍ، وَيَوْمَ فَرَحٍ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ كَلاَّ، إِنَّ هَذَا لَمْ يُعْطَهُ قَوْمٌ إِلاَّ أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَنَكِيلُ لَهُمْ بِالصَّاعِ أَمْ نَحْثُوَ‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ بَلِ احْثُوا لَهُمْ، ثُمَّ دَعَا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَوَّلَ النَّاسِ فَحَثَا لَهُ، ثُمَّ دَعَا حُسَيْنًا ثُمَّ أَعْطَى النَّاسَ، وَدَوَّنَ الدَّوَاوِينَ، وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَلِلأَنْصَارِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، وَفَرَضَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، إِلاَّ صَفِيَّةَ وَجُوَيْرِيَةَ، فَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا سِتَّةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، قَالاَ‏:‏ فَرَضَ عُمَرُ لأَهْلِ بَدْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سِتَّةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ انْكَسَرَتْ قَلُوصٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فجَفنَهَا عُمَرُ، وَدَعَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ‏:‏ لَوْ كُنْتَ تَصْنَعُ بِنَا هَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّا وَاللهِ مَا وَجَدْنَا لِهَذَا الْمَالِ سَبِيلاً، إِلاَّ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَقٍّ وَيُوضَعَ فِي حَقٍّ، وَلاَ يُمْنَعَ مِنْ حَقٍّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ‏:‏ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُسْلِمٌ إِلاَّ لَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ حَقٌّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ‏:‏ قَرَأَ عُمَرُ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقُرَاءِ‏}‏ حَتَّى بَلَغَ ‏{‏عَلِيمٌ حَكِيمٌ‏}‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَذِهِ لِهَؤُلاَءِ ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ‏}‏ حَتَّى بَلَغَ ‏{‏وَابْنِ السَّبِيلِ‏}‏، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَذِهِ لِهَؤُلاَءِ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏مَا أَفَاءَ‏}‏ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى حَتَّى بَلَغَ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ‏}‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَذِهِ اسْتَوْعَبَتِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، فَلَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِي وَهُوَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ نَصِيبُهُ مِنْهَا، لَمْ يَعْرَقْ فِيهَا جَبِينُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دُونَ مَا أَعْطَى أَصْحَابَهُ، فَقَالَ حَكِيمٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ تَقْصُرَ بِي دُونَ أَحَدٍ، فَزَادَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ، حَتَّى رَضِيَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ عَطِيَّتِكَ خَيْرٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الأُولَى، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا حَكِيمُ بْنَ حِزَامٍ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ، وَحُسْنِ أُكْلَةٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ، وَسُوءِ أُكْلَةٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، قَالَ‏:‏ وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمِنِّي، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَرْزَأُ بَعْدَكَ أَحَدًا شَيْئًا، فَلَمْ يَقْبَلْ عَطَاءً، وَلاَ دِيَوَانًا حَتَّى مَاتَ فَكَانَ عُمَرُ يَدْعُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ لِيَأْخُذَ مِنْهُ فَيَأْبَى، فَيَقُولُ عُمَرُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنِّي أَدْعُوهُ إِلَى حَقِّهِ مِنْ هَذَا الْمَالِ فَيَأْبَى، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْهُ، فَقَالَ حَكِيمٌ‏:‏ وَاللهِ، لاَ أَرْزَأُكَ وَلاَ غَيْرَكَ شَيْئًا أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَمَاتَ حِينَ مَاتَ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ‏:‏ دَعَانِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَنِي فِي الدِّيوَانِ، فَأَبَيْتُ، فَقَالَ لِي‏:‏ أَمَا تَكْرَهُ أَنْ لاَ يَكُونَ لَكَ فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّ لِي فِي الْمُسْلِمِينَ سَهْمًا، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ فِي الدِّيوَانِ، قَالَ‏:‏ فَهَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ لَمْ يَكُنْ فِي الدِّيوَانِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مَنْ هُوَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ‏.‏

– عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ مَحَا الزُّبَيْرُ نَفْسَهُ مِنَ الدِّيوَانِ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ، وَمَحَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِشَيْءٍ فَرَدَّهُ وَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ خَيْرًا لأَحَدِنَا أَلاَّ يَأْخُذَ لأَحَدٍ شَيْئًا‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّمَا ذَلِكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، وَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلاَ يَأْتِينِي مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ أَخَذْتُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّعْدِيِّ، فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي الْعَمَلَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تُعْطَى عُمَالَتَكَ فَلاَ تَقْبَلُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي بِخَيْرٍ، وَلِي رَقِيقٌ وَأَفْرَاسٌ، وَأَنَا غَنِيُّ عَنْهَا، وَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِينِي الْعَطَايَا فَأَقُولُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ أَعْطِهِ غَيْرِي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً، فَقُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ أَعْطِهِ غَيْرِي، فَقَالَ‏:‏ خُذْهُ يَا عُمَرُ، فَإِمَّا إِنْ تَتَمَوَّلَهُ، وَإِمَّا أَنْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ، وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عُمَرَ فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا جَارِيَةٌ، فَقُلْنَا‏:‏ هَذِهِ سُرِّيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ‏:‏ وَاللهِ مَا أَنَا بِسُرِّيَّةٍ، وَمَا أَحِلُّ لَهُ، وَإِنِّي لَمِنْ مَالِ اللهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ دَخَلَتْ فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ فَقَالَ‏:‏ مَا تَرَوْنَهُ يَحِلُّ لِي مِنْ مَالِ اللهِ‏؟‏ أَوْ قَالَ‏:‏ مِنْ هَذَا الْمَالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنَّا، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ ثُمَّ سَأَلَنَا فَقُلْنَا لَهُ مِثْلَ قَوْلِنَا الأَوَّلِ، فَقَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَا أَسْتَحِلُّ مِنْهُ‏:‏ مَا أَحُجُّ وَأَعْتَمِرُ عَلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَحُلَّتِي فِي الشِّتَاءِ، وَحُلَّتِي فِي الصَّيْفِ، وَقُوتُ عِيَالِي شِبَعُهُمْ، وَسَهْمِي فِي الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي يَحُجُّ عَلَيْهِ وَيَعْتَمِرُ بَعِيرًا وَاحِدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ، فَعَرَضَ لِعُمَرَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْمَالِ، فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَزَبَرَهُ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، ثُمَّ لَقِيَهُ عُمَرُ بَعْدُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ أَجِئْتَنِي لأُعْطِيَكَ مَالَ اللهِ‏؟‏ مَاذَا أَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتُهُ مَلِكًا خَائِنًا‏؟‏ أَفَلاَ كُنْتَ سَأَلْتَنِي مِنْ مَالِي، فَأَعْطَاهُ مِنْ مَالِهِ مَالاً كَثِيرًا، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ عَشَرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ قَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنَ لِتَعْجِزَ عَنْ مَؤُونَةِ أَهْلِي، وَقَدْ شُغِلْتُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَأَتَحَرَّفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي أُمُورٍ، وَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، تَبِعَهُ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَأَلْجَؤُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ، فَوَاللهِ لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلاَ جَبَانًا، وَلاَ كَذَّابًا‏.‏

باب الصَّدَقَةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَصَدَّقَ بِطَيِّبٍ تَقَبَّلَهَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَخَذَهَا بيمينه ورباها كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ، أَوْ فَصِيلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي يَدِ اللهِ، أَوْ قَالَ‏:‏ فِي كَفِّ اللهِ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، فَتَصَدَّقُوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ‏:‏ كَانَتْ لِي مِئَةُ أُوقِيَّةٍ، فَأَنْفَقْتُ مِنْهَا عَشْرَ أَوَاقٍ، وَقَالَ الآخَرُ‏:‏ كَانَتْ لِي مِئَةُ دِينَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ، وَقَالَ الآخَرُ‏:‏ كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنْتُمْ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ‏.‏

باب النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَالْجَنَّةُ أَبْوَابٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ، فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ مَا شَيْءٌ أَجْهَدُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ مَالٍ أَنْفَقَهُ فِي حَقٍّ، أَوْ صَلاَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ أُبْدِعَ بِي، فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا عِنْدِي شَيْءٌ، وَلَكِنِ ايِتِ فُلاَنًا، فَاسْأَلْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْمِلَكَ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَحَمَلَهُ ثُمَّ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ حَمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ الْيَدُ الْمُنْطِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى‏.‏

باب إِحْصَاءِ الصَّدَقَةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَالِي شَيْءٌ إِلاَّ مَا يُدْخِلُ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ أَفَأُنْفِقُ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْفِقِي، وَلاَ تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكِ‏.‏

وَصِيَّةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيْنَا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ هَذَا تُعْطِي مَا عِنْدَكَ، وَلاَ تَتَكَلَّفُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ‏:‏ أَنْفِقْ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، حِينَ طُعِنَ قَالَ‏:‏ أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي خَيْرًا، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ خَيْرًا، أَنْ يَعْرِفَ حُقُوقَهُمْ، وَأَنْ يُنزِلَهُمْ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلُ خَيْرًا، أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَمِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَبَيْتُ الْمَالِ، وَلاَ يَرْفَعُ فَضْلَ صَدَقَاتِهِمْ إِلاَّ بِطِيبِ أَنْفُسِهِمْ، وَأُوصِيهِ بَأَعْرَابِ الْبَادِيَةِ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ، أَنْ تُؤْخَذَ صَدَقَاتُهُمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ خَيْرًا، أَلاَّ يُكَلِّفَهُمْ إِلاَّ طَاقَتَهُمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ يَفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ‏.‏

باب حَدِيثِ أَهْلِ الْكِتَابِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَبَا نَمَلَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَمُرَّ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَكَلَّمُ هَذِهِ الْجِنَازَةُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ‏:‏ إِنَّهَا تَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ، وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا‏:‏ آمَنَّا‏.‏ إِلَى ‏{‏وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ‏}‏، فَإِنْ كَانَ بَاطِلاً لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَهُوَ أَحْدَثُ الأَخْبَارِ باللهِ، وَقَدْ أَخْبَرَكُمُ اللَّهُ عَنِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهُمْ كَتَبُوا كِتَابًا بِأَيْدِيهِمْ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَبدَّلُوهَا، وَحَرَّفُوهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَاشتَرَوْا بِهَا ثَمَنًا قَلِيلاً، أَفَمَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ، فَوَاللهِ مَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الدِّينِ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ حَفْصَةَ، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ مِنْ قَصَصِ يُوسُفَ فِي كَتِفٍ، فَجَعَلَتْ تَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، فَقَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَتَاكُمْ يُوسُفُ وَأَنَا بَيْنَكُمْ فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ كِتَابًا، فَاسْتَمَعَهُ سَاعَةً، فَاسْتَحْسَنَهُ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ‏:‏ أَتَكْتُبُ لِي مِنْ هَذَا الْكِتَابِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَاشْتَرَى أَدِيمًا فَهَنَّاهُ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَيْهِ فَنَسَخَهُ لَهُ فِي ظَهْرِهِ وَبَطْنِهِ، ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَوَّنُ، فَضَرَبَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِيَدِهِ الْكِتَابَ، وَقَالَ‏:‏ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَلاَ تَرَى وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ الْيَوْمِ وَأَنْتَ تَقْرَأُ عَلَيْهِ هَذَا الْكِتَابَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ‏:‏ إِنَّمَا بُعِثْتُ فَاتِحًا وَخَاتَمًا، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ وَفَوَاتِحَهُ، فَلاَ يُهْلِكَنَّكُمُ الْمُشْرِكُونَ‏.‏

باب الْقَدَرِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ أَلأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَمْ لأَمْرٍ نَسْتَقْبِلُهُ استِقْبَالاً‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ لأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَفِيمَ الْعَمَلُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلٌّ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِالْعَمَلِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّا نَجْتَهِدُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ‏:‏ فِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ أَفِي شَيْءٍ نَأْتَنِفُهُ‏؟‏ أَمْ فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، قَالُوا‏:‏ فَفِيمَ الْعَمَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ كُلٌّ مُيَسَّرٌ قَالُوا‏:‏ الآنَ نَجْتَهِدُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ غُشِيَ عَلَيْهِ غَشْيَةً، ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ فِيهَا، فَخَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ‏:‏ أَغُشِيَ عَلَيَّ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتُمْ، إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالاَ‏:‏ أَلاَ تَنْطَلِقُ فَنُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الأَمِينِ‏؟‏ فَقَالَ مَلَكٌ آخَرُ‏:‏ أَرْجِعَاهُ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَتْ لَهُ السَّعَادَةُ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتِّعُ اللَّهُ بِهِ بَنِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فَعَاشَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ هُنَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ‏:‏ إِذَا خَلَقَ اللَّهَ النَّسَمَةَ، قَالَ مَلَكُ الأَرْحَامِ مُعْرِضًا‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى‏؟‏ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ‏؟‏ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ فِي ذَلِكَ‏.‏

– قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لآدَمَ‏:‏ أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَدْخَلْتَ ذُرِّيَّتَكَ النَّارَ‏؟‏ فَقَالَ آدَمُ‏:‏ يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَبِكَلاَمِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَهَلْ وَجَدْتَ أَنِّي أَهْبِطُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَحَجَّهُ آدَمُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى‏:‏ أَنْتَ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ‏:‏ أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ قَبْلَ أَنْ أَفْعَلَهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ، قَالَ‏:‏ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالاَ‏:‏ لَقِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِبْلِيسَ فَقَالَ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُكَ إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَكَ‏؟‏ فَقَالَ إِبْلِيسُ‏:‏ فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ هَذَا الْجَبَلِ، فتَرَدَّ مِنْهُ، فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لاَ‏؟‏ قَالَ ابْنُ طَاوُوسٍ‏:‏ عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ‏:‏ لاَ يُجَرِّبُنِي عَبْدِي، فَإِنِّي أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْعَبْدَ لاَ يَبْتَلِي رَبَّهُ، وَلَكُنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ، قَالَ‏:‏ فَخَصَمَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ثَلاَثَةَ صُفُوحٍ فِي كُلِّ صَفْحٍ مِنْهَا كِتَابٌ، وَفِي الصَّفْحِ الأَوَّلِ‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ صُغْتُهَا يَوْمَ صُغْتُ الشَّمْسَ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلاَكٍ حفًّا، وَبَارَكْتُ لأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، وَفِي الصَّفْحِ الثَّانِي‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ، وَفِي الثَّالِثِ‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حِبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ‏:‏ إِنَّ نَاسًا عِنْدَنَا يَقُولُونَ‏:‏ إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَدَرٍ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ‏:‏ إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمْ‏:‏ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لَكُمْ‏:‏ إِنَّهُ مِنْكُمْ بَرِيءٌ وَأَنْتُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ‏:‏ إِنَّ الشَّرَّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ هَذِهِ الآيَةُ‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا‏}‏ حَتَّى ‏{‏فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ‏:‏ خَرَجْنَا عَلَى جِنَازَةٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي الْبَقِيعِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِيَدِهِ مِخْصَرَةٌ، فَجَاءَ فَجَلَسَ، ثُمَّ نَكَثَ بِهَا فِي الأَرْضِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ، أَوِ النَّارِ، وَإِلاَّ قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيدَةً قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَنَدَعُ الْعَمَلَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنِ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى‏}‏‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ اجْتَنِبُوا الْكَلاَمَ فِي الْقَدَرِ، فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيهِ يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ‏:‏ الْهَدْي وَالْكَلاَمُ، فَأَحْسَنُ الْكَلاَمِ كَلاَمُ اللهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلاَ إِيَّاكُمْ وَالْمُحَرَّمَاتِ وَالْبِدَعَ، فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلاَلَةٌ، أَلاَ لاَ يَطُولُ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، أَلاَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلاَ إِنَّ الْبَعِيدَ مَا لَيْسَ بِآتٍ، أَلاَ إِنَّ ال شَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، أَلاَ وَإِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلاَ وَإِنَّ الْكَذِبَ لاَ يَصْلُحُ فِي جِدٍّ وَلاَ هَزْلٍ، وَلاَ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ صَبِيَّهُ ثُمَّ لاَ يُنْجِزُ لَهُ، أَلاَ وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ‏:‏ صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ‏:‏ كَذَبَ وَفَجَرَ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا، وَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالْعِضَةَ، أَتَدْرُونَ مَا الْعِضَةُ‏؟‏ النَّمِيمَةُ، وَنَقْلُ الأَحَادِيثِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سَلْمَانَ، قَالَ‏:‏ أَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ خَدَمٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ مَا يُعْجَبُونَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ وَأَكْرِمْ بِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الإِيمَانِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ يَجِدُ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ‏:‏ تَرْكُ الْمِرَاءِ فِي الْحَقِّ، وَالْكَذِبُ فِي الْمُزَاحَةِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، رَجُلٌ مِنَ الأَسْدِ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ سَلْمَانَ‏:‏ كَيْفَ الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ يَعْلَمَ الرَّجُلُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، فَذَلِكَ الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ لَمَّا رُمِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يَوْمَ الْجَمَلِ جَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ صَدْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا‏}‏‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ الآجَالُ، وَالأَرْزَاقُ، وَالْبَلاَءُ، وَالْمَصَائِبُ، وَالْحَسَنَاتُ بِقَدَرٍ مِنَ اللهِ، وَالسَّيِّئَاتُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَمِنَ الشَّيْطَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ‏:‏ ‏{‏فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا‏}‏‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ فَقُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ‏:‏ كَيْفَ تُحَدِّثُ بِهَذَا وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْنَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، وَأَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُ عِيَالِي فَهُوَ لَهُمْ حَلاَلٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي كُلَّهُمْ حُنَفَاءَ، فأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي حَتَّى يَدْعُوهُ خُبْزَةً، فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَقَدْ أَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ يُنْفَقْ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نُمْدِدْكَ بِخَمْسَةِ أَمْثَالِهِمْ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ‏:‏ إِمَّام مُقْسِطٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ غَنِيُّ عَفِيفٌ مُتَصَدِّقٌ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ‏:‏ الضَّعِيفُ الَّذِي لاَ زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لاَ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً، وَرَجُلٌ إِنْ أَصْبَحَ أَصْبَحَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَرَجُلٌ لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ ذَهَبَ بِهِ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ، قَالَ‏:‏ وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكِلِ النَّاسَ إِلَى الْقَدَرِ وَإِلَيْهِ يَعُودُونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، ألَيْسُوا أَوْلاَدَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ‏:‏ إِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، إِنَّ اسْتِعْمَالَكَ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى عُمَانَ كَانَ مِنَ الْخَطَايَا الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وقَدَّرَ أَنْ تُبْتَلَى بِهَا‏.‏

– قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَاَ مَعْمَرٌ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبِي، أَنَّ أَبَا الْمِقْدَامِ، قَالَ لِوَهْبٍ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ جَالَسْتُكَ، وَقُلْتَ فِي الْقَدِيمِ‏:‏ جَالَسْتُ عَطَاءً، وَمُجَاهِدًا فَخَالَفُوكَ، قَالَ‏:‏ كُلٌّ مُصِيبٌ، هَؤُلاَءِ نَزَّهُوا اللَّهَ، وَهَؤُلاَءِ غَضِبُوا لِلَّهِ، وأخْطَأُوا فِي التَّفْسِيرِ‏.‏

– عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ‏:‏ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَقُولُ‏:‏ اكْتُبْ أَجَلَهُ وَعَمَلَهُ، وَشَقِيُّ، أَوْ سَعِيدٌ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَكُونَ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَكُونَ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ‏.‏

– عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ فِطْرٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، وَكَانُوا قَبْضَتَيْنِ، فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ‏:‏ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ، وَقَالَ لِمَنْ فِي الأُخْرَى‏:‏ ادْخُلُوا النَّارَ وَلاَ أُبَالِي، فَذَهَبَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏.‏

– عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ‏:‏ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، قَالَتْ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، طُوبَى لِهَذَا، لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا، وَلَمْ يَدْرِهِ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ‏:‏ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ‏:‏ اجْتَمَعْنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ فَقُلْتُ‏:‏ لَوْ حَرَسْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ مُحَارِبٌ وَلاَ نَأْمَنُ أَنْ يُغْتَالَ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْرُسُهُ عِنْدَ بَابِ حُجْرَتِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ‏:‏ مَا شَأْنُكُمْ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ حَرَسْنَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَخَشِينَا أَنْ تُغْتَالَ فَحَرَسْنَاكَ، فَقَالَ‏:‏ أَمِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُونِي أَمْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ لاَ، بَلْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، وَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْرُسَكَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُ لاَ يَكُونُ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُقَدَّرَ فِي السَّمَاءِ، وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَدْفَعَانِ عَنْهُ، وَيَكْلآنِهِ حَتَّى يَجِيءَ قَدَرُهُ، فَإِذَا جَاءَ قَدَرُهُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَدَرِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لأَبِي مُوسَى‏:‏ وَدِدْتُ أَنِّي أَجِدُ مَنْ أُخَاصِمُ إِلَيْهِ رَبِّي، فَقَالَ أَبُو مُوسَى‏:‏ أَنَا، فَقَالَ عَمْرٌو‏:‏ أَيُقَدِّرُ عَلَيَّ شَيْئًا وَيُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو مُوسَى‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ لِمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لأَنَّهُ لاَ يَظْلِمُهُ، فَقَالَ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعَقِيلِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ‏:‏ ابْنَ آدَمَ، لَمْ تُوَكَّلْ إِلَى الْقَدَرِ وَإِلَيْهِ تَصِيرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ طَاوُوسٍ، وَعِنْدَهُ ابْنٌ لَهُ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ‏:‏ صَالِحٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ فَتَنَبَّهَ، فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُوسٍ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَقَالَ لاِبْنِهِ‏:‏ أَدْخِلْ أَصَابِعَكَ فِي أُذُنَيْكَ وَاشْدُدْ، فَلاَ تَسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ شَيْئًا فَإِنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عِمْرَانَ، صَاحِبٍ لَهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ عَنِ النَّارِ إِلاَّ قَدْ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ، وَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهَا لاَ تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ أَقْصَى رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لاَ يُدْرِكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الْقَدَرِ، فَقَالَ‏:‏ مَا قَدَّرَ اللَّهُ فَقَدْ قَدَّرَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَوَانَا عَلَى سِوَاكَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْهَوَى كُلَّهُ ضَلاَلَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عُصِمَ مِنَ الْهَوَى، وَالْغَضَبِ، وَالطَّمَعِ‏.‏

باب الإِيمَانِ وَالإِسْلاَمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ‏:‏ مَا الإِثْمُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ فَدَعْهُ، قَالَ‏:‏ فَمَا الإِيمَانُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَاتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الإِيمَانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ قَالَ‏:‏ بِضْعَةٌ وَسِتُّونَ، بَابًا، أَفْضَلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَصْغَرُهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي سَفَرٍ، فَلَقِيَ رَكْبًا فَقُلْنَا‏:‏ مَنِ الْقَوْمُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ فَهَلاَّ قَالُوا‏:‏ نَحْنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الإِسْلاَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِيمَانُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الإِيمَانُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْهِجْرَةُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الْهِجْرَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْجِهَادُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الْجِهَادُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثُمَّ عَمَلاَنِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ إِلاَّ مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا‏:‏ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبِي إِذَا قِيلَ لَهُ‏:‏ أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آمَنْتُ باللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، لاَ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ إِلَى أَبِي رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتَ أَخِي، قَالَ‏:‏ أَمِنَ بَيْنَ عِبَادِ اللهِ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏{‏لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ‏}‏ حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ أَنْتَفِعُ بِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْ‏:‏ آمَنْتُ باللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا أَخْوَفُ مَا تَتَخَوَّفُ عَلَيَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي سُلَيْمَانَ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ فَقَدْ هَلَكَ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اقْضِ الصَّلاَةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَحِجَّ الْبَيْتَ، وَصُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وانْزِلْ مِنْ قَوْمِكَ حَيْثُ أَحْبَبْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ الْمُسْلِمُ، لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ مَا أَنْتَ يَا حَارِثُ بْنَ مَالِكٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُؤْمِنٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ مُؤْمِنٌ حَقًّا‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُؤْمِنٌ حَقًّا، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَزَفَتْ نَفْسِي مِنَ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِيَلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي حِينَ يُجَاءُ بِهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مُؤْمِنٌ نُوِّرَ قَلْبُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ مَا جِئْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ بِعَدَدِ أَصَابِعِي هَذِهِ أَلاَّ أَتَّبِعَكَ وَلاَ أَتَّبِعَ دِينَكَ، وَإِنِّي أَتَيْتُ امْرَءًا لاَ أَعْقِلُ شَيْئًا إِلاَّ مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ باللهِ بِمَا بَعَثَكَ رَبُّكَ إِلَيْنَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ‏:‏ بِالإِسْلاَمِ ثُمَّ بِالإِسْلاَمِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا آيَةُ الإِسْلاَمِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتُفَارِقُ الشِّرْكَ، وَأَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ عَمَلاً، إِنَّ رَبِّي دَاعِيَّ وَسَائِلِي‏:‏ هَلْ بَلَّغْتُ عِبَادَهُ، فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، وَإِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفَدَّمٌ عَلَى أَفْوَاهِكُمْ بِالْفِدَامِ، فَأَوَّلُ مَا يُنْبِئُ عَنِ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَذَا دِينُنَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ، وَإِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ وَعَلَى أَقْدَامِكُمْ وَرُكْبَانًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ مَا أَحَدٌ أَقَرُّ عَيْنًا مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَبَيِّنِ الإِيمَانِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ السَّلاَمَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ‏.‏

باب بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ بَعْضِ بَنِي رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ حُسْنُ الْمَلَكَةِ نَمَاءٌ، وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَالْبِرُّ زِيَادَةٌ فِي الْعُمْرِ، وَالصَّدَقَةُ تَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كَذَلِكَ الْبِرُّ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّ مُوسَى قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، بِمَاذَا أَبَرُّكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَرَّ وَالِدَيْكَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبَرُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُمَّكَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَبَرُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبَاكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ لاَ تُشْرِكْ باللهِ شَيْئًا وَإِنْ حُرِّقْتَ، أَوْ نُصِّفْتَ، قَالَ‏:‏ زِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ بَرَّ وَالِدَيْكَ، وَلاَ تَرْفَعْ عِنْدَهُمَا صَوْتَكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا، قَالَ‏:‏ زِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَشْرَبِ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، قَالَ‏:‏ زِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَدِّبْ أَهْلَكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ مِنْ طَوْلِكَ، وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ، أَخِفْهُمْ فِي ذَاتِ اللَّهِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ يَعْنِي بِالْعَصَا‏:‏ اللِّسَانَ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ‏:‏ عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَبَايَعُوهُ وَأَسْلَمُوا قَالَ‏:‏ مَا فَعَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْكُمْ تُدْعَى كَذَا وَكَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ تَرَكْنَاهَا فِي أَهْلِهَا، قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهَا، قَالُوا‏:‏ بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِبِرِّهَا وَالِدَتَهَا، قَالَ‏:‏ كَانَتْ لَهَا أُمٌّ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَجَاءَهُمُ النَّذِيرُ أَنَّ الْعَدُوَّ يُرِيدُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ، فَارْتَحِلُوا لِتَلْحَقُوا بِعَظِيمِ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهَا مَا تَحْتَمِلُ عَلَيْهِ فَعَمَدَتْ إِلَى أُمِّهَا، فَجَعَلَتْ تَحْمِلُهَا عَلَى ظَهْرِهَا، فَإِذَا أَعْيَتْ وَضَعَتْهَا، ثُمَّ ألْزَقَتْ بَطْنَهَا بِبَطْنِ أُمِّهَا وَجَعَلَتْ رِجْلَيْهَا تَحْتَ رِجْلَيْ أُمِّهَا مِنَ الرَّمْضَاءِ حَتَّى نَجَتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَدَّ رَجُلاً مِنَ الطَّرِيقِ أَرَادَ الْغَزْوَ بِغَيْرِ إِذْنِ أَبَوَيْهِ قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبُوهُ حِينَ خَرَجَ قَدْ قَالَ قَوْلاً، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، قَالَ‏:‏

تَرَكْتَ أَبَاكَ مُرْعِشَةً يَدَاهُ *** وَأُمَّكَ مَا تُسِيغُ لَهَا شَرَابَا

أَتَاهُ مُهَاجِرَانِ تَكَنَّفَاهُ *** لِيَتْرُكَ شِيخَةً خَطِئَا وخَابَا

إِذَا يَبْكِي الْحَمَامُ بِبَطْنِ وَجٍّ *** عَلَى بَيْضَاتِهِ دَعَيَا كِلاَبَا

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ هَذَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ أَنَّ فَتًى يُقَالُ لَهُ‏:‏ جُرَيْجٌ كَانَ فِي صَوْمَعَةٍ يَتَرَهَّبُ فِيهَا، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ الصَّلاَةُ أَحَقُّ وَالصَّلاَةُ آثَرُ، فَلَمْ يُجِبْهَا، ثُمَّ جَاءَتْهُ الثَّانِيَةَ فَكَذَلِكَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَغَضِبَتْ، فَقَالَتْ‏:‏ لاَ أَمَاتَنِي اللَّهُ حَتَّى أَرَاكَ مَعَ الْمُومِسَاتِ، تَعْنِي مَعَ الزُّنَاةِ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَ رَاعِي غَنَمٍ يَوْمًا فَاسْتَظَلَّ فِي صَوْمَعَتِهِ، ثُمَّ مَرَّتْ جَارِيَةٌ هِنْدِيَّةٌ فَقَامَ إِلَيْهَا الرَّاعِي فَوَطِئَهَا، فَحَمَلَتْ، فَسَأَلُوهَا فَقَالَتْ‏:‏ مِنَ الرَّاهِبِ، فَذَهُبُوا إِلَيْهِ فَكَلَّمُوهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَرَادُوا أَنْ يَهْدِمُوا صَوْمَعَتَهُ فَكَلَّمَهُمْ، وَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَالُوا‏:‏ يَا مُرَائِي، هَذِهِ الْجَارِيَةُ قَدْ حَمَلَتْ مِنْكَ، فَعَرَفَ أَنَّهَا دَعْوَةُ أُمِّهِ، فَقَالَ‏:‏ دَعُونِي أُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى بَطْنِهَا وَإِنَّهُمْ لَوَاقِفُونَ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَبُوكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَاعِي آلِ فُلاَنٍ، قَالَ‏:‏ فَنَجَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا مِنْ أَحَدٍ يَكُونُ لَهُ وَالِدَانِ، أَوْ وَاحِدٌ فَيَبِيتَانِ عَلَيْهِ سَاخِطَيْنِ إِلاَّ فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ‏:‏ وَإِنْ ظَلَمَاهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ ظَلَمَاهُ قَالَ‏:‏ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا فَكَذَلِكَ‏.‏

باب عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلاَ مَنَّانٌ، وَلاَ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلاَ مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ، وَلاَ مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ‏:‏ مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ نَزَعَ تُخُومَ الأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ صَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ، أَوْ ضَالَّ سَائِلاً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ رَجُلٌ كَعْبًا عَنِ الْعُقُوقِ، مَا تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللهِ مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ لَمْ يُبْرِرْهُ، وَإِنْ سَأَلَهُ لَمْ يُعْطِهِ، وَإِذَا ائْتَمَنَهُ خَانَهُ، فَذَلِكَ الْعُقُوقُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْوَاسِطِيِّ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ، يَعْنِي الأَعْلاَمَ‏.‏

باب مَنْ يُوَقَّرُ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُوَقَّرَ أَرْبَعَةٌ‏:‏ الْعَالِمُ، وَذُو الشَّيْبَةِ، وَالسُّلْطَانُ، وَالْوَالِدُ، قَالَ‏:‏ وَيُقَالُ‏:‏ إِنَّ مِنَ الْجَفَاءِ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ وَالِدَهُ بِاسْمِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَأَى رَجُلاً يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا مِنْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبِي، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَمْشِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ تَجْلِسْ حَتَّى يَجْلِسَ، وَلاَ تَدْعُهُ بِاسْمِهِ، وَلاَ تَسْتَسِبَّ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَنَّ لُقْمَانَ قَالَ لاِبْنِهِ‏:‏ يَا بُنَيَّ، لاَ تَرْغَبْ فِي وُدِّ الْجَاهِلِ، فَيَرَى أَنَّكَ تَرْضَى عَمَلَهُ، وَلاَ تَتَهَاوَنْ بِمَقْتِ الْحَكِيمِ فَيَزْهَدُ فِيكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَسْنَدَ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ مِنْ تَعْظِيمِ جَلاَلِ اللهِ أَنْ يُوَقَّرَ ذُو الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلاَمِ‏.‏

باب مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا شَاكٍ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَإِنَّهُ آخِرُ ثَلاَثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ الزُّبَيْرُ بِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ‏:‏ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ‏:‏ وَآبَاؤُنَا‏؟‏ فَيُقَالُ لَهُمْ فِي الثَّالِثَةِ‏:‏ وَآبَاؤُكُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ لأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ، فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ غَطَّتْهُ أُمُّهُ بِثَوْبٍ، فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ أَمْسَى ابْنِي الْيَوْمَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَمْسَى هَادِئًا، فَتَعَشَّى، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ‏:‏ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَعَارَكَ عَارِيَةً ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْكَ، إِذًا جَزِعْتَ، قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَتْ‏:‏ فَإنَّ اللَّهَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَأَخَذَهَا مِنْكَ، قَالَ‏:‏ فَغَدَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا وَقَدْ كَانَ أَصَابَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا قَالَ‏:‏ فَوَلَدَتْ غُلاَمًا كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، فَذُكِرَ، أَنَّهُ كَانَ خَيْرَ أَهْلِ زَمَانِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ مَاتَ ابْنٌ لِدَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ مَا كَانَ يَعْدِلُ عِنْدَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ذَهَبًا، قِيلَ‏:‏ فَإِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، أَوْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ‏:‏ مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الَّذِي لاَ وَلَدَ لَهُ، قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي لاَ فَرَطَ لَهُ، قَالَ‏:‏ فَمَا تَعُدُّونَ الْعَائِلَ فِيكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ، قَالَ‏:‏ لاَ وَلَكِنَّهُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ خَيْرًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَسَنًا، وَحُسَيْنًا، فَجَعَلَ هَذَا عَلَى هَذَا الْفَخِذِ، وَهَذَا عَلَى هَذَا الْفَخِذِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحَسَنِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا‏.‏

ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْوَلَدَ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَجْهَلَةٌ‏.‏

باب الْحَيَاءِ وَالْفُحْشِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ أَتَى رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بِئْسَ أَخُو الْقَوْمِ، وَابْنُ الْعَشِيرَةِ هَذَا وَقَالَتْ‏:‏ فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَحَدَّثَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ‏:‏ قُلْتَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا قُلْتَ ثُمَّ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ، أَوْ قَالَ‏:‏ لِفُحْشِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ، وَلاَ كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ الْمُتَعَفِّفَ، وَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ مِنَ الْحَيَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعْهُ فَإنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مِنَ الإِيمَانِ‏:‏ الْحَيَاءُ، وَالْعَفَافُ، وَالْعِيُّ‏:‏ عِيُّ اللِّسَانِ لاَ عِيُّ الْقَلْبِ، وَلاَ عِيُّ الْعَمَلِ، وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ، وَيَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يَزِدْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَثَلاَثٌ مِمَّا يَنْقُصْنَ مِنَ الآخِرَةِ وَيَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا‏:‏ الْفُحْشُ، وَالشُّحُّ وَالْبَذَاءُ، وَمَا يَنْقُصْنَ مِنَ الآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ حَيِيًّا، وَمَا فَتَاةٌ فِي خِدْرِهَا بِأَشَدَّ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الأُمُورِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنَ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِلاَّ قَوْلَ الرَّجُلِ‏:‏ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ‏.‏

باب حُسْنِ الْخُلُقِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَمَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ الصَّائِمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَفْضَلُ مَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْخُلُقُ الْحَسَنُ، قَالَ‏:‏ فَمَا شَرُّ مَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرَى عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي نَادِي الْقَوْمِ فَلاَ تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا يُحِبُّونَ، وَزَايِلُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ، وَجِدُّوا مَعَ الْعَامَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا الْمُوَطَّؤُونَ أكْنَافُهُمْ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بأبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَأبعدِكُمْ مِنِّي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْنَا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْمُتَكَبِّرُونَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلاَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ‏؟‏ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلاً، قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَحَبُّكُمْ إِلَيَّ أَحَبُّكُمْ إِلَى النَّاسِ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بأبْغَضِكُمْ إِلَيَّ‏؟‏ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُسَمِّي رَجُلاً قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ أبْغَضُكُمْ إِلَيَّ أبْغَضُكُمْ إِلَى النَّاسِ‏.‏

– عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ ذِي عَكَرٍ مِنَ الإِبِلِ، وَهِيَ سِتُّونَ، أَوْ سَبْعُونَ، أَوْ تِسْعُونَ إِلَى مِئَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، فَلَمْ يُنْزِلْهُ وَلَمْ يُضِفْهُ، وَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ بِشُوَيْهَاتٍ، فأنْزَلَتْهُ وَذَبَحَتْ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لَهُ عَكَرٌ مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، مَرَرْنَا بِهِ فَلَمْ يُنْزِلْنَا وَلَمْ يُضِفْنَا، وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِنَّمَا لَهَا شُوَيْهَاتٌ أنْزَلَتْنَا وَذَبَحَتْ لَنَا، إِنَّمَا هَذِهِ الأَخْلاَقُ بِيَدِ اللهِ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا حَسَنًا مَنَحَهُ‏.‏

– قَالَ‏:‏ وَقَالَ عَمْرٌو‏:‏ سَمِعْتُ طَاوُوسًا يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّمَا يَهْدِي إِلَى أَحْسَنِ الأَخْلاَقِ اللَّهُ، وَإِنَّمَا يَصْرِفُ مِنْ أَسْوئِهَا هُوَ‏.‏

– قَالَ‏:‏ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَيْضًا، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ‏.‏

باب الْوَبَاءِ وَالطَّاعُونِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ رِجْزٌ أَهْلَكَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ، وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ فِي الأَرْضِ شَيْءٌ يَجِيءُ أَحْيَانًا وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِأَرْضٍ فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلاَ تَأْتُوهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ الشَّامَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فأَخْبَرَوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، قَالَ‏:‏ فَاسْتَشَارَ النَّاسَ فَأَشَارَ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصَارُ أَنْ يَمْضِيَ، وَقَالُوا‏:‏ قَدْ خَرَجْنَا لأَمْرٍ وَلاَ نَرَى أَنْ نَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ‏:‏ مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَرَى هَذَا الرَّأْيَ أَنْ نَخْتَارَ دَارَ الْبَلاَءِ عَلَى دَارِ الْعَافِيَةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا، فَجَاءَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فُرَّارًا مِنْهُ، قَالَ‏:‏ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصِبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ لَهُ‏:‏ أَرَأَيْتَ لَوْ رَعَى الْجَدْبَةَ وَتَرَكَ الْخَصِبَةَ أَكُانَتْ مُعَجِّزَةً‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَسِرْ إِذًا، قال‏:‏ فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَقَالَ‏:‏ هَذَا الْمَحَلُّ وَهَذَا الْمَنْزِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَجَعَ بِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ مِنْ سَرْغٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً مَاتَ فِي بَعْضِ الأَرْيَافِ مِنَ الطَّاعُونِ، فَفَزِعَ لَهُ النَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ‏:‏ فَإِنِّي أَرْجُو أَلاَّ تَطْلُعَ إِلَيْنَا بَقَايَاهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشًا إِلَى الشَّامِ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمُ الشَّهَادَةَ طَعْنًا وَطَاعُونًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَيْسَانَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَرْضًا عِنْدَنَا يُقَالُ لَهَا‏:‏ أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ رِيفِنَا وَمِيرَتِنَا، وَهِيَ وَبِئَةٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ وَبَاؤُهَا شَدِيدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعْهَا عَنْكَ، فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ عَجِبْتُ لتَاجِرِ هَجَرَ، وَرَاكِبِ الْبَحْرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ وَقَعَ طَاعُونٌ بِالشَّامِ فِي عَهْدِ عُمَرَ، فَكَانَ الرَّجُلُ لاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ بِنَاقَتِهِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَهُوَ أَمِيرُ الشَّامِ يَوْمَئِذٍ‏:‏ تَفَرَّقُوا مِنْ هَذَا الرِّجْزِ فِي هَذِهِ الْجِبَالِ وَهَذِهِ الأَوْدِيَةِ، وَقَالَ شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ‏:‏ بَلْ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ هَذَا لأَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَسَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِنْ هَذَا الْبَلاَءِ، قَالَ‏:‏ فَطُعِنَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَاتَتَا، ثُمَّ طُعِنَ ابْنٌ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ ‏{‏الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ‏}‏، فَقَالَ‏:‏ ‏{‏سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ‏}‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَاتَ ابْنُهُ ذَلِكَ، فَدَفَنَهُ ثُمَّ طُعِنَ مُعَاذٌ فَجَعَلَ يُغْشَى عَلَيْهِ فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ‏:‏ رَبِّ غُمَّنِي غَمَّكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَفَاقَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَبْكِي عِنْدَهُ، قَالَ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَمَا وَاللهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا أطْمَعُ أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُصِيبُ مِنْكَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَبْكِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ لاَ يَذْهَبُ وَالْتَمِسْهُ مِنْ حَيْثُ التَّمَسَهُ خَلِيلُ اللهِ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَالْتَمِسِ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ‏:‏ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَإِنْ أعْيَوْكَ فَالنَّاسُ أَعْيَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَاتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ مَرَّ شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا مِنَ الْقَرْيَةِ، فَضَرَبُوا فَسَاطِيطَهُمْ فَقَالَ‏:‏ مَا شَأْنُهُمْ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ فَرُّوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّا وَإِيَّاهُمْ لَعَلَى بِسَاطٍ وَاحِدٍ، وَأَنَا وَإِيَّاهُمْ مِنْ ذِي حَاجَةٍ لَقَرَيبٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ بَيْتٌ بِرُكْبَةَ إِنَّمَا مِنْ خَمْسِينَ بَيْتًا بِالشَّامِ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ حِينَ وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ مَرَّةً، فَأَلَمَّ أَنْ يُفْنِيَهُمْ، حَتَّى قَالَ النَّاسُ‏:‏ هَذَا الطُّوفَانُ، فَأَذَّنَ مُعَاذٌ بِالنَّاسِ‏:‏ أَنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَجْعَلُوا رَحْمَةَ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةَ نَبِيِّكُمْ كعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، أَمَا إِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ بِحَدِيثٍ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّي أَبْقَى فِيكُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ وَلَكِنْ خَمْسٌ مَنْ أَدْرَكَهُنَّ مِنْكُمْ وَاسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ‏:‏ أَنْ يَكْفُرَ امْرُؤٌ بَعْدَ إِيمَانِهِ، أَوْ يَسْفِكَ دَمًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يُعْطَى الْمَرْءُ مَالَ اللهِ عَلَى أَنْ يَكْذِبَ وَيَفْجُرَ، وَأَنْ يَظْهَرَ الْمُلاَعِنُ، وَأَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ‏:‏ لاَ أَدْرِي مَا أَنَا إِنْ مِتُّ وَإِنْ أَنَا حَيِيتُ، يَعْنِي‏:‏ الْمُلاَعِنَ أَنْ يُلاَعِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ‏.‏

مَا وُصِفَ مِنَ الدَّوَاءِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ ابْنَةِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّةِ، قَالَتْ‏:‏ جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلاَمَ تَدْغَرْنَ أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذِهِ الْعِلاَقِ، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، يَعْنِي الْقُسْطَ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيَّهَا، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَكُنِ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ يَأْكُلَ الطَّعَامَ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَمَضَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَيُسَعَّطُ لِلْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ لِذَاتِ الْجَنْبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِلشُّونِيزِ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ، يُرِيدُ الْمَوْتَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ أَبَا قِلاَبَةَ كَتَبَ كِتَابًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءٍ، وَسَقَاهُ رَجُلاً كَانَ بِهِ وَجَعٌ يَعْنِي الْجُنُونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمَأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ‏.‏

وَالْكَمَأَةُ‏:‏ شَحْمَةُ الأَرْضِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ التِّرْيَاقِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَخُوهُ اشْتَكَى بَطْنَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اسْقِ أَخَاكَ عَسَلاً فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ‏:‏ مَا زَادَ إِلاَّ شِدَّةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اسْقِ أَخَاكَ عَسَلاً، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَدَقَ الْقُرْآنُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، قَالَ‏:‏ فَسَقَاهُ عَسَلاً فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ‏.‏

صِبَاغُ وَنَتْفُ الشَّعْرِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرَ هَذَا الشَّعْرَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لاَ تَصْبُغُ فَخَالِفُوهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَصْبَاغِ، فأحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا يَعْنِي أسْودَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ‏:‏ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، عَنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَأَنَّ عُمَرَ خَضَبِ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ بَيْضَاءُ، فَقَالَ‏:‏ غَيِّروُهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ‏:‏ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى نُورٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي وَجْهِهِ فَيُطْفِئُهُ قَالَ أَيُّوبُ‏:‏ وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنِ الْوَسْمَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لاَ يَخْضِبُ، كَانَتْ لِحْيَتُهُ بَيْضَاءَ خُصَلاً‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ رُخِّصَ فِي صِبَاغِ الشَّعْرِ بِالسَّوَادِ لِلنِّسَاءِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ خَلاَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَنِ قَوْمٌ يَصْبُغُونَ بِالسَّوَادِ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يُغَلِّفُ بِالسَّوَادِ وَكَانَ قَصِيرًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ مَا عَدَدْتُ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ حَجَّامًا أَخَذَ مِنْ شَارِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ شَعْرَةً بَيْضَاءَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعْهَا كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَأْصِلَهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى الْمِنْبَرِ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، وَالرَّأْسِ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، عَنِ الصِّبَاغِ بِالسَّوَادِ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّهُ يَشْتَعِلُ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ نَارٌ يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ‏.‏

باب الأَمَانَةِ وَمَا جَاءَ فِيهَا

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثَلاَثٌ فِي الْمُنَافِقِ‏:‏ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ‏:‏ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَغُرَّنَّ صَلاَةُ امْرِئٍ، وَلاَ صِيَامُهُ، مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ صَلَّى، وَلَكِنْ لاَ دِينَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ‏:‏ يَا عَبْدَ اللهِ، دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَوَاللهِ لاَ يَدَعُ عَبْدٌ لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَيَجِدُ فَقْدَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا‏:‏ أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، فَقَرَؤُوا الْقُرْآنَ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهِمَا، فَقَالَ‏:‏ تُرْفَعُ الأَمَانَةُ فَيَنَامُ الرَّجُلُ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ وَقَدْ رُفِعَتِ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَبْقَى أَثَرُهَا كَالْوَكْتِ، أَوْ قَالَ‏:‏ كَالْمَجْلِ، أَوْ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَهُوَ يَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَتُرْفَعُ الأَمَانَةُ حَتَّى يُقَالَ‏:‏ إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا، وَإِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا، وَلَقَدْ رَاسَى حَدِيثًا وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ أُبَايِعُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ إِسْلاَمُهُ، وَإِنْ كَانَ مُعَاهَدًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا‏.‏

باب الْكَذِبِ وَالصِّدْقِ وَخُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَذْبَةَ، فَمَا تَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ نَمَى خَيْرًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْطَلَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، وَلاَ أَدْرِي مَا كَانَتْ تِلْكَ الْكَذْبَةُ، أَكَذَبَ عَلَى اللهِ أَمْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، أَلاَ إِنَّ الْبَعِيدَ لَيْسَ بِآتٍ، لاَ يَعْجَلُ اللَّهُ لَعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلاَ يَخِفُّ لأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللَّهُ لأَمَلِ النَّاسِ، يُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا، وَيُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ، لاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدَ اللَّهُ، وَلاَ مُبَعِّدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قَالَ غَيْرُ جَعْفَرٍ‏:‏ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ فَلاَ تُمِلُّوا النَّاسَ وَلاَ تُسْئِمُوهُمْ، فَإِنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ نَشَاطًا وَإِقْبَالاً، وَإِنَّ لَهَا سَآمَةً وَإِدْبَارًا، أَلاَ وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، أَلاَ وَإِنَّ الْكَذِبَ يَعُودُ إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَعُودُ إِلَى النَّارِ، أَلاَ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَعُودُ إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَعُودُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَاعْتَبِرُوا فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا إِلْفَانِ، يُقَالُ لِلصَّادِقِ‏:‏ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلاَ يَزَالُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَاذِبًا، أَلاَ وَإِنَّ الْكَذِبَ لاَ يَحِلُّ فِي جِدٍّ وَلاَ هَزْلٍ، وَلاَ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ صَبِيَّهُ ثُمَّ لاَ يُنْجِزَ لَهُ، أَلاَ وَلاَ تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ طَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ، وَابْتَدَعُوا فِي دِينِهِمْ، فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ مَحَالَةَ بِسَائِلِيهِمْ فَمَا وَافَقَ كِتَابَكُمْ فَخُذُوهُ، وَمَا خَالَفَهُ فَاهْدُوا عَنْهُ وَاسْكُتوا، أَلاَ وَإِنَّ أَصْغَرَ الْبُيُوتِ الْبَيْتُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللهِ شَيْءٌ، خَرِبٌ كَخِرَبِ الْبَيْتِ الَّذِي لاَ عَامِرَ لَهُ، أَلاَ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يَسْمَعُ فِيهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ‏:‏ أَنْتُمْ أَكْثَرُ صَلاَةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ، قَالُوا‏:‏ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ لِسَانَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، أَوْ‏:‏ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ كُلُّ خُلُقٍ يَطْوِي عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ إِلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ مَثَلُ الإِسْلاَمِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، فأصْلُهَا الشَّهَادَةُ، وَسَاقُهَا كَذَا، شَيْئًا سَمَّاهُ، وَثَمَرُهَا الْوَرَعُ، وَلاَ خَيْرَ فِي شَجَرَةٍ لاَ ثَمَرَ لَهَا، وَلاَ خَيْرَ فِي إِنْسَانٍ لاَ وَرَعَ لَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ يَصْدُقُ الْمُسْلِمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَا خَلاَ بِضَاعَتَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ عُصِمَ مِنَ الْهَوَى وَالطَّمَعِ وَالْغَضَبِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ لاَ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ أَنَّهُ كَذِبٌ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ‏:‏ الزَّوْجُ لاِمْرَأَتِهِ، وَالْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا فِي الْمَوَدَّةِ، وَالإِصْلاَحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَفِي الْحَرْبِ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ‏.‏

باب خُطْبَةِ الْحَاجَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْطُبَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ فَلْيَبْدَأْ وَلْيَقُلْ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَاتِ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏}‏، ‏{‏اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا‏}‏، ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا‏}‏‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ‏.‏

تَشْقِيقُ الْكَلاَمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنَ الأَنْصَارِ رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ كُلُّ حَدِيثٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعَقِيلِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً فِي بَعْضِ الأَمْرِ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَخَطَبَ خُطْبَةً دُونَ خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَامَ شَابٌّ فَتِيٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخُطْبَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَطَوَّلَ الْخُطْبَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْطُبُ حَتَّى قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هِيهِ قَطِ الآنَ، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ مُبَلِّغًا، وَإِنَّ تَشْقِيقَ الْكَلاَمِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، أَوْ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرٌ‏.‏

باب الاِسْتِخَارَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، كَانَ يَقُولُ فِي الاِسْتِخَارَةِ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دُنْيَايَ، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لِي، فَاقْدِرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، وَأَرْضِنِي بِهِ يَا رَحْمَانُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ فَرِحَ‏.‏‏.‏‏.‏ بِالْغُلاَمِ حِينَ وُلِدَ لَهُمَا، وَجَزِعَا عَلَيْهِ حِينَ مَاتَ، وَلَوْ عَاشَ كَانَ فِيهِ هَلَكَتُهُمَا، فَرَضِيَ امْرُؤٌ بِقَضَاءِ اللهِ، فَإِنَّ خِيرَةَ اللهِ لِلْمُؤْمِنِ فِيمَا يَكْرَهُ أَكْثَرُ مِنْ خِيرَتِهِ فِيمَا يُحِبُّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنِ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خُذِ الأَمْرَ بِالتَّدْبِيرِ، فَإِنْ رَأَيْتَ فِي عَاقِبَتِهِ خَيْرًا فَأَمْضِ، وَإِنْ خِفْتَ غَيًّا فَأَمْسِكْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ نَفَعَهُمْ، وَلاَ كَانَ الْخَرَقُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ ضَرَّهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الأَنَاةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ التَّفَهُّمَ فِي الْخَيْرِ زِيَادَةٌ وَرُشْدٌ، وَإِنَّ الرَّشِيدَ مَنْ رَشَدَ عَنِ الْعَجَلَةِ، وَإِنَّ الْخَائِبَ مَنْ خَابَ عَنِ الأَنَاةِ، وَإِنَّ الْمُتَثَبِّتَ مُصِيبٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُصِيبًا، وَإِنَّ الْمُعَجِّلَ مُخْطِئٌ، أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا، وَإِنَّهُ مَنْ لاَ يَنْفَعُهُ الرِّفْقُ يَضُرُّهُ الْخَرَقُ وَمَنْ لاَ تَنْفَعُهُ التَّجَارِبُ لاَ يُدْرِكُ الْمَعَالِيَ، وَلَنْ يَبْلُغَ الرَّجُلُ مَبْلَغَ الرَّأْيِ حَتَّى يَغْلِبَ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَشَهْوَتَهُ‏.‏

باب الْمَاشِي فِي النَّعْلِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى، وَلْيَنْعَلْهُمَا، أَوْ لِيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَهُمَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ، رَأَى عَلِيًّا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَسَطِ السِّمَاطِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا يُكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا مِنْ أَجْلِ الْعَنَتِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ أَذْرُعًا‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَرَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ‏.‏

وَضْعُ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ عَلَى الأُخْرَى

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ كَانَ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا مَا لاَ يُحْصَى مِنْهُمَا، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَجَاءَ النَّاسُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ‏.‏

الْمُهَاجَرَةُ وَالْحَسَدُ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَتْلُ الْمُسْلِمِ كُفْرٌ وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏، قَالَ‏:‏ هُوَ السَّلاَمُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ‏:‏ تُعْرَضُ الأَعْمَالُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، إِلاَّ الْمُتَشَاحِنَيْنِ يَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ‏:‏ دَعُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا، أَوْ مَظْلُومًا‏.‏

باب الظَّنِّ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَ الظَّنَّ فَإنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ‏.‏

باب صِلَةِ الرَّحِمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا أَجْنِحَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، تَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ رَأَى وَبَالَهُنَّ قَبْلَ مَوْتِهِ‏:‏ مَنْ قَطَعَ رَحِمًا أَمَرَ اللَّهُ بِهَا أَنْ تُوصَلَ، وَمَنَ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْطَعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةً يَتَكَثَّرُ بِهَا فَإِنَّهُ لاَ يَزْدَادُ إِلاَّ قِلَّةً، وَمَا مِنْ طَاعَةِ اللهِ شَيْءٌ أَعْجَلُ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَمِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ شَيْءٌ أَعْجَلُ عُقُوبَةً مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ الْقَوْمَ لَيَتَوَاصَلُونَ وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَتَكْثُرُ أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ، وَإِنَّهُمْ لَيَتَقَاطَعُونَ فَتَقِلُّ أَمْوَالُهُمْ وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدَّارَ بَلاَقِعَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ لَيْسَ الْوَصْلُ أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، ذَلِكَ الْقِصَاصُ، وَلَكِنَّ الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ‏.‏

– عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّحِمَ تُقْطَعُ، وَإِنَّ النِّعْمَةَ تُكْفَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قَارَبَ بَيْنَ الْقُلُوبِ لَمْ يُزَحْزِحْهَا شَيْءٌ أَبَدًا قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا‏}‏ الآيَةَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَدَّادًا اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ سَرَّهُ النَّسْأُ فِي الأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ‏.‏

– قال مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

وَيَعْنِي بِالنَّسْأِ‏:‏ يُوَفَّقُ لَهُ فَيَقُومَ اللَّيْلَ فَهُوَ النَّسْأُ لَيْسَ الزِّيَادَةَ فِي الأَجَلِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَسَنٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ أَخْلاَقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‏:‏ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الرَّحِمَ شُعْبَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، فَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِوَصْلٍ وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ بِقَطْعٍ قَطَعَهُ اللَّهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، قَالَ‏:‏ تَجِيءُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا حُجَنَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ، تَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلاَ مُدْمِنُ خَمْرٍ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ‏:‏ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُ اللَّهَ قَاطِعَ رَحِمٍ إِلاَّ مَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا، وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرْتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ‏.‏

باب الْفِطْرَةِ وَالْخِتَانِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ‏:‏ الاِسْتِحْدَادُ، وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ فِي الْخِتَانِ‏:‏ هُوَ لِلرِّجَالِ سُنَّةٌ، وَلِلنِّسَاءِ طُهْرَةٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ، وَأَوَّلُ مَنْ قَرَى الضَّيْفَ، وَأَوَّلُ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَأَى الشَّيْبَ قَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ مَا هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا وَقَارٌ وَحِلْمٌ قَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، زِدْنِي وَقَارًا قَالَ‏:‏ وَاخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ مِئَتَيْ سَنَةٍ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ اسْمٌ، هَكَذَا أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ لاَ شَكَّ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَرِهَ ذَبِيحَةَ الأَرْغَلِ، وَقَالَ‏:‏ لاَ تُقْبَلُ صَلاَتُهُ وَلاَ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ ذَبِيحَتِهِ فَقَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ رَجُلٍ لَمْ يَخْتَتِنْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَخَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ إِنِ اخْتَتَنَ، لَمْ يَخْتَتِنْ، وَتُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، وَتُقْبَلُ صَلاَتُهُ، وَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ‏.‏

باب الاِغْتِيَابِ وَالشَّتْمِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى الأَذَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَعْفُو عَنْهُمْ، وَيَدْعُونَ لَهُ صَاحِبَةً وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْدَ صَلاَةِ الْعَصْرِ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي خُدُورِهِنَّ قَالَ‏:‏ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَعْطَى الإِسْلاَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ، لاَ تُؤْذُوا الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَرْبَى الرِّبَا شَتْمُ الأَعْرَاضِ، وَأَشَدُّ الشَّتْمِ الْهِجَاءُ وَالرَّاوِيَةُ أَحَدُ الشَّاتِمِينَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ أَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَجْهَلُ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ، وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ، وَإِنْ حُرِمَ صَبَرَ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ الْحَسَنُ‏:‏ الْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَهُ بِمَا فِيهِ، فَإِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَلَمَّا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ لِيَنْتَصِرَ مِنْهُ، قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ شَتَمَنِي، فَلَمَّا ذَهَبْتُ لأَرُدَّ عَلَيْهِ قُمْتَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمَلَكَ كَانَ مَعَكَ، فَلَمَّا ذَهَبْتَ لِتَرُدَّ عَلَيْهِ قَامَ فَقُمْتُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ شَتَمَنِي رَجُلٌ هُوَ أَوْضَعُ مِنِّي هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمُتَشَاتِمَانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمُتَشَاتِمَانِ مَا قَالاَ عَلَى الأَوَّلِ حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلاً هَجَا قَوْمًا فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَاسْتَأْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لَكُمْ لِسَانُهُ، ثُمَّ دَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ أَنْ تُعْرِضُوا لَهُ بِالَّذِي قُلْتُ، فَإِنِّي إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ كَيْمَا لاَ يَعُودَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرهُ، نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنْ لَمْ يَنْصُرْهُ أَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا الْغِيبَةُ لِمَنْ لَمْ يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّكَ بَيْتُ اللهِ، وَأَنَّ اللَّهَ عَظَّمَ حُرْمَتَكَ، وَأَنَّ حُرْمَةَ الْمُسْلِمِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَتِكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ مَا شَأْنُكُمْ إِذَا سَمِعْتُمُ الرَّجُلَ يُمَزِّقُ عِرْضَ أَخِيهِ لَمْ تَرُدُّوهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَخَافُ لِسَانَهُ، قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَكُونُوا شُهَدَاءَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْبِرُّ لاَ يَبْلَى، وَالإِثْمُ لاَ يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لاَ يَمُوتُ، فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ‏:‏ إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَا عَابَ شَيْئًا قَطُّ، فَمَرَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ‏:‏ مَا أَنْتَنَ رِيحَهُ فَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ‏:‏ مَا أَبْيَضَ أَسْنَانَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ تَكُونَ عَفَلَتُهُ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، قَالاَ‏:‏ تَشَاتَمَ رَجُلاَنِ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَقُلْ لَهُمَا شَيْئًا‏.‏

وَتَشَاتَمَ رَجُلاَنِ عِنْدَ عُمَرَ فَأَدَّبَهُمَا‏.‏

باب سِبَابِ الْمُذْنِبِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِذَا رَأَيْتُمْ أَخَاكُمْ قَارَفَ ذَنْبًا فَلاَ تَكُونُوا أَعْوَانًا للشَيْطَانِ عَلَيْهِ، تَقُولُوا‏:‏ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كُنَّا لاَ نَقُولُ فِي أَحَدٍ شَيْئًا حَتَّى نَعْلَمَ عَلَى مَا يَمُوتُ، فَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ خُتِمَ لَهُ بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ عَمَلَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَصَابَ ذَنْبًا، فَكَانُوا يَسُبُّونَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَجَدْتُمُوهُ فِي قَلِيبٍ أَلَمْ تَكُونُوا مُسْتخْرِجِيهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَسُبُّوا أَخَاكُمْ وَاحْمَدُوا اللَّهَ الَّذِي عَافَاكُمْ، قَالُوا‏:‏ أَفَلاَ تَبْغَضُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا أَبْغَضُ عَمَلَهُ، فَإِذَا تَرَكَهُ فَهُوَ أَخِي، قَالَ‏:‏ وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ‏:‏ ادْعُ اللَّهَ فِي يَوْمِ سَرَّائِكَ لَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ فِي يَوْمِ ضَرَّائِكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سَبَّ الْحَجَّاجَ بْنُ يُوسُفَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَظَلَمَكَ بِشَيْءٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، ظَلَمَنِي بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ عُمَرُ‏:‏ فَهَلاَّ تَرَكْتَ مَظْلَمَتَكَ حَتَّى تَقْدَمَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ وَافِرَةٌ‏.‏

باب الْحُبِّ وَالْبُغْضِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ‏:‏ يَا أَسْلَمُ لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، وَلاَ يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا، قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا أَحْبَبْتَ فَلاَ تَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالشَّيْءِ يُحِبُّهُ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ فَلاَ تَبْغَضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ وَيَهْلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ أَحِبُّوا هَوْنًا، وَأَبْغِضُوا هَوْنًا، فَقَدْ أفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا، لاَ تُفْرِطْ فِي حُبِّكَ وَلاَ تُفْرِطْ فِي بُغْضِكَ، مَنْ وَجَدَ دُونَ أَخِيهِ سِتْرًا فَلاَ يَكْشِفْ، لاَ تَجَسَّسْ أَخَاكَ فَقَدْ نُهِيتَ أَنْ تَجَسَّسَهُ، لاَ تَحْقِرْ عَلَيْهِ، وَلاَ تَنْفِرْ عَنْهُ‏.‏

باب الذُّنُوبِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ‏:‏ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظْلِمُوا الْعِبَادَ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَاسْتَغْفِرُونِي فَإِنِّي أَغْفِرُ لَكُمُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلاَ أُبَالِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ، كَانُوا عَلَى قَلْبِ أفْجرِكُمْ لَمْ يُنْقِصْ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَجِنَّكُمْ وَإِنْسَكُمْ، وَصَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ، سَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ لَمْ يُنْقِصْ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا، كَرَأْسِ الْمِخْيَطِ يُغْمَسُ فِي الْبَحْرِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ‏:‏ مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى الأَذَى مِنَ اللهِ، يَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَعْفُو عَنْهُمْ، وَيَدْعُونَ لَهُ صَاحِبًا وَشَرِيكًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ِذَا أَذْنَبَ أَصْبَحَ عَلَى بَابِهِ مَكْتُوبٌ‏:‏ أَذْنَبْتَ كَذَا وَكَذَا، وَكَفَّارَتُهُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْعَمَلِ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَتَكَاثَرَ أَنْ يَعْمَلَهُ‏.‏

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ مَا أُحِبُّ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَانَا ذَلِكَ مَكَانَ هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا، أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فَوَطِئَ عَلَى رَقَبَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَتَطَؤُ عَلَى رَقَبَتِي وَأَنَا سَاجِدٌ، لاَ وَاللهِ، لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ هَذَا أَبَدًا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ اللَّهُ‏:‏ اتَتَأَلَّى عَلَيَّ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَوِ الْحَسَنِ، أَوْ كِلَيْهِمَا، قَالَ‏:‏ الظُّلْمُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ ظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ، وَظُلْمٌ لاَ يُتْرَكُ، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ‏:‏ فَالشِّرْكُ باللهِ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُتْرَكُ‏:‏ فَظُلْمُ النَّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ‏:‏ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ فِي صَحِيفَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ مُوجِبَتَانِ، وَمُضْعِفَتَانِ، وَمِثْلاً بِمِثْلٍ، فَأَمَّا الْمُوجِبَتَانِ‏:‏ فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ، قَالَ‏:‏ وَأَمَّا الْمُضْعِفَتَانِ‏:‏ فَمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ، وَأَمَّا مِثْلاً بِمِثْلٍ فَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيْهِ مِثْلُهَا‏.‏

باب مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَزَلُوا بِأَرْضٍ قَفْرٍ مَعَهُمْ طَعَامٌ لاَ يُصْلِحُهُمْ إِلاَّ النَّارُ، فَتَفَرَّقُوا فَجَعَلَ هَذَا يَجِيءُ بِالرَّوْثَةِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعَظْمِ، وَيَجِيءُ هَذَا بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ مَا أَصْلَحُوا بِهِ طَعَامَهُمْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْمُحَقَّرَاتِ، يَكْذِبُ الْكَذْبَةَ، وَيُذْنِبُ الذَّنْبَ، وَيَجْمَعُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى اللَّهَ إِلاَّ أَذْنَبَ إِلاَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، فَإِنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ وَلَمْ يَهِمَّ بِامْرَأَةٍ‏.‏

باب مَنْ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَضْحَكُ اللَّهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، كِلاَهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، قَالُوا‏:‏ وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَقْتُلُ هَذَا فَيَلِجُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الإِسْلاَمِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ رَجُلاَنِ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا‏:‏ رَجُلٌ تَحْتَهُ فَرَسٌ مِنْ أَمْثَلِ خَيْلِ أَصْحَابِهِ فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَانْهَزَمُوا، وَثَبَتْ إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهِيدًا، فَذَلِكَ يَضْحَكُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَقُولُ‏:‏ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ غَيْرِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةٌ يَسْتَنِيرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ‏:‏ رَجُلٌ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَتَرَكَ فِرَاشَهُ وَدِفَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ يَتَوَضَّأُ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ‏:‏ مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا، أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا أَعْلَمُ وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي، فَيَقُولُونَ‏:‏ خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ، وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، وَثَبَتَ حَتَّى قُتِلَ، أَوْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ‏:‏ مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا، أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا أَعْلَمُ بِهِ، وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي، فَيَقُولُونَ‏:‏ خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ، وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا، وَرَجُلٌ أَسْرَى لَيْلَةً حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ نَزَلَ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَنَامَ أَصْحَابُهُ، فَقَامَ هُوَ يُصَلِّي، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلاَئِكَةِ‏:‏ مَا حَمَلَ عَبْدِي عَلَى هَذَا، أَوْ عَلَى مَا صَنَعَ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا أَعْلَمُ وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ خَوَّفْتَهُ شَيْئًا فَخَافَهُ، وَرَجَّيْتَهُ شَيْئًا فَرَجَاهُ، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ‏:‏ فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ وَأَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَضْحَكُ مِنْكُمْ، أَوْ لِمَنْ يَقُولُ‏:‏ مايس لعوب العب مِنْكُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يَضْحَكُ‏؟‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ لاَ عَدِمْنَا الْخَيْرَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ‏.‏

باب مَنْ لاَ يُحِبُّهُ اللَّهُ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةٌ لاَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ‏:‏ شَيْخٌ زَانٍ، وَغَنِيُّ ظَلُومٌ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةٌ يَسْتَاءُ بِهِمُ اللَّهُ‏:‏ شَيْخٌ زَانٍ، وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ، وَذُو سُلْطَانٍ كَذَّابٌ، أَوْ غَنِيُّ ظَلُومٌ شَّكَ مَعْمَرٌ‏.‏

الْغَضَبُ وَالْغَيْظُ وَمَا جَاءَ فِيهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَغْضَبْ، قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، قَالُوا‏:‏ مَنِ الشَّدِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْغَضَبَ طُغْيَانٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ تَدِرُّ أَوْدَاجُهُ وَتَحَمَرُّ عَيْنَاهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وَإِلَى احْمِرَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ، وَإِنْ كَانَ قَاعِدًا فَلْيَتَّكِ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا جُرْعَةٌ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَتَمَهَا رَجُلٌ، أَوْ جُرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، وَمَا قَطْرَةٌ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَقَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ سَبْعٌ مِنَ الشَّيْطَانِ‏:‏ شِدَّةُ الْغَضَبِ، وَشِدَّةُ الْعُطَاسِ، وَشِدَّةُ التَّثَاؤُبِ، وَالْقَيْءُ، وَالرُّعَافُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، وَالنَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تُزِلُّهُ الشَّيَاطِينُ، كَمَا يُزِلُّ أَحَدُكُمُ الْقَعُودَ مِنَ الإِبِلِ تَكُونُ لَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ الْجَسَدَ عَلَى النَّارِ، وَلاَ سَالَتْ عَلَى خَدِّهَا فَيُرْهِقُ ذَلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ، وَلَوْ أَنَّ بَاكِيًا بَكَى فِي أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ لَرُحِمُوا، وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ لَهُ مِقْدَارٌ وَمِيزَانٌ إِلاَّ الدَّمْعَةَ فَإِنَّهُ يُطْفَأُ بِهَا بِحَارٌ مِنْ نَارٍ‏.‏

مَنْ دَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ وَلاَ تُخْلِفُهُ، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَرَبْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهُ قُرْبَةً لَهُ إِلَيْكَ يَوْمَ يَلْقَاكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَهُ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلاَةً وَكَفَّارَةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ‏:‏ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ لِوَقْتِهِنَّ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِيمَانُ باللهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ، أَوْ عُمْرَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَسْلَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَحْسَنُهُمْ أَخْلاَقًا، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ طُولُ الْقُنُوتِ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جُهْدُ الْمُقِلِّ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِيمَانٌ باللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْعَتَاقِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْفَسُهَا، قَالَ‏:‏ أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيُعِينُ الصَّانِعَ، وَيَصْنَعُ لِلأَخْرَقِ، قَالَ‏:‏ أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَدَعِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ يَعْنِي أَخْرَقَ‏:‏ أَحْمَقَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، نَحْوَهُ‏.‏

الْمَفْرُوضُ مِنَ الأَعْمَالِ وَالنَّوَافِلِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ سَعْدًا الضَّحَّاكَ مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أوْصُونِي، فَجَعَلُوا يُوصُونَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِهِ فَقَالَ‏:‏ أَوْصِنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَوْصَوْكَ وَلَمْ يَأْلُوكَ، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ فِي كَلِمَاتٍ‏:‏ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنًى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَنِظِّمْهُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَزُولُ مَعَكَ أَيْنَمَا زُلْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَأَكُونَ عَيْنَيْهِ اللَّتَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَيْهِ اللَّتَيْنِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَيَدَيْهِ اللَّتَيْنِ يَبْطِشُ بِهِمَا، وَرِجْلَيْهِ اللَّتَيْنِ يَمْشِي بِهِمَا، فَإِذَا دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ‏:‏ إِنِّي لأُبْغِضُ هَذَا لِلَّهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ‏:‏ وَاللهِ لاَ بِرَّ لَهَا، اذْهَبْ يَا فُلاَنُ فَبَلِّغْهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَالَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ فُلاَنًا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُبْغِضُنِي فِي اللهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ عَلاَمَ تُبْغِضُ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هُوَ لِي جَارٌ، وَأَنَا أَعْلَمُ شَيْءٍ بِهِ، وَأَخْبَرُ شَيْءٍ بِهِ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلاَةً قَطُّ إِلاَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ‏:‏ سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ رَآنِي أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ أَسَأْتُ فِي وُضُوئِهَا، أَوْ رُكُوعِهَا، أَوْ سُجودِهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ وَلاَ رَأَيْتُهُ صَامَ يَوْمًا قَطُّ، إِلاَّ هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ‏:‏ سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ رَآنِي أَفْطَرْتُ مِنْهُ يَوْمًا، أَوِ استَخْفَفْتُ بِحَقِّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ وَلاَ رَأَيْتُهُ تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ هَذِهِ الزَّكَاةَ، الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ‏:‏ سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ كَتَمْتُهَا، أَوْ أَخَّرْتُهَا، أَوْ قَالَ‏:‏ مَنَعْتُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ‏:‏ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ‏}‏، حَتَّى، ‏{‏جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ‏:‏ اكْفُفْ عَلَيْكَ هَذَا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَإِنَّا لَمَأْخُوذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ‏:‏ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَالَ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلأْتُ قَلْبَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي أَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ، وَحَقٌّ عَلَيَّ أَلاَّ أُضِلَّ عَبْدِي وَهُوَ يَسْأَلُنِي الْهُدَى، وَأَنَا الْحَكَمُ‏.‏

الْمَرَضُ وَمَا يُصِيبُ الرَّجُلَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ الْخُزَاعِيَّةُ، وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتْ عَامَّةَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ وَهِيَ وَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كَيْفَ تَجِدِينَكِ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ بَرَّحَتْ بِي أُمُّ مِلْدَمٍ، تُرِيدُ الْحُمَّى، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اصْبِرِي فَإِنَّهَا تُذْهِبُ مِنْ خَبَثِ الإِنْسَانِ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ مِنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ، لاَ تَزَالُ الرِّيحُ تُفَيِّئُهُ، وَلاَ يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلاَؤُهُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ، تُقِيمُ حَتَّى تَتَحَصَّدَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ الْعِبَادَةِ، ثُمَّ مَرِضَ قِيلَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ‏:‏ اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذْ كَانَ طَلِيقًا حَتَّى أُطْلِقَهُ، أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ‏:‏ اصْبِرْ فَإِنَّهَا طَهُورٌ، يَعْنِي الْحُمَّى، قَالَ‏:‏ كَلاَّ، بَلْ حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نَعَمْ، فَهُوَ كَذَلِكَ فَمَاتَ الرَّجُلُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللَّهَ وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي أَمْرِهِ كُلِّهِ حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا مِنْ مَرَضٍ، أَوْ وَجَعٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ إِلاَّ كَانَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، أَوِ النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ‏:‏ مَا لأَمِيرِكُمْ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ هُوَ شَاكٍ، قَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا اشْتَكَيْتُ قَطُّ، أَوْ قَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا صُدِعْتُ قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ‏:‏ أَخْرِجُوهُ عَنِّي لِيَمُتْ بِخَطَايَاهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكُلِّ وَصَبٍ وَصِبْتُهُ، حُمْرَ النَّعَمِ إِنَّ وَصَبَ الْمُؤْمِنِ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ‏.‏

– عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ مُصَحَّحٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ ظَاهِرُ الصِّحَّةِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ شَكَيْتَ قَطُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ هَلْ ضَرَبَ عَلَيْكَ هَذَانِ قَطُّ‏؟‏ وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ، قَالَ‏:‏ لاَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْحُمَّى مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ، فَأَمِيتُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ يَصُبُّوا عَلَيْهَا الْمَاءَ بِالسَّحَرِ فَلَمْ يَضُرَّهُمْ، وَقَدْ كَانُوا وَجَدُوا مِنْهَا شَيْئًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ اشْتَكَى، فَكَأَنَّهُ جَزِعَ مِنْهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ جَاءَ الأَمْرُ إِنَّهُ أَحْرَى وَأَقْرَبُ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ‏.‏

باب‏:‏ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا‏؟‏ فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ‏:‏ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَبِيرٍ أَحْمَدُ عَلَيْهِ نَفْسِي، إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ‏.‏

– عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ، وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ لَبَرَرْتُ‏:‏ لاَ يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ، وَلاَ يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا فَوَلاَّهُ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلاَّ جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا لَبَرَرْتُ‏:‏ لاَ يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ عِنْدَهُ‏:‏ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا لِلَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَعْلَمْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَقُمْ إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَعْلَمَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلَكَ مَا احْتَسَبْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ‏:‏ مَنْ يَكُنِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ يُحِبُّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ، وَوَالِدَيْهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ‏.‏

باب فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ سَلْمَانَ، قَالَ‏:‏ التَّاجِرُ الصَّادِقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّبْعَةُ‏:‏ إِمَامٌ مُقْسِطٌ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَمِيسَمٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَرَجُلٌ ذُكِرَ اللَّهُ عِنْدَهُ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهَا، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بَصَدَقَةٍ كَادَتْ يَمِينُهُ تُخْفِي مِنْ شِمَالِهِ، وَرَجُلٌ لَقِيَ أَخَاهُ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ وَقَالَ الآخَرُ‏:‏ وَأَنَا أُحِبُّكَ لِلَّهِ حَتَّى تَصَادَرَا عَلَى ذَلِكَ، وَرَجُلٌ نَشَأَ فِي الْخَيْرِ مُنْذُ هُوَ غُلاَمٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنَ الإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ وَفِيهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ‏}‏، قَالُوا‏:‏ فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ إِذًا، قَالَ‏:‏ إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعدِهِمْ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ‏:‏ وَفِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيُّ، فَقَامَ فَحَثَى عَلَى وَجْهِهِ وَرَمَى بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللهِ عَنْهُمْ مَنْ هُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْشَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هُمْ عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ، مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى، وَقَبَائِلَ شَتَّى مِنْ شُعُوبِ الْقَبَائِلِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا، وَلاَ دُنْيَا يَتَبَاذَلُونَ بِهَا، يَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللهِ، يَجْعَلُ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَيَجْعَلُ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلاَ يَفْزَعُونَ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلاَ يَخَافُونَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ مَنْ أَهْلُكَ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُكَ يَا رَبِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْمُتَحَابُّونَ فِيَّ، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرُوا بِي، وَإِذَا ذُكِرُوا ذُكِرْتُ بِهِمْ، الَّذِينَ يُنِيبُونَ إِلَى طَاعَتِي كَمَا تُنِيبُ السِّنَّوْرُ إِلَى وُكُورِهَا، الَّذِينَ إِذَا اسْتُحِلَّتْ مَحَارِمِي غَضِبُوا كَمَا يَغْضَبُ النَّمِرُ إِذَا حُرِبَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَكَانَ عُمَرُ لاَ يَرْفَعُهُ، يَقُولُ‏:‏ كَثِيرًا يُقَالُ‏:‏ مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللهِ إِلاَّ كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْرًا أشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ زَارَ أَخَاهُ صُبَابَةً إِلَيْهِ، وَحَدَاثَةِ عَهْدٍ بِهِ، بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَنَادَى‏:‏ طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ بِرُوحِي زَارَ عَبْدِي، وَعَلَيَّ قِرَاهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ، وَكَانَ نَائِيًا عَنْهُ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ تُرِيدُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَخٌ لِي أَرَدْتُ أَنْ أَزُورَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَبَيْنَكُمَا دُنْيَا تَعَاطَيَانِهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَرَحِمٌ تَصِلُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَنِعْمَةٌ تَرُبُّهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَمَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَخٌ لِي أَحْبَبْتُهُ لِلَّهِ، قَالَ‏:‏ فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّكَ حِينَ أَحْبَبْتَهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ وَالرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، رَجَعَ الْحَدِيثُ، قَالَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ، وَالَّذِينَ يَعْمُرُونَ مَسَاجِدِي، وَالَّذِينَ يَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ بِخَلْقِي عَذَابًا ذَكَرْتُهُمْ، فَصَرفْتُ عَذَابِي عَنْ خَلْقِي‏.‏

باب فِي الْمَجْذُومِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأَجْذَمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ فِرُّوا مِنَ الأَجْذَمِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الأَسَدِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ فِرُّوا مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الأَسَدِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لمُعَيْقِيبٍ الدَّوْسِيِّ‏:‏ ادْنُهْ، فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا قَعَدَ مِنِّي إِلاَّ كَقِيدِ الرُّمْحِ وَكَانَ أَجْذَمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ اللَّيْثِيُّ‏:‏ إِنَّ رَجُلاً أَجْذَمَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَأَنَّهُ جَاءَ سَائِلاً فَلَمْ يُعْجِلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ بَعَّدَهُ، وَقَالَ‏:‏ لاَ عَدْوَى‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ، فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ حِينَ قَامَ يُعْطِيهِ‏:‏ أَنَا أُنَاوِلُهُ، فَأَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يُنَاوِلَهُ الرَّجُلُ الدِّرْهَمَ‏.‏

باب‏:‏ ايتِ إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ‏:‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيِرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ انْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ وُصِفَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِمِنًى غَادِيًا إِلَى عَرَفَاتٍ، فَجَعَلْتُ أُسْرِفُ بِالرِّكَابِ، كُلَّمَا دُفِعْتُ إِلَى جَمَاعَةٍ انْدَفَعْتُ إِلَيْهِمْ، حَتَّى رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ رَكْبٍ فَانْطَلَقْتُ فَقَدَمْتُهُمْ، ثُمَّ تَذَكَّرْتُ فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الرِّكَابِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ، قَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ يَا عَبْدَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعُوهُ فَأَرَبٌ مَا لَهُ، فَأَخَذْتُ بِالزِّمَامِ، أَوْ قَالَ‏:‏ بِالْخِطَامِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ‏:‏ أَوَهُمَا عَمَلُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ تُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ عَنْ وُجُوهِ الرِّكَابِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ جِمَاعًا مِنَ الْخَيْرِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ أَصْحَبَكَ‏.‏

الْقَوْلُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلاَلِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ كَبَّرَ ثَلاَثًا، وَهَلَّلَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ‏:‏ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلاَثًا ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ‏:‏ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّ رَجُلاً أَخْبَرَهُ هُوَ نَفْسُهُ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ رَأَيْتُ الْهِلاَلَ فَسَمِعْتُ قَائِلاً يَقُولُ وَلاَ أَرَاهُ‏:‏ اللَّهُمَّ أَطْلِعْهُ عَلَيْنَا بِالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، وَالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى كَمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى حَفِظْتُهَا‏.‏

الأُخْذَةُ وَالتَّمَائِمُ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الأُخْذَةِ، فَقَالَ‏:‏ مَا أُرَاهُ إِلاَّ سِحْرًا قَالَ‏:‏ فَقِيلَ‏:‏ فَإِنَّهَا تَأْخُذُ الْغَائِطَ وَالْبَوْلَ، قَالَ‏:‏ لِفَافٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّمِيمَةَ مِنْ قِلاَدَةِ الصَّبِيِّ يَعْنِي الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ وَهِيَ الَّتِي تُخْرَزُ فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ مِنَ الْعَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، أَوْ‏:‏ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، شَكَّ مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ رَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عُنُقِ امْرَأَتِهِ خَرَزًا قَدْ تَعَلَّقَتْهُ مِنَ الْحُمْرَةِ فَقَطَعَهُ، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ لأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ، نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي يَدِهِ فَتَخٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا فِي يَدِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ صَنَعْتُهُ مِنَ الْوَاهِنَةِ، فَقَالَ عِمْرَانُ‏:‏ فَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْنًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ عَلَّقَ عُلْقَةً وُكِّلَ إِلَيْهَا‏.‏

باب الْكَاهِنِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلُوا بِأَهْلِ مَاءٍ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ النُّعَيْمَانُ فَجَعَلَ يَخُطُّ لَهُمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ يَتَكَهَّنُ لَهُمْ، وَيَقُولُ‏:‏ يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ بِالطَّعَامِ وَاللَّبَنِ، وَجَعَلَ يُرْسِلُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ لأَبِي بَكْرٍ‏:‏ أَتَعْلَمُ مَا هَذَا‏؟‏ إِنَّ مَا يُرْسِلُ بِهِ النُّعَيْمَانُ يَخُطُّ، أَوْ قَالَ‏:‏ يَتَكَهَّنُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَلاَ أُرَانِي كُنْتُ آكُلُ كَهَانَةَ النُّعَيْمَانِ مُنْذُ الْيَوْمِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي حَلْقِهِ فَاسْتَقَاءَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ‏:‏ لَيْسُوا بِشَيْءٍ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ إِنَّهُمْ يُخْبرُونَا بِأَشْيَاءَ تَكُونُ حَقًّا‏؟‏ قَالَ‏:‏ تِلْكَ كَلِمَةُ حَقٍّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَزِيدُ فِيهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَسَأَلَهُ وَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَرْوِيهِ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ‏:‏ مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ كَعْبًا، قَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ‏:‏ لَيْسَ مِنْ عِبَادِي مَنْ سَحَرَ، أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ كَهُنَ، أَوْ كُهِنَ لَهُ، أَوْ تَطَيَّرَ، أَوْ تُطِيِّرَ لَهُ، وَلَكِنَّ عِبَادِي مَنْ آمَنَ بِي وَتَوَكَّلَ عَلَيَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ، قَالَ‏:‏ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ‏:‏ هَلْ عَلَيَّ أَنْ أُقَيِّدَ جَمَلِي‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ قَيِّدِي جَمَلَكِ، قَالَتْ‏:‏ أَخْشَى عَلَى زَوْجِي، قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ أَخْرِجُوا عَنِّي السَّاحِرَةَ فَأَخْرَجُوهَا‏.‏

باب الرُّؤْيَا

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لاَ تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَالرُّؤْيَا ثَلاَثٌ‏:‏ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ‏.‏

وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَلْقَى مِنَ الرُّؤْيَا شِدَّةً غَيْرَ أَنِّي لاَ أُزَمَّلُ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلاَثَ نَفَثَاتٍ، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الرُّؤْيَا تَقَعُ عَلَى مَا يُعَبَّرُ، وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ رَفَعَ رِجْلَهُ فَهُوَ يَنْتَظِرُ مَتَى يَضَعُهَا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ نَاصِحًا، أَوْ عَالِمًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كُنْتُ آمُرُكُمْ بِمَا أمَرَكَمْ بِهِ الْقُرْآنُ، وَأَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمُرُكُمْ بِاتِّبَاعِ الْفِقْهِ وَالسُّنَّةِ، وَالتَّفَهُّمِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَخِيهِ، فَلْيَقُلْ‏:‏ خَيْرٌ لَنَا وَشَرٌّ لأَعْدَائِنَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَإِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَإِنَّ السَّمُومَ الْحَارَّ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا الْجَانَّ لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ رُؤْيَا فَقَصَّهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ‏:‏ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَإِنَّكَ سَتُقْتَلُ فِي أَمْرٍ ذِي لَبْسٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَقُلْ‏:‏ أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ وَرُسُلُهُ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَّ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي، أَوْ دُنْيَايَ يَا رَحْمَنُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ الظُّلَّةَ يُنْطَفُ مِنْهَا السَّمْنُ وَالْعَسَلُ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، فَأَرَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلاَ بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لَتَدَعَنِّي فَلأَعْبُرَنَّهَا، فَقَالَ‏:‏ اعْبُرْهَا فَقَالَ‏:‏ أَمَّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الإِسْلاَمُ، وَأَمَّا مَا يُنْطَفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَهُوَ الْقُرْآنُ لِينُهُ وَحَلاَوَتُهُ، وَأَمَّا الْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ فَهُوَ الْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَالْمُسْتَقِلُّ مِنْهُ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَهُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، أَيْ رَسُولَ اللهِ، لَتُحَدِّثْنِي أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا قَالَ‏:‏ أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قَالَ‏:‏ لاَ تُقْسِمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِمْ، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُصَّ رُؤْيَاكَ عَلَى امْرَأَةٍ وَلاَ تُخْبِرْ بِهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ الأَرْضَ أعْشَبَتْ، ثُمَّ أجْدَبَتْ، ثُمَّ أعْشَبَتْ، ثُمَّ أجْدَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ أَنْتَ رَجُلٌ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ، ثُمَّ تُؤْمِنُ ثُمَّ تَكْفُرُ، ثُمَّ تَمُوتُ كَافِرًا، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ ‏{‏قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ‏}‏، قَدْ قُضِيَ لَكَ مَا قُضِيَ لِصَاحِبِ يُوسُفَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَهُوَ الْحَقُّ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، قَالَ‏:‏ وَزَادَ‏:‏ فَإنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ رَأَيْتُ أَبَا جَهْلٍ فِي النَّوْمِ أَتَانِي فَبَايَعَنِي، فَلَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هُوَ هَذَا الَّذِي رَأَيْتَ فِي أَبِي جَهْلٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ، فَلَمَّا جَاءَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَأَسْلَمَ قَالَ‏:‏ هُوَ هَذَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ‏:‏ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَقُلْ‏:‏ أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ وَرُسُلُهُ مِنْ شَرِّ رُؤْيَايَ الَّتِي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ، أَنْ تَضُرَّنِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ يَا رَحْمَنُ‏.‏

باب الْخُصُومَةِ فِي الْقُرْآنِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَدَارَؤُونَ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلاَ تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوهُ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يَتَسَارَعُوا يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةِ، قَالَ‏:‏ فَزَبَرَنِي عُمَرُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَهْ قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَهْلِي مُكْتَئِبًا حَزِينًا، فَقُلْتُ‏:‏ قَدْ كُنْتُ نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَنْزِلَةً، فَلاَ أُرَانِي إِلاَّ قَدْ سَقَطْتُ مِنْ نَفْسِهِ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتَّى عَادَنِي نِسْوَةُ أَهْلِي وَمَا بِي وَجَعٌ، وَمَا هُوَ إِلاَّ الَّذِي تَقَبَّلَنِي بِهِ عُمَرُ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ‏:‏ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنْتَظِرُنِي، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ خَلاَ بِي، فَقَالَ‏:‏ مَا الَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ آنِفًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ، فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَأَنْزِلُ حَيْثُ أَحْبَبْتَ، قَالَ‏:‏ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَى مَا تَسَارَعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ يَحِيفُوا، وَمَتَى مَا يَحِيفُوا يَخْتَصِمُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَصِمُوا يَخْتَلِفُوا، وَمَتَى مَا يَخْتَلِفُوا يَقْتَتِلُوا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لِلَّهِ أَبُوكَ، لَقَدْ كُنْتُ أُكَاتِمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا‏.‏

باب‏:‏ عَلَى كَمْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ حَرْفٍ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ‏:‏ مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكِدْتُ أَنْ أُسَاوِرَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَنَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ لَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي أَسْمَعُكَ تَقْرَؤُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لَهُ‏:‏ كَذَبْتَ، فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فَقَالَ‏:‏ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ‏:‏ اقْرَأْ يَا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَإِنَّمَا هَذِهِ الأَحْرُفُ فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ حَلاَلٌ وَلاَ حَرَامٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ‏:‏ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي فِي آيَةٍ، فَتَرَافَعْنَا فِيهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ اقْرَأْ يَا أُبَيُّ، فَقَرَأْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلآخَرِ‏:‏ اقْرَأْ، فَقَرَأَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كِلاَكُمَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا كِلاَنَا مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ، قَالَ‏:‏ فَدَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ لِي‏:‏ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَيَّ، فَقِيلَ لِي‏:‏ عَلَى حَرْفٍ، أَوْ عَلَى حَرْفَيْنِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلْ عَلَى حَرْفَيْنِ، ثُمَّ قِيلَ لِي‏:‏ عَلَى حَرْفَيْنِ، أَوْ ثَلاَثَةٍ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلْ عَلَى ثَلاَثَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تُخْلَطْ آيَةُ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ آيَةُ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَقُلْتَ‏:‏ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏.‏

باب مَسْأَلَةِ النَّاسِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ‏:‏ اتْرُكُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتَمِرُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

باب الْقَلْبِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ الْقَلْبُ مَلِكٌ وَلَهُ جُنُودٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنودُهُ، وَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنودُهُ، الأُذُنَانِ قَمْعٌ، وَالْعَيْنَانِ مَسْلَحَةٌ، وَاللِّسَانُ تَرْجُمَانٌ، وَالْيَدَانِ جَنَاحَانِ، وَالرِّجْلاَنِ بَرِيدَانِ، وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ، وَالطِّحَالُ وَالْكُلْيَتَانِ مَكْرٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، فَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَتْ جُنودُهُ، وَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَتْ جُنودُهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ فِي الإِنْسَانِ مُضْغَةٌ إِذَا صَحَّتْ صَحَّ سَائِرُ جَسَدِهِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ جَسَدِهِ يَعْنِي الْقَلْبَ‏.‏

باب أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُ أَصْحَابِي فِي النَّاسِ كَمَثَلِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ الْحَسَنُ‏:‏ هَيْهَاتَ ذَهَبَ مِلْحُ الْقَوْمِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَوْشَكَ أَنْ يَخْرُجَ الْبَعْثُ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ‏؟‏ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثُ فَيُسْتَنْصَرُ بِهِمْ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ‏؟‏ فَلاَ يُوجَدُ، فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ فِيهِمْ مَنْ صَحِبَ صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ حَتَّى لَوْ كَانَ أَحَدُهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَرَكِبُوا إِلَيْهِ يَتَفَقَّهُونَ مِنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ بَعْضِ، بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَنَزَلْنَا فِي الْقَائِلَةِ فَنِمْنَا، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِي، فرَكَضَ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عُقْبَةَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ مَضَى فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ فَأَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَدْرَكْتُكَ حَتَّى حُسِرْتُ، وَمَا أَرَى النَّاسَ يُدْرِكُوكَ حَتَّى يُحْسَرُوا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ مَا أَحْسِبُنِي أَسْرَعْتُ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاهُ عَمِلَهُ، أَوْ إِنَّهُ لَيَعْمَلُهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ حَفْصَةَ، وَابْنَ مُطِيعٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَلَّمُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالُوا‏:‏ لَوْ أَكَلْتَ طَعَامًا طَيِّبًا كَانَ أَقْوَى لَكَ عَلَى الْحَقِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أكُلُّكُمْ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلاَّ نَاصِحٌ، وَلَكِنِّي تَرَكْتُ صَاحِبَيَّ عَلَى الْجَادَّةِ، فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُمْ لَمْ أَدْرِكْهُمَا فِي الْمَنْزِلِ قَالَ‏:‏ وَأَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ، فَمَا أَكَلَ عَامَئِذٍ سَمْنًا وَلاَ سَمِينًا حَتَّى أُحْيِيَ النَّاسُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ‏:‏ أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ غَسِيلٌ، فَقَالَ‏:‏ الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا، وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ‏:‏ وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَوَضَّأُ فِي قَصْرِهَا، فَقُلْتُ‏:‏ لِمَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ وَقَالَ‏:‏ أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِقَدَحٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي أَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ، قَالُوا‏:‏ فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعِلْمُ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ، قَالُوا‏:‏ فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الدِّينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَعْبٌ‏:‏ لَوْ دَعَا عُمَرُ لأُخِّرَ فِي أَجَلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ‏}‏‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَقَدْ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمِّرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ‏}‏‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ يَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ فَلاَ يَسْتَأْخِرُ سَاعَةً وَلاَ يَتَقَدَّمُ، فَمَا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَإنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ وَيُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَلَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ لَهُ أَجَلٌ وَعُمْرٌ مَكْتُوبٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَمِينُ أُمَّتِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذٌ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، قَالَ قَتَادَةُ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ مَعَهُ، فَعَتَبَ عَلَى عَلِيٍّ فِي بَعْضِ الشَّيْءِ، فَشَكَاهُ بُرَيْدَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَإنَّ عَلِيًّا مَوْلاَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ جَاؤُوا‏:‏ لَتُسْلِمُنَّ، أَوْ لَنَبْعَثَنَّ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ قَالَ‏:‏ مِثْلَ نَفْسِي، فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّكُمْ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَوَاللهِ مَا تَمَنَّيْتُ الإِمَارَةَ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ، جَعَلْتُ أَنْصِبُ صَدْرِي رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ هُوَ هَذَا، قَالَ‏:‏ فَالْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هُوَ هَذَا هُوَ هَذَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدِيثًا عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ فَقُلْتُ‏:‏ حُدِّثْنَا حَدِيثًا عَنْكَ، حَدَّثْتَهُ حِينَ اسْتَخْلَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ‏:‏ مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَ بِابْنِهِ، فَيَغْضَبَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَخْرُجَ مَخْرَجًا إِلاَّ وَأَنَا مَعَكَ فِيهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِيٌّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ مَا عَلِمْنَا أَحَدًا أَسْلَمَ قَبْلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ‏.‏

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَلاَ أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ اخْتَصَمَ فِي بِنْتِ حَمْزَةَ عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَنَا أَخْرَجْتُهَا مِنْ مَكَّةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهَا، وَقَالَ جَعْفَرٌ‏:‏ أَنَا ابْنُ عَمِّهَا، وَخَالَتُهَا عِنْدِي، وَقَالَ زَيْدٌ‏:‏ أَنَا عَمُّهَا، فَآخَى بَيْنَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعَلِيٍّ‏:‏ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ‏:‏ أَشْبَهَ خَلْقُكَ خَلْقِي، وَخُلُقُكَ خُلُقِي، وَقَالَ لَزَيْدٍ‏:‏ أَنْتَ مَوْلاَيَ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ، ادْفَعُوهَا إِلَى خَالَتِهَا، فُدُفِعَتْ إِلَى جَعْفَرٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ‏:‏ لأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَدَفَعَهَا إِلَى عَلِيٍّ، وَإِنَّهُ لأَرْمَدٌ مَا يُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَكَانَ الْفَتْحُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ قَالَ‏:‏ مَا أَلَوْتُ أَنْ أُنْكِحَكَ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا مَالُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْفَعُ لِي مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ‏:‏ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي فِي مَالِ أَبِي بَكْرٍ كَمَا يَقْضِي فِي مَالِ نَفْسِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلاً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا‏:‏ غَزْوَةُ ذَاتُ السَّلاَسِلِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَائِشَةُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ، قَالَ‏:‏ فَأَبُوهَا إِذًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ بُقْعَةٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ يَشْتَرِيهَا وَيُوَسِّعُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُ مِثْلُهَا فِي الْجَنَّةِ‏؟‏ فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ فَوَسَّعَهَا فِي الْمَسْجِدِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ نَاشَدَ عُثْمَانُ النَّاسَ يَوْمًا فَقَالَ‏:‏ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَأَنَا، فَارْتَجَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اثْبُتْ أُحُدُ مَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيُّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ بِمِثْلِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُهُ قَالَ‏:‏ فِي الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ‏:‏ فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ‏:‏ ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَقُلْتُ‏:‏ ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَمَا زَالَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اذْهَبْ فَأْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلْوَى شَدِيدَةٍ قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ فَقُلْتُ‏:‏ ادْخُلْ وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى شَدِيدَةٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ صَبْرًا حَتَّى جَلَسَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ‏:‏ إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ فَجَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً، فَتَبِعَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَ الشَّاةَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ‏:‏ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَعْنِي مَكَانًا، لَيْسَ لَهَا بِهَا رَاعٍ غَيْرِي، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهُ يَتَكَلَّمُ الذِّئْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ حُذَيْفَةُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ‏:‏ إِنَّمَا يُفْتِي أَحَدُ ثَلاَثَةٍ‏:‏ مَنْ عَرَفَ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ، قَالُوا‏:‏ وَمَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ‏:‏ عُمَرُ، أَوْ رَجُلٌ وَلِيَ سُلْطَانًا فَلاَ يَجِدُ بُدًّا مِنْ ذَلِكَ، أَوْ مُتَكَلِّفٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ‏:‏ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَيْنَ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فِي الْجَنَّةِ هُوَ، قَالَ‏:‏ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَأَيْنَ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذَاكَ الأَوَّاهُ عِنْدَ كُلِّ خَيْرٍ يُبْغَى، قَالَ‏:‏ تُوُفِّيَ عُمَرُ فَأَيْنَ هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلاً بِعُمَرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَحَمَّادٍ سَمِعَهُمَا يَقُولاَنِ‏:‏ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا لِلإِسْلاَمِ، يَدْخُلُ فِي الإِسْلاَمِ فَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ فَثُلِمَ مِنَ الْحِصْنِ ثُلْمَةٌ فَهُوَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلاَ يَدْخُلُ فِيهِ، وَكَانَ إِذَا سَلَكَ طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلاً، فَإِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلاَ بِعُمَرَ، فَصْلاً مَا بَيْنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَخْدُمُ، مِثْلَهُ حَتَّى أَمُوتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عِرَارٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ أَمَّا عَلِيُّ فَهَذَا مَنْزِلُهُ لاَ أُحَدِّثُكَ عَنْهُ بِغَيْرِهِ، وَأَمَّا عُثْمَانُ فَأَذْنَبَ يَوْمَ أُحُدٍ ذَنْبًا عَظِيمًا، فَعَفَا اللَّهُ عَنْهُ، وَأَذْنَبَ فِيكُمْ ذَنْبًا صَغِيرًا، فَقَتَلْتُمُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ، قَالَتْ‏:‏ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيُّ، وَلَوْ أَنِّي أَذِنْتُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ إِلَيَّ‏.‏

قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُ الْكَذَّابُونَ‏:‏ أَلاَ أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمْ يُعْطِهِ مَعَهُمْ شَيْئًا، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي، فَلَقِيَهُ عُمَرُ قَالَ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا وَلَمْ يُعْطِنِي مَعَهُمْ، فَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا مَنَعَهُ مِنْ جَرِيمَةٍ وَجَدَهَا عَلَيَّ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ بِي سَخْطَةٌ عَلَيْهِ، وَلَكِنِّي وَكَلْتُهُ إِلَى إِيمَانِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ‏:‏ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ أُبَيٌّ‏:‏ وَسَمَّانِي لَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَسَمَّاكَ لِي، قَالَ‏:‏ فَبَكَى أُبَيٌّ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَمَّا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَأَخْبَرَنِي، عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ أَوَذُكِرْتُ فِيمَا هُنَالِكَ‏؟‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَبَكَى أُبَيٌّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَذَكَرَ بِلاَلاً فَقَالَ‏:‏ كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُقَارِبَهُمْ قَالَ‏:‏ اللَّهَ اللَّهَ، قَالَ‏:‏ فَلَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ اشْتَرَيْنَا بِلاَلاً، فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ‏:‏ اشْتَرِ لِي بِلاَلاً، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لِسَيِّدِهِ‏:‏ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي عَبْدَكَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ وَتُحْرَمَ ثَمَنَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَمَا تَصْنَعُ بِهِ‏؟‏ إِنَّهُ خَبِيثٌ، إِنَّهُ إِنَّهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاسُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ بَلْ عِنْدِي فَقَالَ‏:‏ إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللهِ، فَقَالَ‏:‏ اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَقَالَ‏:‏ يَلُومُنِي النَّاسُ فِي تَأْمِيرِي أُسَامَةَ كَمَا لاَمُونِي فِي تَأْمِيرِ أَبِيهِ قَبْلَهُ، وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ بَعْدَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ‏:‏ مَا أَخَفَّ جَنَازَتَهُ، لِحُكْمِهِ فِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنَّ الْمَلاَئِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ‏.‏

– عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ‏:‏ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَعْجَبُونَ مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا‏؟‏ فَوَاللهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ‏:‏ لَمَّا كَتَبْنَا الْمَصَاحِفَ، فُقِدَتْ آيَةٌ كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ‏:‏ ‏{‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ‏}‏ حَتَّى ‏{‏وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً‏}‏، قَالَ‏:‏ فَكَانَ خُزَيْمَةُ يُدْعَى ذَا الشَّهَادَتَيْنِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، قَالَ‏:‏ وَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ قَتَادَةَ، أَوْ كِلَيْهِمَا‏:‏ أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ يَتَقَاضَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَدْ قَضَيْتُكَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ‏:‏ بَيِّنَتَكَ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ‏:‏ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ قَضَاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَمَا يُدْرِيكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي أُصَدِّقُكَ بِأَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُكَ بِخَبَرِ السَّمَاءِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ جَاءَ غُلاَمٌ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ حَاطِبًا صَكَّ وَجْهِي، وَاللهِ إِنِّي لأَرَاهُ سَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كَذَبْتَ، كَلاَّ إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ سَعْدٍ، قَالَتْ‏:‏ أَنَا ابْنَةُ الْمُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِسَعْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ‏:‏ فِدَاكَ أَبِي ثُمَّ قَالَ‏:‏ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ‏:‏ لاَ تَقُولُوا لِحَسَّانَ إِلاَّ خَيْرًا، فَإِنَّهُ كَانَ يُهَاجِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَهْجُو الْمُشْرِكِينَ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ حَسَّانُ إِذَا دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ أَلْقَتْ لَهُ وَسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ أُمُّ الْعَلاَءِ الأَنْصَارِيَّةُ تَقُولُ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ، اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَتِهِمْ، قَالَتْ‏:‏ فَصَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، فَمَرِضَ، فَمَرَّضْنَاهُ ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ‏:‏ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي أَنْ قَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ لاَ أَدْرِي وَاللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَمَّا هُوَ فَقَدْ أَتَاهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللهِ، مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ، قَالَتْ‏:‏ فَوَاللهِ لاَ أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا، قَالَتْ‏:‏ ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ ذَلِكَ عَمَلُهُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ‏:‏ كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَا قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ‏:‏ كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْحَقِي بِفَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ‏:‏ اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيتَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ أَحَدَ بَنِي عَبْسٍ، وَكَانَ أَنْصَارِيًّا، وَإِنَّهُ قَاتَلَ مَعَ أَبِيهِ الْيَمَانِ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِتَالاً شَدِيدًا، وإِنَّ الْمُسْلِمِينَ أحَاطُوا بِالْيَمَانِ يَضْرِبُونَهُ بِأَسْيَافِهِمْ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَادَتْهُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِرٌ إِلَى تَبُوكَ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ لِيُوحَى إِلَيْهِ، وَأنَاخَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَضَتِ النَّاقَةُ تَجُرُّ زِمَامَهَا مُطْلَقَةً، فَتَلَقَّاهَا حُذَيْفَةُ، فَأَخَذَ بِزِمَامِهَا يَقُودُهَا حَتَّى أَنَاخَهَا وَقَعَدَ عِنْدَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَأَقْبَلَ يُرِيدُ نَاقَتَهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَإِنِّي أُسِرُّ إِلَيْكَ سِرًّا لاَ تُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا أَبَدًا، إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ رَهْطٍ ذَوِي عَدَدٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ يَظُنُّ عُمَرُ أَنَّهُ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ أَخَذَ بِيَدِ حُذَيْفَةَ، فَقَادَهُ، فَإِنْ مَشَى مَعَهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنِ انْتَزَعَ مِنْهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ هَلَكْتُ، نَهَى اللَّهُ الْمَرْءَ أَنْ يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ، وَنَهَى اللَّهُ عَنِ الْخُيَلاَءِ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ، وَنَهَى اللَّهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا ثَابِتُ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَالَ‏:‏ فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، جَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ، عَنْهُ لَبِنَةً، وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِنَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ظَهْرَهُ، وَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، لِلنَّاسِ أَجْرٌ وَلَكَ أَجْرَانِ، وَآخِرُ زَادِكَ شَرْبَةٌ مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَهُ قَالَ‏:‏ لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ‏:‏ قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ فَقَامَ عَمْرٌو يُرَجِّعُ فَزِعًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ قُتِلَ عَمَّارٌ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ‏:‏ قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَاذَا‏؟‏ قَالَ عَمْرٌو‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ‏:‏ دُحِضْتَ فِي قَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيُّ وَأَصْحَابُهُ، جَاؤُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ تَحْتَ رِمَاحِنَا، أَوْ قَالَ‏:‏ بَيْنَ سُيُوفِنَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ الْمُهَاجِرُونَ لِعُمَرَ‏:‏ أَلاَ تَدْعُو أَبْنَاءَنَا كَمَا تَدْعُو ابْنَ عَبَّاسٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذَلِكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، فَإنَّ لَهُ لِسَانًا سَؤُولاً، وَقَلْبًا عَقُولاً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ سَيْفٍ سُلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ سَيْفُ الزُّبَيْرِ، نُفِحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ بسيفه يَشُقُّ النَّاسَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَّكَ أُخِذْتَ، قَالَ‏:‏ فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِسَيفِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا وَلَّى الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ، بَلَغَ عَلِيًّا فَقَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ ابْنُ صَفِيَّةَ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَلَى حَقٍّ مَا وَلَّى، قَالَ‏:‏ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُمَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالَ‏:‏ أَتُحِبُّهُ يَا زُبَيْرُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ وَمَا يَمْنَعُنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَكَيْفَ أَنْتَ إِذَا قَاتَلْتَهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَيَرَوْنَ أَنَّهُ إِنَّمَا وَلَّى لِذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَتَيَانِ أَرْغَبُ بِهِمَا عَنِ النَّارِ‏:‏ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ، أَوْ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، يَشُكُّ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وَبِلاَلٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ‏.‏

باب الْمُخَنَّثِينَ وَالْمُذَكَّرَاتِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ‏:‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَخْرِجُوا الْمُخَنَّثِينَ مِنْ بُيُوتِكُمْ قَالَ‏:‏ وَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثًا وَأَخْرَجَ عُمَرُ مُخَنَّثًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُخَنَّثِينَ فَأُخْرِجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأُخْرِجَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ أَوَّلُ مَنِ اتُّهِمَ بِالأَمْرِ الْقَبِيحِ، تَعْنِي عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَأَمَرَ عُمَرُ بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ أَلاَّ يُجَالِسُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ رَفَعَهُ قَالَ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ، وَلاَ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلاَ رَجْلَةُ نِسَاءٍ‏.‏

باب مُبَاشَرَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَالْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَأَنْ يُبَاشِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَأَنْ تُبَاشِرَ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ‏.‏

باب الْيَقِينِ وَالْوَسْوَسَةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ يُوَسْوِسُ بِهَا الشَّيْطَانُ فِي صُدُورِنَا، لأَنْ يَخِرَّ أَحَدُنَا مِنَ الثُّرَيَّا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَبُوحَ بِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَوَقَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ‏؟‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ الْعَبْدَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ، فَإِذَا عُصِمَ مِنْهُ أَلْقَاهُ فِيمَا هُنَالِكَ، وَذَلِكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ قَوْمًا سَيَقُولُونَ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَهُ‏؟‏ فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذَلِكَ فَقُولُوا‏:‏ آمَنَّا باللهِ وَرَسُولِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ سَأَلَ عَنْهَا رَجُلاَنِ، وَهَذَا الثَّالِثُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ رِجَالاً سَتُرْفَعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا‏:‏ اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَهُ‏؟‏ فَكَانَ مَعْمَرٌ يَصِلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَيَقُولُ‏:‏ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ‏.‏

باب خِدْمَةِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ فِيهِ خَيْرٌ، قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، خَرَجَ مَعَنَا حَاجًّا، فَإِذَا نَزَلْنَا لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى نَرْتَحِلَ، وَإِذَا ارْتَحَلْنَا لَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ وَيَذْكُرُ حَتَّى نَنْزِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلْفَ نَاقَتِهِ، وَصُنْعَ طَعَامِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ كُلُّنَا، قَالَ‏:‏ كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ‏.‏

باب فِيمَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ بِالشَّامِ، وَكَانَ عَامِلاً لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ نَاسًا مِنَ النَّبَطِ مُشَمَّسِينَ، فَقَالَ‏:‏ مَا بَالُ هَؤُلاَءِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَبَسْتُهُمْ فِي الْجِزْيَةِ، فَقَالَ هِشَامٌ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الَّذِي يُعَذِّبُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ فِي الآخِرَةِ قَالَ‏:‏ فَخَلَّى عُمَيْرٌ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ بَحِيرُ بْنُ رَيْسَانَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَامِلاً لَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنْتَ امْرُؤٌ ظَلُومٌ لاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَشْفَعَ لَكَ وَلاَ يَدْفَعَ عَنْكَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ وَتَّدَ فِرْعَوْنُ لاِمْرَأَتِهِ أَوْتَادًا أَرْبَعَةً، أَوْ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى بَطْنِهَا رَحًى عَظِيمَةً حَتَّى مَاتَتْ‏.‏

باب نَقْصِ الإِسْلاَمِ وَنَقْصِ النَّاسِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ النَّاسُ كَإِبِلٍ مِئَةٍ لاَ يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ لَبِيدٌ‏:‏

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ *** وَبَقِيتُ فِي خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ

يَتَحَدَّثُونَ مَخَانَةً وَمَلاَذَةً *** وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يُشْعَبِ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ‏:‏ فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ لَبِيدٌ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، قَالَ‏:‏ مَعْمَرٌ‏:‏ فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ الزُّهْرِيُّ مَنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ‏.‏

باب الآبِقِ مِنْ سَيِّدِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، يَرْوِيهِ قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةٌ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمْ آذَانَهُمْ‏:‏ عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ حَتَّى يَأْتِيَ فَيَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ فِي حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ‏.‏‏.‏‏.‏، يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَطَاعَةَ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ نِعِمَّا لَهُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ عُمَرُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدٌ قَالَ‏:‏ يَا فُلاَنُ أَبْشِرْ بِالأَجْرِ مَرَّتَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى مَنْ يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا أَحْوَلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ‏.‏

باب الْمُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يُعْطَ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي زَوْجًا وَلِي ضَرَّةً، وَإِنِّي أَتَشَبَّعُ مِنْ زَوْجِي أَقُولُ أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا، وَكَسَانِي كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ كَذِبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ‏.‏

باب ذِي الْوَجْهَيْنِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ خِيَارُكُمْ مَنْ كَانَ لِهَذَا الأَمْرِ كَارِهًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، يَعْنِي الإِسْلاَمَ، وَشِرَارُكُمْ مَنْ يَلْقَى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَكَتَبَ بِهِ إِلَى أَيُّوبَ السِّخْتيِانِيِّ، أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ‏:‏ أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ‏:‏ أَمَا جَاءَكَ الْيَقِينُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى وَرَبِّي، قَالَ‏:‏ فَإنَّ الضَّلاَلَةَ حَقٌّ، الضَّلاَلَةُ أَنْ تَعْرِفَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَأَنْ تُنْكِرَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فَإنَّ دِينَ اللهِ وَاحِدٌ‏.‏

باب الشَّامِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّينَ‏:‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ أَهْلَ الشَّامِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ تَسُبَّ أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا، فَإنَّ بِهَا الأَبْدَالَ، فَإنَّ بِهَا الأَبْدَالَ، فَإنَّ بِهَا الأَبْدَالَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَكُونُ بِالشَّامِ جُنْدٌ، وَبِالْعِرَاقِ جُنْدٌ، وَبِالْيَمَنِ جُنْدٌ، فَقَالَ‏:‏ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ، فَإنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ فِي هَذَا الْحَدِيثِ‏:‏ فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَزَالُ فِي أُمَّتِي سَبْعَةٌ لاَ يَدْعُونَ اللَّهَ فِي شَيْءٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ لَهُمْ، بِهِمْ تُنْصَرُونَ وَبِهِمْ تُمْطَرُونَ، قَالَ‏:‏ وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَبِهِمْ يُدْفَعُ عَنْكُمْ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اعْطِفْ بِقُلُوبِهِمْ إِلَى طَاعَتِكَ، وَأَحِطْ مِنْ وَرَائِهِمْ إِلَى رَحْمَتِكَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِكَعْبٍ‏:‏ أَلاَ تَتَحَوَّلُ إِلَى الْمَدِينَةِ‏؟‏ فِيهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبْرُهُ، قَالَ كَعْبٌ‏:‏ إِنِّي وَجَدْتُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ الشَّامَ كَنْزُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، وَبِهَا كَنْزُهُ مِنْ خَلْقِهِ‏.‏

باب الْعِرَاقِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ مَوْضِعُ قَدَمِ إِبْلِيسَ بِالْبَصْرَةِ، وَفَرَّخَ بِمِصْرَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَسْكُنَ الْعِرَاقَ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ‏:‏ لاَ تَفْعَلْ، فَإنَّ فِيهَا الدَّجَّالَ، وَبِهَا مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَبِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ السِّحْرِ، وَبِهَا كُلُّ دَاءٍ عُضَالٍ يَعْنِي الأَهْوَاءَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَصْحَابِهِ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالُوا‏:‏ كُلُّ مَا قِيلَ قَدْ رَأَيْنَا إِلاَّ سِبَاءَ الْكُوفَةِ يَعْنِي‏:‏ أهَلُهَا يُسْبَوْنَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ تُخَرَّبُ الْبَصْرَةُ إِمَّا بِحَرِيقٍ وَإِمَّا بِغَرَقٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَسْجِدِهَا كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ سَفِينَةٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ الْبَصْرَةُ أَخْبَثُ الأَرْضِ تُرَابًا، وَأَسْرَعُهُ خَرَابًا قَالَ‏:‏ وَيَكُونُ فِي الْبَصْرَةِ خَسْفٌ، فَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، وَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا‏.‏

باب الْعِلْمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ ذَهَابُ أَهْلِهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ، أَوْ يَفْتَقِرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ، فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتْلُونَ الْكِتَابَ يَنْبُذُونَهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَيَقُولُ‏:‏ مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنَ الآفَاقِ يَتَفَقَّهُونَ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ‏:‏ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ يُقَالَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏:‏ قَدْ عَلِمْتَ فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ‏:‏ حَظٌّ مِنْ عِلْمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَظٍّ مِنْ عِبَادَةٍ، وَلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنِ ابْتَلَى فَأَصْبِرَ، قَالَ‏:‏ وَنَظَرْتُ فِي الْخَيْرِ الَّذِي لاَ شَرَّ فِيهِ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْمُعَافَاةِ وَالشُّكْرِ‏.‏

– قَالَ‏:‏ وَقَالَ قَتَادَةُ‏:‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ تَذَاكُرُ الْعِلْمِ بَعْضَ لَيْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْيَائِهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لِلُقْمَانَ‏:‏ أَيُّ النَّاسِ أَصْبَرُ، أَوْ قَالَ‏:‏ خَيْرٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ صَبْرٌ لاَ يَتْبَعُهُ أَذًى، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنِ ازْدَادَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْغَنِيُّ، قِيلَ‏:‏ الْغِنَاءُ مِنَ الْمَالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنَّ الْغَنِيَّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ وُجِدَ وَإِلاَّ أَعْفَى النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعطِيَهُ إِيَّاهُمْ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لاَ يَعْلَمُ فَيَضِلُّوا وَيُضِلُّوا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ رَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشِ النَّاسُ مَعَهُ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ هُوَ فِيهِ، وَرَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَعَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ لاَ تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا كَثِيرَةً، وَلَنْ تَفْقَهَ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَمْقُتَ النَّاسَ فِي ذَاتِ اللهِ، ثُمَّ تُقْبِلَ عَلَى نَفْسِكَ فَتَكُونَ لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا مِنْ مَقْتِكَ النَّاسَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ فَكُنَّا نَتَذَاكَرُ الْعِلْمَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ لاَ تَتَحَدَّثُوا إِلاَّ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ‏:‏ إِنَّكَ لأَحْمَقُ أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلاَةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لاَ تَجْهَرُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَالْمَغْرِبَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلاَ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ وَلاَ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ‏؟‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَتْ مِنْهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ قَالَ عِمْرَانُ‏:‏ لَمَا نَحْنُ فِيهِ يَعْدِلُ الْقُرْآنَ، أَوْ نَحْوَهُ مِنْ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ فَيَأْبَى عَلَيْهِ الْعِلْمُ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ الشَّعْبِيُّ‏:‏ مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْ بِهِ، وَمَا قَالُوا بِرَأْيِهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ‏.‏

قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ‏:‏ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ‏:‏ احْتِيجَ إِلَيَّ فَعَجِبْتُ، وَكَانَ يُسْأَلُ كَثِيرًا فَيَقُولُ‏:‏ لاَ أَدْرِي‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضٍ يَقْبِضُهُ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ‏:‏ مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ‏:‏ طَالِبُ الْعِلْمِ، وَطَالِبُ الدُّنْيَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْفِقْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ اسْمَهُ، قَالَ‏:‏ مِنْ إِضَاعَةِ الْعِلْمِ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ غَيْرُ أَهْلِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ جَمِيعًا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنْ صُدُورِ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ، وَلَكِنَّ ذَهَابَهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ، فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً، فَيُسْأَلُونَ فَيَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَطْرَحِ اللُّؤْلُؤَ إِلَى الْخِنْزِيرِ، فَإنَّ الْخِنْزِيرَ لاَ يَصْنَعُ بِاللُّؤْلُؤِ شَيْئًا، وَلاَ تُعْطِ الْحِكْمَةَ مَنْ لاَ يُرِيدُهَا، فَإنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَمْ يُرِدْهَا شَرٌّ مِنَ الْخِنْزِيرِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا‏.‏

باب كِتَابِ الْعِلْمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ السُّنَنَ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَهَا، فَطَفِقَ يَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهَا شَهْرًا، ثُمَّ أَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ اللَّهُ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ السُّنَنَ، وَإِنِّي ذَكَرْتُ قَوْمًا كَانُوا قَبْلَكُمْ كَتَبُوا كُتُبًا، فأَكَبُّوا عَلَيْهَا وَتَرَكُوا كِتَابَ اللهِ، وَإِنِّي وَاللهِ لاَ أُلْبِسُ كِتَابَ اللهِ بِشَيْءٍ أَبَدًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، فَأَعْجَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ حُسْنُ مَسْأَلَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ اكْتُبْ لِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ إِنَّا لاَ نَكْتُبُ الْعِلْمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَ الْعِلْمِ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ الأُمَرَاءُ، فَرَأَيْنَا أَلاَّ نَمْنَعَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ‏:‏ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ‏:‏ لاَ، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، وَقَالَ هُوَ‏:‏ بَلَى هُوَ سُنَّةٌ، فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ، فَأنْجَحَ وَضَيَّعْتُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ بِأَحَادِيثَ، فَقَالَ لِي‏:‏ اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَحَدِيثَ كَذَا، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَكْتُبَ الْعِلْمَ قَالَ‏:‏ اكْتُبْ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ، فَقَدْ ضَيَّعْتَ، أَوْ قَالَ‏:‏ عَجَزْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنِّي إِلاَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ‏.‏

باب صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَحْسَنُ الصِّفَةِ وَأَجْملُهَا، كَانَ رَبْعَةً إِلَى الطُّولِ مَا هُوَ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَسِيلَ الْجَبِينِ، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَكْحَلَ الْعَيْنِ، أَهْدَبَ، إِذَا وَطِئَ بِقَدَمِهِ وَطِئَ بِكُلِّهَا، لَيْسَ لَهَا أخْمُصٌ، إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَكَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ، وَإِذَا ضَحِكَ كَادَ يَتَلأْلأُ فِي الْجُدُرِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ، مِثْلَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ اللَّوْنِ وَسَمِعْتُ غَيْرَ الزُّهْرِيِّ يَقُولُ‏:‏ كَانَ أَسْمَرَ‏.‏

باب عَمَلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ‏:‏ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ‏.‏

باب الْكَذِبِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ حَدِّثُوا عَنِّي وَلاَ حَرَجَ، وَلَكِنْ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنِ النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الأَنْصَارِ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلاَنَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهَا‏:‏ جَاءَنَا هَذَا بِشَيْءٍ مَا نَعْرِفُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْزِلُوا الرَّجُلَ وَأَكْرِمُوهُ حَتَّى آتِيَكُمْ بِخَبَرِ ذَلِكَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ فَقَالَ‏:‏ اذْهَبَا فَإِنْ أدْرَكْتُمَاهُ فَاقْتُلاَهُ، وَلاَ أُرَاكُمَا تُدرِكَاهُ، قَالَ‏:‏ فَذَهَبَا فَوَجَدَاهُ قد لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ فَقَتَلَتْهُ، فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ، قَالَ‏:‏ أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ فِيمَا يُعْمَلُ بِهِ قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ أَفَإِنْ كُنْتُ مُحَدِّثَكُمْ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ، وَعُمَرُ حَيٌّ، أَمَا وَاللهِ إِذًا لأَلْفَيتُ الْمِخْفَقَةَ سَتُبَاشِرُ ظَهْرِي‏.‏

باب الْخَذْفِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فَخَذَفَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَخْذِفْ فَإنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ‏:‏ إِنَّكَ لاَ تَصْطَادُ بِهَا صَيْدًا، وَلاَ تَقْتُلُ بِهَا عَدُوًّا، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَنْتَهِ الرَّجُلُ فَقَالَ‏:‏ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْهَا وَلاَ تَنْتَهِي لاَ أُكَلِّمُكَ كَلِمَةً أَبَدًا‏.‏

باب الدِّيكِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنَ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ‏:‏ لَعَنَ رَجُلٌ دِيكًا صَاحَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ لاَ تَلْعَنْهُ، فَإِنَّهُ يَدْعُو لِلصَّلاَةِ‏.‏

باب الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا يَرْمُونَ فِيهِمْ بِهِ نَضْحَ النَّبْلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ أَهْلَ الطَّائِفِ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ هِيهِ، يَسْتَنْشِدُهُ فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً فِيهِمْ يَقُولُ‏:‏

قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ *** وَخَيْبَرَ ثُمَّ أَجْمَعْنَا السُّيوفَا

نُخَيِّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ *** قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا أَوْ ثَقِيفَا

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَهُنَّ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ، وَكَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَحَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَمَرْتَ عَلِيًّا يُجِيبُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَهْجُونَكَ وَهُمْ يَعْنُونَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَابْنَ الزِّبَعْرَى، وَالْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ عَلِيًّا لَيْسَ هُنَالِكَ، وَلَكِنَّ الْقَوْمَ إِذَا نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ فَبِأَلْسنَتِهِمْ أَحَقُّ أَنْ يَنصْرُوهُ، فَقَالَ حَسَّانُ‏:‏ مَا كُنْتُ لأَنْتصِرَ مِنْكَ إِلاَّ هَذَا، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَقُولاً مَا بَيْنَ بُصْرَى إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏

لِسَانِي صَارِمٌ لاَ عَيْبَ فِيهِ *** وَبَحْرِي مَا تُكَدِّرُهُ الدِّلاَءُ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا، فَإِذَا سَمِعْتُمُوهُ يُنْشِدُ فَاحْثُوا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ يُنْشِدَانِ الشِّعْرَ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ الْحَسَنُ لاَ يَفْعَلُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، كَانَ رُبَّمَا يَتَمَثَّلُ بِالْبَيْتِ مِنَ الشِّعْرِ مِمَّا كَانَ فِي وَقَائِعِ الْعَرَبِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَرَجَزَ بِهِمْ، فَقَالَ‏:‏

لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلاَ نَصِيفُ *** وَلاَ تُمَيْرَاتٌ وَلاَ رَغِيفُ

لَكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ *** الْمَخْضُ والْقَارِصُ وَالصَّرِيفُ

فَقَالَتِ الأَنْصَارُ‏:‏ انْزِلْ يَا كَعْبُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِنَا، فَنَزَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ‏:‏

لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلاَ نَصِيفُ *** وَلاَ تُمَيْرَاتٌ وَلاَ رَغِيفُ

لَكِنْ غَذَاهَا الْحَنْظَلُ النَّقِيفُ *** وَمِذْقَةٌ كَطُرَّةِ الْخَنِيفِ

تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ وَالْكَنِيفِ

قَالَ‏:‏ فَخَافَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا شَرٌّ، فَأَمَرَهُمَا فَرَكِبَا‏.‏

وَحَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ بِنَحْوِ حَدِيثِ هِشَامٍ وَزَادَ فِيهِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَطَفَ نَاقَتَهُ وَأَمَرَهُمَا فَرَكِبَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَبْغَضُ الْغِنَاءَ وَأُحِبُّ الرَّجَزَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَدْعُو كُلَّ مَنْ كَانَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَوَاللهِ مَا قَالَ بَيْتَ شِعْرٍ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلَقَدْ تَرَكَ هُوَ، وَعُثْمَانُ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَهُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي الإِسْلاَمِ‏؟‏ أَوَهُوَ يَقُولُ‏؟‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قِيلَ لَهُ‏:‏ هَذَا غُلاَمُ بَنِي فُلاَنٍ شَاعِرٌ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ‏:‏ كَيْفَ تَقُولُ‏؟‏ قَالَ‏:‏

أُوَدِّعُ سَلْمَى إِنْ تَجَهَّزْتُ غَازِيًا *** كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلاَمُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا

قَالَ عُمَرُ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ أَجِبْ عَنِّي، أَيَّدَكَ اللَّهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ أَنْشَدَ حَسَّانُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ‏:‏ فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَلَحَظَهُ فَقَالَ‏:‏ أَفِي الْمَسْجِدِ أَفِي الْمَسْجِدِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَقَدْ أَنْشَدْتُ فِيهِ مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ قَالَ‏:‏ فَخَشِيَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجَازَ وَتَرَكَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أُهْبِطَ إِبْلِيسُ قَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، قَدْ لَعَنْتَهُ فَمَا عَمَلُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ السِّحْرُ، قَالَ‏:‏ فَمَا قِرَاءَتُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الشِّعْرُ، قَالَ‏:‏ فَمَا كِتَابُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْوَشْمُ، قَالَ‏:‏ فَمَا طَعَامُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُلُّ مَيْتَةٍ وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَمَا شَرَابُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ‏:‏ فَأَيْنَ مَسْكَنُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَمَّامُ، قَالَ‏:‏ فَأَيْنَ مَجْلِسُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الأَسْوَاقُ، قَالَ‏:‏ فَمَا صَوْتُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْمِزْمَارُ، قَالَ‏:‏ فَمَا مَصَايِدُهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النِّسَاءُ‏.‏

باب الْكِبْرِ وَالْحِلْيَةِ الْحَسَنَةِ

– عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ حَتَّى إِنِّي لأُحِبُّهُ فِي شِرَاكِ نَعْلِي وَعَلاَقَةِ سَوْطِي، فَهَلْ تَخْشَى عَلَيَّ الْكِبْرَ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَارِفًا لِلْحَقِّ مُطْمَئِنًّا إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ الْكِبْرُ هُنَالِكَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تَغْمِطَ النَّاسَ، وَتَبْطَرَ الْحَقَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ أَطْمَارٌ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ لَكَ مَالٌ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مِنْ أَيِّ الْمَالِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِي اللَّهُ، مِنَ الشَّاءِ وَالإِبِلِ، قَالَ‏:‏ فَتَرَى نِعْمَةَ اللهِ وَكَرَامَتَهُ عَلَيْكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُكَ وَافِيَةً آذَانُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَهَلْ تُنْتِجُ إِلاَّ كَذَلِكَ‏؟‏ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ‏:‏ فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ مُوسَاكَ فَتَقْطَعُ أُذُنَ بَعْضِهَا، تَقُولُ هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّ أُذُنَ أُخْرَى فَتَقُولُ هَذِهِ صُرُمٌ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَفْعَلْ، فَإنَّ كُلَّ مَالٍ آتَاكَ اللَّهُ لَكَ حِلٌّ، وَإِنَّ مُوسَى اللهِ أَحَدُّ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَلَمْ يَقْرِنِي وَلَمْ يُضَيِّفْنِي، ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدَ ذَلِكَ أَقْرِيهِ أَمْ أَجْزِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ بَلِ، اقْرِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً وَعَلَيْهِ أَطْمَارٌ قَالَ‏:‏ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ هَلْ لَكَ مَالٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَكُلْ وَاشْرَبْ، وَتَصَدَّقْ وَالْبَسْ، فَإنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ أَحَلَّ اللَّهُ الأَكْلَ وَالشُّرْبَ مَا لَمْ يَكُنْ سَرَفًا، أَوْ مَخِيلَةً‏.‏

باب الشَّعْرِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي قَتَادَةَ‏:‏ إِنِ اتَّخَذْتَ شَعْرًا فَأَكْرِمْهُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبُو قَتَادَةَ، حَسِبْتُ، يُرَجِّلُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ فَزِعَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبْطَأَ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا حَبَسَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَأْسِي كُنْتُ أُرَجِّلُهُ، قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ بِرَأْسِهِ أَنْ يُحْلَقَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْهُ لِي، أَوْ هَبْهُ لِي، فَوَاللهِ لأُعْتِبَنَّكَ، قَالَ‏:‏ فَتَرَكَهُ، فَلَمَّا لَقُوا الْعَدُوَّ كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ حَمَلَ، فَقَتَلَ مَسْعَدَةَ قَالَ‏:‏ وَلاَ أَعْلَمُ رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَ أَهْلَ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ الشَّعْرَ، وَوَجَدَ الْمُشْرِكِينَ يَفْرُقُونَ، وَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي أَمْرٍ لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ صَنَعَ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَسَدَلَ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْفَرْقِ، فَفَرَقَ فَكَانَ الْفَرْقُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ أسْتَتْبِعَ أَصْحَابِي إِلَى بَيْتِي فَأُطْعِمَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا رَاحِلَةٌ يَرْكَبُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَنْ تُسَفِّهَ الْحَقَّ، وَتَغْمِطَ النَّاسَ‏.‏

باب الْمَدْحِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلاً أَثْنَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَطَعْتَ عُنُقَهُ، لَوْ سَمِعَكَ تَقُولُ هَذَا مَا أَفْلَحَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا كَقْولِكُمْ، وَلاَ تَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيَاطِينُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ‏:‏ يَا خَيْرَ النَّاسِ وَابْنَ خَيْرِ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ، وَلَكِنِّي مِنْ عِبَادِ اللهِ، أَرْجُو اللَّهَ وَأخَافُهُ، وَاللهِ لَنْ تَزَالُوا بِالرَّجُلِ حَتَّى تُهْلِكُوهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا‏:‏ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَا أَحَدٌ أُزَكِّيهِ إِلاَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ كَانُوا يُقْرِضُونَ الدَّرَاهِمَ‏.‏

باب الضِّيَافَةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ حَقُّ الضِّيَافَةِ ثَلاَثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ صَدَقَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَاهُ الأَعْرَابُ فَقَالُوا‏:‏ إِنَّا نُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَنُؤتِي الزَّكَاةَ، وَنَحُجُّ الْبَيْتَ، وَنَصُومُ رَمَضَانَ، وَإِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يَقُولُونَ‏:‏ لَسْنَا عَلَى شَيْءٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى الضَّيْفَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

باب مُوسَى وَمَلَكُ الْمَوْتِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ‏:‏ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ‏:‏ فَرَدَّ اللَّهُ عَيْنَهُ، فَقَالَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ‏:‏ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ مَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ‏:‏ فَالآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرْيتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ‏.‏

– قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، مِثْلَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

باب حَدِيثِ آدَمَ وَإِبْلِيسَ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ سَأَلَهُ النَّظِرَةَ فَأَنْظَرَهُ، فَقَالَ‏:‏ وَعِزَّتِكَ لاَ أَخْرُجُ مِنْ صَدْرِ عَبْدِكَ حَتَّى تَخْرُجَ نَفْسُهُ، فَقَالَ‏:‏ وَعِزِّتِي لاَ أَحْجُبُ تَوْبَتِي مِنْ عَبْدِي حَتَّى تَخْرُجَ نَفْسُهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ رُوحُهُ‏.‏

باب مِئَةِ سَنَةٍ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلاَةَ الْعِشَاءَ، فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتَكُمْ، فَإنَّ عَلَى رَأْسِ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ قَالَ‏:‏ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَنْ مِئَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ، يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ‏.‏

باب النُّبُوَّةِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ نَظَرَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءًا فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَاهُنَا مَاءٌ‏؟‏ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ تَوَضَّأْ بِسْمِ اللهِ، فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، وَالْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُونَ، حَتَّى تَوَضَّؤُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، قَالَ ثَابِتٌ‏:‏ فَقُلْتُ لأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ رَجُلاً‏.‏

– أَخْبَرَنَا الرَّزَّاقِ، عَنْ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، مِثْلَهُ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ، أَوْ غَيْرُهُمَا، فَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمَا سَتَجِدَانِ امْرَأَةً فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا مَعَهَا بَعِيرٌ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ، فَأْتِيَا بِهَا، فَأَتَيَا الْمَرْأَةَ، فَوجَدَاهَا قَدْ رَكِبَتْ بين مزادتيها عَلَى الْبَعِيرِ، فَقَالاَ لَهَا‏:‏ أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ‏:‏ مَنْ رَسُولُ اللهِ‏؟‏ أَهَذَا الصَّابِئُ‏؟‏ قَالاَ‏:‏ هَذَا الَّذِي تَعْنِينَ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا، فَجَاءَا بِهَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ فِي إِنَاءٍ مِنْ مُزَادَتَيْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَعَادَ الْمَاءَ فِي الْمَزَادَتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَ بِعُرَى الْمَزَادَتَيْنِ فَفُتِحَتْ، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ فَمَلَؤُوا آنِيَتَهُمْ وَأسْقِيتَهُمْ، فَلَمْ يَدَعُوا إِنَاءً وَلاَ سِقَاءً إِلاَّ مَلَؤُوهُ، فَقَالَ عِمْرَانُ‏:‏ فَكَانَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَمْ يَزْدَادَا إِلاَّ امْتِلاَءً، قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهَا فَبُسِطَ، ثُمَّ أَصْحَابَهُ، فَجَاؤُوا مِنْ أَزْوَادِهِمْ حَتَّى مَلأَ لَهَا ثَوْبَهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اذْهَبِي فَإِنَّا لَمْ نَأْخُذْ مِنْ مَائِكَ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَقَانَا، فَجَاءَتْ أَهْلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُمْ، فَقَالَتْ‏:‏ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ إِنَّهُ لِرَسُولُ اللهِ حَقًّا، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ أَهْلُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَأَسْلَمُوا كُلُّهُمْ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ مَالَ، أَوْ قَالَ‏:‏ مَادَ، عَنِ الرَّاحِلَةِ، قَالَ‏:‏ فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ، ثُمَّ مَالَ فَدَعَمْتُهُ بِيَدِي حَتَّى اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ احْفَظْ أَبَا قَتَادَةَ كَمَا حَفِظَنِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ، مَا أَرَانَا إِلاَّ قَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ، تَنَحَّ عَنِ الطَّرِيقِ قَالَ‏:‏ فَتَنَحَّى عَنِ الطَّرِيقِ، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَخْنَا مَعَهُ، فَتَوَسَّدَ كُلٌّ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَمَا اسْتيقَظَنَا حَتَّى أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَمَا اسْتيقَظَنَا إِلاَّ بِصَوْتِ الصُّرَدِ فَقُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْنَا، فَقَالَ‏:‏ لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّ الصَّلاَةَ لاَ تَفُوتُ النَّائِمَ، إِنَّمَا تَفُوتُ الْيَقْظَانَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَلْ مِنْ مَاءٍ فَأَتَيْتُهُ بِمِيضَأَةٍ، وَهِيَ الإِدَوَاةُ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ‏:‏ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَنِي فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِي‏:‏ احْفَظْهَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ لِبَقِيَّتِهَا نَبَأٌ قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ بِلاَلاً، فَنَادَى وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْفُقُوا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ يَعْصُوهُمَا يَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ أشَارَا عَلَيْهِمْ أَلاَّ يَنْزِلُوا حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَاءَ، وَقَالَ بَقِيَّةُ النَّاسِ‏:‏ بَلْ نَنْزِلُ حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلُوا فَجِئْنَاهُمْ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ وَقَدْ هَلَكُوا مِنَ الْعَطَشِ، قَالَ‏:‏ فَدَعَانِي بِالْمِيضَأَةِ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَاسْتَأْبَطَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبُّ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اشْرَبُوا وَتَوَضَّؤُوا فَفَعَلُوا وَمَلَؤُوا كُلَّ إِنَاءٍ كَانَ مَعَهُمْ، حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ‏:‏ هَلْ مِنْ عَالٍّ ثُمَّ رَدَّهَا إِلَيَّ، فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهَا كَمَا أَخَذَهَا مِنِّي، وَكَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ رَجُلاً‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ ذَهَبَ سَيْفُهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَسِيبًا مِنْ نَخْلٍ، فَرَجَعَ فِي يَدِهِ سَيْفًا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ‏:‏ تَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ، يَعْنِي نَفْسَهُ، فَإِنِّي كَلَّمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ مَعَهُ، وَرَأَيْتُ الْعَلاَمَةَ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهِيَ إِلَى ‏(‏أَصْلِ‏)‏ نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى، كَأَنَّهُ جُمْعٌ، يَعْنِي الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ، عَلَيْهَا خِيلاَنٌ كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ‏.‏

باب مَا يُعَجَّلُ لأَهْلِ الْيَقِينِ مِنَ الآيَاتِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ تَحَدَّثَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةٌ فِي لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الظُّلْمَةِ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ يَنْقَلِبَانِ، وَبِيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُصَيَّةٌ، فَأَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا لَهُمَا حَتَّى مَشَيَا فِي ضَوْئِهَا، حَتَّى إِذَا افْتَرَقَ بِهِمَا الطَّرِيقُ أَضَاءَتْ لِلآخَرِ عَصَاهُ، فَسَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي ضَوْءِ عَصَاهُ حَتَّى بَلَغَ أَهْلَهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ، فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ إِلاَّ أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهَا إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهَا فيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَصَاحِبٌ لَهُ، سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَإِذَا طَرْفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ‏:‏ أَمَا إِنَّا لَوْ حَدَّثَنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا فَقَالَ مُطَرِّفٌ‏:‏ الْمُكَذِّبُ أَكْذَبُ يَقُولُ‏:‏ الْمُكَذِّبُ بِنِعْمَةِ اللهِ أَكْذَبُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطَأَ الْجَيْشَ بِأَرْضِ الرُّومِ، أَوْ أُسِرَ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا يَلْتَمِسُ الْجَيْشَ، فَإِذَا بِالأَسَدِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ مِنْ أَمْرِي كَيْتَ وَكَيْتَ، فَأَقْبَلَ الأَسَدُ لَهُ بَصْبَصَةٌ حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ صَوْتًا أَتَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ الْجَيْشَ، ثُمَّ رَجَعَ الأَسَدُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ‏:‏ مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَجَزْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي‏:‏ هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلاَمَ‏.‏

باب الرُّخَصِ وَالشَّدَائِدِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَتَدْرِي يَا مُعَاذُ مَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي يَا مُعَاذُ مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ فَإنَّ حَقَّ النَّاسِ عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ دَعْهُمْ يَعْمَلُونَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُهَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقٍّ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلاَّ مَنْ قَالَ‏:‏ كَذَا وَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ تَقُولُ‏:‏ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَلاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ، وَمَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ‏:‏ حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي‏:‏ أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ‏:‏ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ‏:‏ إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، قَالَ‏:‏ خَشْيَتَكَ، أَوْ قَالَ‏:‏ عِقَابَكَ يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ‏.‏

– قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلاَ هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ وَذَلِكَ لِئَلاَّ يَتَّكِلَ وَلاَ يَأْيَسَ رَجُلٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ قَرْيَتَانِ إِحْدَاهُمَا صَالِحَةٌ، وَالأُخْرَى ظَالِمَةٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَرْيَةِ الظَّالِمَةِ يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، فَأَتَاهُ الْمَوْتُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَاخْتَصَمَ فِيهِ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ، فَقَالَ الشَّيْطَانُ‏:‏ وَاللهِ مَا عَصَانِي قَطُّ، فَقَالَ الْمَلَكُ‏:‏ إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ يُرِيدُ التَّوْبَةَ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَيِّهِمَا أَقْرَبُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ‏:‏ قَرَّبَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ لَهَا، أَوْ هِرٍّ، رَبَطَتْهَا فَلاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلاَ هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَقْضِمُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلاً‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدَّيْلَمِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ‏:‏ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ لاَ نَرَاكَ إِلاَّ قَدْ حُضِرْتَ، فَأَوْصِنَا، قَالَ‏:‏ فَأَنَا لاَ أُرَانِي إِلاَّ قَدْ حُضِرْتُ وَسَاءَ حِينُ الْكَذِبِ هَذَا، اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُوقِنُ بِثَلاَثٍ‏:‏ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ‏:‏ فَإِمَّا قَالَ‏:‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَإِمَّا قَالَ‏:‏ يَنْجُو مِنَ النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، هَلْ يَضُرُّ مَعَهَا عَمَلٌ كَمَا لاَ يَنْفَعُ مَعَ تَرْكِهَا عَمَلٌ‏؟‏ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ عَشِّ وَلاَ تَغْتَرَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَادَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ أَنْ يُوَسْوَسَ، فَكَانَ عُثْمَانُ مِمَّنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَأَتَى عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ تَرَى عُثْمَانَ مَرَرْتُ بِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ‏:‏ انْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ، فَمَرَّا بِهِ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ مَرَّ بِكَ أَخُوكَ آنِفًا فَسَلَّمَ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ بَلَى فَعَلْتَ، وَلَكِنَّهَا نَخْوَتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَجَلَ، قَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنْ أَمْرٌ مَا شَغَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ أَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ فَإِنِّي قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ‏:‏ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَأَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لاَ يَبْلُغُ عَقْلُهُ فَهْمَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ فِتْنَةً‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَهَكَذَا، وَجَمَعَ كَفَّيْهِ، قَالَ‏:‏ زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ وَهَكَذَا، وَجَمَعَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ دَعْنِي يَا عُمَرُ مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَدَقَ عُمَرُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِالْحَسَنَةِ فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ فَعَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، مَرَّ بِرَجُلٍ يُذَكِّرُ قَوْمًا فَقَالَ‏:‏ يَا مُذَكِّرُ لاَ تُقَنِّطِ النَّاسَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا يَوْمًا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ‏:‏ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ الْمَرَّةِ الأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الأَوَّلِ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَلاَّ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ الثَّلاَثُ فَعَلْتَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ أَنَسٌ‏:‏ كَانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ ثَلاَثَ لَيَالٍ، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ انْقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ، وَذَكَرَ اللَّهَ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ غير أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَّ خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلاَثُ، وَكِدْتُ أَحْتَقِرُ عَمَلَهُ، قُلْتُ‏:‏ يَا عَبْدَ اللهِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ وَالِدِي هِجْرَةٌ وَلاَ غَضَبٌ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ‏:‏ يَطْلُعُ الآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَطَلَعْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِكَ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ قَالَ‏:‏ فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ‏:‏ مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلاَ أَحْسُدُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ هِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ‏.‏

باب الإِقْنَاطِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَالَتْ‏:‏ عُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَتْ‏:‏ أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَجْلِسُ وَيُجْلَسُ إِلَيْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ‏:‏ فَإِيَّاكَ وَإِهْلاَكَ النَّاسِ وَتَقْنِيطَهُمْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَجُلاً كَانَ فِي الأُمَمِ الْمَاضِيَةِ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، وَيُشَدِّدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَيُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ فَقَالَ‏:‏ أَيْ رَبِّ مَا لِي عِنْدَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ النَّارُ، قَالَ‏:‏ يَا رَبِّ، فَأَيْنَ عِبَادَتِي وَاجْتِهَادِي‏؟‏ فَقِيلَ لَهُ‏:‏ كُنْتَ تُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَتِي فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أُقَنِّطُكَ الْيَوْمَ مِنْ رَحْمَتِي‏.‏

باب دُخُولِ الْجَنَّةِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، قَالُوا‏:‏ وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثَانِ، مِثْلَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَاشِمَةِ عَلَى عَائِشَةَ بَعْدَ الْجَمَلِ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا فَعَلَ فُلاَنٌ‏؟‏ تَعْنِي طَلْحَةَ، قَالَ‏:‏ قُتِلَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، مَا فَعَلَ فُلاَنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُتِلَ، قَالَ‏:‏ فَرَجَّعَتْ أَيْضًا، وَقَالَتْ‏:‏ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ بَلْ نَحْنُ لِلَّهِ، وَإِنَّا لِلَّهِ عَلَى زَيْدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ، يَعْنِي زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، قَالَتْ‏:‏ وَقُتِلَ زَيْدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مِنْ جُنْدٍ، وَهَذَا مِنْ جُنْدٍ تَرَحَّمِينَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَاللهِ لاَ يَجْتَمِعُونَ أَبَدًا، قَالَتْ‏:‏ أَوَلاَ تَدْرِي، رَحْمَةُ اللَّهُ وَاسِعَةٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ بِقِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى صَلاَةِ الْعَصْرِ بِقِيرَاطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْتَأْجِرُهُ يَعْمَلُ إِلَى اللَّيْلِ بِقِيرَاطَيْنِ، فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَلَكُمُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ نَحْنُ أَكْثَرُ أَعْمَالاً وَأَقَلُّ أُجُورًا، فَقَالَ اللَّهُ‏:‏ أَظُلِمْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ‏.‏

باب الرُّخَصِ فِي الأَعْمَالِ وَالْقَصْدِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذِهِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ فُلاَنَةُ بِنْتُ فُلاَنٍ، وَهِيَ يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ‏:‏ مَهْ خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُطِيقُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا قَدْرُ أَجَلِهِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادَةِ إِلَى اللهِ مَا دِيمَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَلَّتْ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَمَلٌ قَلِيلٌ فِي سُنَّةٍ، خَيْرٌ مِنْ عَمَلٍ كَثِيرٍ فِي بِدْعَةٍ، وَمَنِ اسْتَنَّ بِي فَهُوَ مِنِّي، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِرُخَصِهِ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِعَزَائِمِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ جَاءَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيْنَ كُنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عُيَيْنَةَ، يَعْنِي عَيْنًا، فَتَبَتَّلْتُ عِنْدَهَا هَذِهِ الثَّلاَثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ تَبَتَّلَ فَلَيْسَ مِنَّا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَى أُمِّهِ، وَكَانَتْ صَامَتْ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ صَامَتْ وَلاَ أَفْطَرَتْ وَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، وَابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، يَرْوِيهِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لاَ زِمَامَ، وَلاَ خِزَامَ، وَلاَ سِيَاحَةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ مُحَرِّمَ الْحَلاَلِ كَمُسْتَحِلِّ الْحَرَامِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّ الدِّينِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ‏.‏

باب ذِكْرِ اللَّهِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَإٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، أَوْ قَالَ‏:‏ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ ذِرَاعًا دَنَوْتُ بَاعًا، وَلَوْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ قَالَ قَتَادَةُ‏:‏ وَاللَّهُ أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أُمِّ عِكْرِمَةَ بِنْتِ خَالِدٍ، أَنَّهَا أَرْسَلَتْ أَخًا لَهَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قَالَ‏:‏ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ عَدْلُ رَقَبَةٍ‏.‏

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ فَاسْتَكْثِرُوا مِنِ الرِّقَابِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَنَادَى‏:‏ هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ يَتُوبُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، هَلْ مِنْ دَاعٍ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ، إِلَى الْفَجْرِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ‏:‏ سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ‏:‏ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، حَتَّى، ‏{‏مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَيَقُومُونَ فَيتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا‏:‏ سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا‏:‏ ‏{‏لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ‏}‏، فَيَقُومُونَ يَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا‏:‏ سَيُعْلَمُ الْجَمْعُ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ‏:‏ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، قَالَ‏:‏ فَيَقُومُونَ وَهُمْ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَكُونُ التَّبِعَةُ، وَالْحِسَابُ فِيمَنْ بَقِيَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏:‏ فَهِيَ كَلِمَةُ الإِخْلاَصِ الَّتِي لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ عَمَلاً حَتَّى يَقُولَهَا، فَإِذَا قَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِعَبْدٍ قَطُّ حَتَّى يَقُولَهَا، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ‏:‏ فَهِيَ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللهِ‏:‏ فَهِيَ صَلاَةُ الْخَلاَئِقِ، وَإِذَا قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ‏:‏ قَالَ‏:‏ أَسْلَمَ وَاسْتَسْلَمَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْفًا، فَقَالَ لَهَا‏:‏ سَبِّحِي مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا، وَاحْمَدِي مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ فَرَسٍ تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكَبِّرِي مِئَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ بَدَنَةٍ تُهْدِينَهَا إِلَى بَيْتِ اللهِ، وَقُولِي‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِئَةَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَلَنْ يُرْفَعَ لأَحَدٍ عَمَلَ أَفْضَلُ مِنْهُ، إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قُلْتِ، أَوْ زَادَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ‏:‏ كَانَ سَلْمَانُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ يَقُولُ‏:‏ كَبِّرُوا اللَّهَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، مِرَارًا، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَتَكْتُبُنَّ هَذِهِ، وَلاَ تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَلَيَكُونَنَّ هَذَا شُفَعَاءَ صِدْقٍ لِهَاتَيْنِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ يَمْلُؤهُ، وَالتَّكْبِيرُ يَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الإِيمَانِ‏.‏

– قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ‏:‏ لَمْ يُعْطَ التَّكْبِيرَ أَحَدٌ إِلاَّ هَذِهِ الأُمَّةُ‏.‏

باب فَضْلِ الْمَسَاجِدِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ‏:‏ إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا جُلَسَاؤُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَتَفَقَّدُونَهُمْ، فَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ خُلِّفُوا افْتَقَدُوهُمْ، وَإِنْ حَضَرُوا قَالُوا‏:‏ اذْكُرُوا ذَكَرَكُمُ اللَّهُ‏.‏

باب‏:‏ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَخَذَ رَجُلٌ فَرْخَ طَائِرٍ، فَجَاءَ الطَّائِرُ فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي حِجْرِ الرَّجُلِ مَعَ فَرْخِهِ، فَأَخَذَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَجَبًا لِهَذَا الطَّائِرِ جَاءَ وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي أَيْدِيكُمْ رَحْمَةً لِوَلَدِهِ، فَوَاللهِ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا الطَّائِرِ بفَرْخِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِي أيَرْفَعُهُ أَمْ لاَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ لَيَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجِدَ ضَالَّتَهُ بِوَادٍ، فَخَافَ أَنْ يَقْتُلَهُ فِيهِ الْعَطَشُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تُجُوِّزَ لأُمَّتِي النِّسْيَانُ وَالْخَطَأُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ‏.‏

قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ هِشَامٍ‏.‏

باب رَحْمَةِ النَّاسِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ الأَقْرَعُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي لَعَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا قَطُّ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ قَالَ لِعُمَرَ وَرَآهُ يُقَبِّلُ بَعْضَ وَلَدِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَتُقَبِّلُ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ لَوْ كُنْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا قَبَّلْتُ لِي وَلَدًا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ اللَّهَ اللَّهَ‏؟‏ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلاَثًا، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَمَا أَصْنَعُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ‏.‏

باب كَفَالَةِ الْيَتِيمِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَنَا وَسَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ امْرَأَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَقَعَدَتْ عَلَى عِيَالِهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالْقَائِمِ لَيْلَهُ وَالصَّائِمِ نَهَارَهُ، وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ الْمُصْلِحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ‏.‏

حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ قَالَ‏:‏ كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تَزْرَعُ تَحْصُدُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ الصَّالِحَةَ لِبَعْلِهَا فِي الْجَمَالِ، كَالْمَلِكِ الْمُتَوَّجِ بِالتَّاجِ الْمُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَرْأَةَ السُّوءَ لِبَعْلِهَا كَالْحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَأَنَّ خُطْبَةَ الأَحْمَقِ فِي نَادِي الْقَوْمِ كَالْمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، وَلاَ تَعِدْ أَخَاكَ، ثُمَّ لاَ تُنْجِزُ لَهُ، فَإِنَّهُ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً، مَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ بَعْدَ الْجَهْلِ، وَمَا أَقْبَحَ الْفَقْرَ بَعْدَ الْغِنَاءِ، وَمَا أَقْبَحَ الضَّلاَلَةَ بَعْدَ الْهُدَى‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ أَتَتْ بِنْتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، لاَ امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا وَهُوَ وَازِعٌ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَإِنَّ خَيْرَ النِّسَاءِ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أُمْسِكَ عَنْهَا صَبَرَتْ قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ وَلَوْ أَقْسَمْتُ مَا هِيَ بِالْبَصْرَةِ لَصَدَقْتُ هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَنَتْفُ إِشْعَارٍ، وَرَنُّ شَيْطَانٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ هُنَّ فَوَاقِرُ‏:‏ جَارُ سُوءٍ فِي دَارِ مُقَامَةٍ، وَزَوْجُ سُوءٍ إِنْ دَخَلْتَ عَلَيْهَا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا، وَسُلْطَانٌ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ، وَإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يُقِلْكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَوِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ النَّصَارَى تَسْجُدُ لِبَطَارِقَتِهَا، وَأَسَاقِفَتِهَا، وَأَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ كُنْتُ آمِرًا شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ دُونَ اللهِ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَنْ تُؤَدِّيَ امْرَأَةٌ حَقَّ زَوْجِهَا، حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ‏:‏ كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا نَفِسَتْ وُضِعَتْ عَلَى قَتَبٍ لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِوِلاَدِهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ الْمَرْأَةُ شَطْرُ دِينِ الرَّجُلِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ إِلَى أَبِيهَا تَشْكُو الزُّبَيْرَ، فَقَالَ‏:‏ ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، فَإِنَّكَ إِنْ صَبَرْتِ وَأَحْسَنْتِ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَهُ، ثُمَّ دَخَلْتُمَا الْجَنَّةَ كُنْتِ زَوْجَتَهُ فِيهَا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ مَثَلُ الْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ كَالسِّقَاءِ الْوَاهِي فِي الْمَعْطَشَةِ، وَمَثَلُ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ الْفَاجِرَةِ كمَثَلُ خِنْزِيرٍ فِي عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ امْرَأَةٍ، سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ‏:‏ لاَ تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لاَ تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى قَتَبٍ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدْعُوَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهُ أَجَلٌ قَدْ حَضَرَ، قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لآخِرُ ثَلاَثَةٍ دَفَنْتُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ حَامِلاَتٌ، وَالِدَاتٌ، رَحِيمَاتٌ بِأَوْلاَدِهِنَّ، لَوْلاَ مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَتْ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا فَائِدَةٌ أَفَادَهَا اللَّهُ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا، وَإِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ‏:‏ لِدِينِهَا، وَجَمَالِهَا، وَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أعَجَبْنَنِي‏:‏ الْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَاءِ، وَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْخَشْيَةُ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ، وَثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أهْلَكَتْهُ‏:‏ شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَأَرْبَعٌ مَنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ‏:‏ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلَبٌ شَاكِرٌ، وَبَدَنٌ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُوَافِقَةٌ، أَوْ قَالَ‏:‏ مُوَاتِيَةٌ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ كَعْبًا، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ الْمَرْأَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ صَلاَتِهَا، وَعَنْ حَقِّ زَوْجِهَا‏.‏

باب فِتْنَةِ النِّسَاءِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا هَلَكَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قِبَلِ أَرْجُلِهِنَّ، وَتَهْلِكُ نِسَاءُ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ قِبَلِ رُؤُوسِهِنَّ‏.‏

باب أَكْثَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ إِلَى امْرَأَتِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ‏:‏ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَيْسَ حِينُ حَدِيثٍ، فَلَمْ تَدَعْهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ فَأَغْضَبَتْهُ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ نَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ‏.‏

– أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِينَ، وَوَقَفْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ‏:‏ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ‏.‏

– عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ‏:‏ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاع